خالد بن سطام يدشن معرض الصناعة في عسير    أمطار متوسطة إلى غزيرة بالجنوب وخفيفة على 4 مناطق    وزير الخارجية يعبر لنظيره الإيراني عن تضامُن المملكة    أجهزة كمبيوتر من "مايكروسوفت" مزودة بالذكاء    الهلال يعلن جاهزية سالم الدوسري لمواجهة الطائي    رسميًا.. الاتحاد يعلن رحيل رومارينهو وغروهي    مطار الرياض يفوز بجائزة أفضل مطار بالمملكة    6.7 مليار دولار مساعدات سعودية ل 99 دولة    عودة الصور المحذوفة تصدم مستخدمي «آيفون» !    6.41 مليون برميل صادرات السعودية من النفط    أمير منطقة تبوك ونائبه يواسيان النبهاني في وفاة والدته    الاتحاد بطلاً لهوكي الغربية    «الموارد»: دعم أكثر من 12 ألف مواطن ومواطنة بالشرقية    القوات المسلحة تواصل تمرين «الأسد المتأهب 2024»    أمير الجوف يعزّي أسرة الحموان    استقبال حافل ل «علماء المستقبل».. أبطال «ISEF»    5 فوائد للمشي اليومي    معابر مغلقة ومجازر متواصلة    أسرة بن مخاشن تستقبل المواسين في مريم    القيادة تعزي في وفاة رئيس إيران ومرافقيه    وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان يكرم البواني لرعايتها منتدى المشاريع المستقبلية    واتساب يختبر ميزة تلوين فقاعات الدردشة    رحلة نحو الريادة في السياحة العلاجية    الراجحي يصدر قراراً بتعديل تنظيم العمل المرن    طموحنا عنان السماء    8 مواجهات في الجولة قبل الأخيرة لدوري" يلو".. " الخلود والعروبة والعربي والعدالة" للمحافظة على آمال الصعود    أنديتنا وبرنامج الاستقطاب    في الرياضة.. انتظار الحقائق والتطوير    اجتماع اللجنة الأمنية والعسكرية المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي - القطري    تعزيز العلاقات مع "تحالف الحضارات"    فراق زارعة الفرح    أمير القصيم يكرم «براعم» القرآن الكريم    10522 خريجًا وخريجة في مختلف التخصصات.. نائب أمير مكة المكرمة يشرف حفل التخرج بجامعة جدة    الذكاء الاصطناعي ومستقبل الوظائف    إحباط تهريب 200 كلغ من القات المخدر    خادم الحرمين الشريفين يخضع لبرنامج علاجي    "تعليم جدة" يصدر نتائج حركة النقل الداخلي لشاغلي وشاغلات الوظائف التعليمية    مكعّب روبيك.. الطفل العبقري    إجازة لمكافحة التعاسة    ابحث عن قيمتك الحقيقية    لجين تتألق شعراً    مواجهة الظلام    مبادرة الأديب العطوي    نائب أمير جازان يكرم متفوقي التعليم    ما الذي علينا فعله تجاه أنفسنا ؟!    زلة الحبيب    وقتك من ذهب    لا عذر لخائن    تسهيل وصول أمتعة الحجاج لمقار سكنهم    العجب    المسألةُ اليهوديةُ مجدداً    علاقة معقدة بين ارتفاع ضغط الدم والصحة النفسية    الحامل و الركود الصفراوي    أخصائية تغذية: وصايا لتجنب التسمم الغذائي في الحج    خرج من «البحر» وهو أصغر بعشر سنوات    أمير الرياض يرعى حفل تخرج طلبة الجامعة السعودية الإلكترونية    مفتي الهند يدعوا الله بأن يشفي خادم الحرمين    القيادة تعزّي دولة رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة السيد محمد مخبر في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لتأصيل معنى الأصالة والتجدد .. جدة في شكل جديد دون عشوائيات في ظل استراتيجية تطويرها
نشر في البلاد يوم 09 - 10 - 2009


عرض: منير عبدالقادر .. الحلقة الأخيرة ..
تغطي أحياء جدة العشوائية غير المخططة بصفة عامة ما يزيد على 4800 هكتار، أي ما يقارب 16% من مساحة المدينة المبنية، ويقطن هذه الاحياء أكثر من مليون نسمة "اي ما يقارب ثلث اجمالي سكان المدينة" يعيشون في مساكن غالبيتها الساحقة دون المستوى المقبول. وتدرك أمانة محافظة جدة أن هذه الاحياء تشكل أحد أهم التحديات التي تواجه المدينة ونموها، إلا أنها ايضا تشكل فرصا هامة لتجديد بعض أقل مناطق المحافظة تنظيماً.
على الرغم من أن كل حي من "الأحياء العشوائية غير المخططة" في جدة فريد من حيث حجمه وموقعه والخليط الاجتماعي فيه، يتشارك الكثير منها في الخصائص المادية والتحديات الاجتماعية.
كانت كثير من الأحياء غير المخططة فيوقت من الاوقات مكانا لسكنى كبرى عائلات جدة وذات وظائف حيوية لدعم انتقال الحجاج بين جدة ومكة المكرمة، إلا أن هذه الاحياء شهدت تدهوراً ملحوظاً خلال العقود السابقة واختلافا في وظيفتها الأساسية، وأصبحت مكاناً للسكن المنخفض الكلفة، وبشكل خاص للعمالة المقيمة.
نتيجة للطلب الذي لم تتحقق تلبيته على الاسكان لذوي الدخل المنخفض والمتوسط، تتكون الاحياء العشوائية غير المخططة عادة من مناطق جديدة طورت خارج سياسات التخطيط المحلية أو دون تصاريح بناء نظامية، بالاضافة إلى مناطق المدينة التي تدهورت حالتها.
تطورت الأحياء العشوائية غير المخططة لتصبح مجتمعات محلية بالغة التعقيد ذات نسيج عمراني يشبه نسيج البلدة القديمة العضوي التشكيل، وهي بشكل عام تضم شوارع وأزقة ضيقة، ويضم بعضها اقتصادات محلية نشطة.
وبصرف النظر عن النجاحات النسبية التي أحرزتها الأحياء العشوائية غير المخططة، فإنها تشكل في أغلبها خطراً على الصحة العامة وعلى الأمن في المدينة، كما يتسبب عدم وضوح ملكية الأراضي والمباني في اعاقة امكانات الاستثمار في هذه المناطق، لذا أصبح أكثر من ثلث سكان جدة يعيشون في الغالب في ظروف معيشية أدنى من المستوى المقبول.
الأوضاع الحالية والتوجهات
نشأت أحياء جدة العشوائية غير المخططة بشكل أساسي كرد فعل لعدم توفر الاسكان المناسب لذوي الدخل المنخفض والمتوسط، كما بحثنا في فصل "الاسكان" وتتشكل الاحياء العشوائية وغير المخططة من خليط من المباني حديثة البناء دون تصاريح أو ناتجة عن تعد على الاراضي الخالية ويقطن في الاحياء العشوائية وغير المخططة الآن أكثر من مليون من سكان جدة.
في بعض الأحيان، توصف الاحياء العشوائية غير المخططة بأنها أحياء فقيرة وبائسة، لكن هذا الوصف لا ينطبق على جميع هذه الاحياء، فهي تختلف من حيث مواقعها وحجمها والمستوى الاجتماعي لقاطنيها وفي حين انها قد تتشابه بشكل عام من حيث أنماط الشوارع وغياب الساحات العامة ومحدودية الخدمات الاجتماعية والمرافق، غلا أن العامل المشترك بينها هو الافتقار إلى ملكية واضحة للأراضي والمباني، وتدرك أمانة محافظة جدة جيداً أهمية معالجة القضايا المتعلقة بالاحياء العشوائية غير المخططة وقد جرى منذ عام 1426ه 2006م اطلاق مبادرات كثيرة لتمكين الأمانة من مجابهة هذا التحدي، واهمهامشروع معالجة وتطوير الاحياء العشوائية بمنطقة مكة المكرمة. بما في ذلك اجراء دراسات تفصيلية ووضع أنظمة بناء جديدة خاصة بالأحياء العشوائية، والأهم من ذلك انشاء شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني وبرنامج "جدة بلا عشوائيات".
وقد أسست شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني في عام 1427ه 2007م بموجب مرسوم ملكي سام، وهي شركة عامة انشئت بغرض الدخول في شراكات تنموية مع المستثمرين من القطاع الخاص.وتركز الشركة بشكل اساسي على التطوير والتجديد الحضري والاسكان مستهدفة كأولوية الاحياء العشوائية غير المخططة، وبغرض تحقيق هذه الأغراض، تقوم الشركة بتملك الأراضي العامة التي تملكها الأمانة.
أما برنامج "جدة بلا عشوائيات " فهو مبادرة لاستصلاح الأحياء العشوائية ويبدأ البرنامج بتحليل وتوصيف كل من هذه الأحياء قبل تطوير وتحديد التدخل المناسب طبقا للظروف الخاصة. ويقوم البرنامج الذي بدأ في عام 1428ه 2007م بإنشاء نماذج للاستثمار والتطوير ووضع خطوط استراتيجية للتجديد الحضري.
إن تناول الأوضاع الحالية والتوجهات المتعلقة بالمناطق العشوائية يتطلب النظر في أربعة عناصر اساسية وهي:
- نشأة الاحياء العشوائية والطلب على السكن فيها.
- شكل الاحياء العشوائية وحالة بيئتها العمرانية.
- المجتمع المحلي والخدمات في الاحياء العشوائية.
- الاستثمار والمشاركة.
سنتناول كلاً من هذه العناصر على حدة.
الأهداف الاستراتيجية
بغرض تحقيق أهدافها الاستراتيجية العامة، ستقوم أمانة محافظة جدة بوضع اولويات لمعالجة الاحياء العشوائية، وتدرك الأمانة أن تطوير اسكان اجتماعي وإسكان ميسرا اساسي لنجاح تجديد الاحياء العشوائية. وستعمل في الوقت ذاته على تحقيق الاهداف الاستراتيجية ادناه، بالاضافة إلى الاهداف الواردة ايضا في فصل "الإسكان".
الأهداف الاستراتيجية للأحياء العشوائية في جدة هي:
سيتم تكليف لجنة متخصصة بدراسة وتأكيد تكامل الاهداف الاستراتيجية لهذا المحور مع أهداف خطط التنمية الوطنية والرؤية التنموية لمنطقة مكة المكرمة.
- تحديد الأحياء العشوائية، وتحويلها إلى احياء متعددة الاستخدام تنعم باسكان كاف، وساحات عامة جيدة النوعية، وخدمات مساعدة، ونشاطات اقتصادية مزدهرة.
- دمج الاحياء العشوائية من حيث الامتداد الجغرافي والاجتماعي في النسيج الحضري وفي مجتمع جدة.
- ضمان تزويد سكان الاحياء العشوائية بإسكان مناسب ميسر.
- ازالة المخاطر الصحية والأمنية التي تشكلها الاحياء العشوائية غير المخططة.
- اشراك القطاع الخاص، بما في ذلك رجال الأعمال المحليين وملاك المباني والاراضي وجهات التوظيف الرئيسي، في معالجة مشكلة الاحياء العشوائية غير المخططة.
- الحيلولة دون توسع الاحياء العشوائية الموجودة او تشكل احياء عشوائية غير مخططة جديدة.
رفع مستوى معيشة سكان الاحياء العشوائية الحالية.
لمحة عن مشروع منطقة قصر خزام
أنيط بشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، كجزء من تنفيذ خطة جدة الاستراتيجية، مهمة تطوير استراتيجية تستهدف الاحياء العشوائية غير المخططة في المدينة والتي تشغل 16% من مساحتها، وتطبيق برنامج "جدة بلا عشوائيات" وقد تم تحديد المشروع الاول في هذا البرنامج وهو مشروع تجديد منطقة قصر خزام التي تضم اربعة احياء عشوائية. وهي: حي السبيل وحي النزلة واجزاء من وسط البلد وحي القريات. وستقوم دار الاركان السعودية بتنفيذ هذا المشروع، الذي سيجدد 370 هكتارا من المدينة 60% منها احياء عشوائية. وسيتم بحلول شهر رمضان المبارك من العام 1430ه 2009م وضع مخطط رئيسي للموقع. ويتوقع أن تبدأ أعمال البناء بعد ذلك بقليل.
وفي أعقاب مشروع تطوير منطقة قصر خزام، يأتي مشروع تجديد منطقة الرويس الذي يغطي مساحة كلية تبلغ 140 هكتاراً تقريباً.60% منها احياء عشوائية، ويتبع هذا المشروع النموذج المستخدم في مشروع قصر خزام، حيث يجري اعداد الأراضي للتطوير عبر انشاء شركة عامة يكون بين المساهمين فيها ملاك الاراضي الحاليين والشركاء في عملية التطوير.
وتهدف أمانة محافظة جدة إلى منع شراء احياء عشوائية وغير مخططة جديدة أو اتساع رقعة الاحياء الحالية، وذلك من خلال دعم وتصميم برامج تساعد على بناء اسكان ميسر يلبي احتياجات الطبقة الفقيرة والمتوسطة من المجتمع.
لمحة عن مشروع توفير دخل عبر تحسين النطاق العام
يتم تمويل المشاريع العامة عن طريق تقديم طلبات تمويل إلى وزارة المالية، غير أن شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني وجدت اساليب لتحسين النطاق العام وحل مشاكل توفر مواقف السيارات وفي الوقت ذاته توليد دخل للمدينة.
تساهم مواقف السيارات العامة بشكل غير مباشر في ازدياد الازدحام ومما فاقم مشاكل مواقف السيارات سوء ادارة وتوزيع المواقف العامة وبالاضافة إلى ذلك فإن همينة السيارات الخاصة كوسيلة التنقل المفضلة، بما في ذلك الرحلات القصيرة، بدلاً من المشي، أدت إلى التضحية بالكثير من النطاق العام لصالح توسيع الطرق. إلى جانب ادخال النقل العام تعمل امانة محافظة جدة على تحسين مظهر الشوارع لجعل المشي أكثر جاذبية. وقد بين مشروعان تجريبيان لشارعي الامير محمد بن عبدالعزيز "شارع التحلية" وفلسطين ان توفير مساحات كافية لذلك سيتطلب اعادة تنظيم جذرية لمواقف السيارات على الشوارع.
لتمويل تحسين النطاق العام، قامت شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بتطوير شراكة قطاع عام - قطاع خاص على شكل التعاقد على حقوق امتياز لتوفيرعدادات زمنية مسبوقة الدفع لمواقف السيارات تغطي كل مواقف السيارات على كافة شوارع منطقة البلد في المدينة. وسيتحمل اصحاب حقوق امتياز العدادات الزمنية مسبوقة الدفع تكاليف تحسين مسارات المشي على طول الامتياز "من بناية إلى بناية" بما في ذلك اثاث الشوارع ومسارات المشاة واعادة تعبيد الطرق وتكاليف الصيانة المتكررة،وسيجري تحسين مسارات المشاة حسب المواصفات التي تتبناها الأمانة.
وسيقوم أصحاب حقوق امتياز هذه العدادات بدفع مبلغ سنوي لشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني لقاء كل موقف من مواقف السيارات وبعد تحقيق عائد على الاستثمار متفق عليه كل سنة، تقتسم العوائد الاضافية بين شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني وشريكها من القطاع الخاص، صاحب الامتياز.
مستقبل جدة وتراثها
ساهم على مر التاريخ أناس من جميع انحاء المملكة ومن ارجاء العالم في تشكيل طابع جدة الحيوي وثقافتها المتنوعة،وقد أدى ذلك إلى نشوء بيئة عمرانية غنية ومتنوعة تمزج ما بين الاشكال المعمارية التقليدية والعمارة الحديثة، ورغم سنوات النمو والتغيير والتحديث، لا يزال ثراء جدة واضحا في اجزاء منها.ونحن إذ نمضي قدما، بحاجة إلى احتضانه والمحافظة عليه وتطويره.
ويتضمن ما سبق الحفاظ على مناطق التراث الحضري والمعماري الذي بدأ العمل به منذ أكثر من ثلاثة عقود، وما يتم تنفيذه حاليا في منطقة البلد التاريخية من حفاظ على المباني التاريخية والنسيج العمراني التقليدي في تلك المنطقة وإلى جانب الصيانة والترميم باتباع ارشادات منظمة اليونسكو. لا بد من الحفاظ ايضا على جوانب من حياة المجتمع المحلي، واتخاذ تدابير لحل المشاكل التي تواجهها بعض الاحياء القديمة.ويكمن التحدي دائماً في ايجاد توازن بين الحفاظ على الطابع الفريد لهذه المناطق وضمان أن تستمر الفعاليات العامة والتجارية في هذه المناطق الحيوية من المدينة. وينبغي أن تترافق المعايير المتعلقة بالمواد والتقنيات المناسبة لاصلاح وصيانة المباني التاريخية والاحياء مع الخطط الاجتماعية والاقتصادية لتشجيع النمو الاقتصادي والتنوع الاجتماعي.
وفي حين ذلك سنعمل أيضا على ايجاد بنية تحتية وبيئة عمرانية حديثة على مستوى المحافظة تستجيب لاحتياجات البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافية، وتتكيف مع الأشكال المعمارية التقليدية حيثما يكون ذلك مناسباً.
حماية وتعزيز البيئة الطبيعية
كان لابد لنمو جدة من أن يحدث ضغوطاً متزايدة على بيئتنا الطبيعية، إن مواردنا الطبيعية ثمينة ونادرة ويتحتم علينا أن نلتزم باستعادة بيئتنا الطبيعية ما أمكن، والحد من الأضرار التي تلحق بها. وكما تملي تعاليم الاسلام، علينا أن نكن التقدير والاحترام لجميع ما خلق الله على الأرض، ولا بد لنا من ممارسة مسؤوليتنا كخلفاء لله على الأرض بإخلاص وحكمة.
وللمساعدة في تحقيق هذا الهدف، ستقوم أمانة محافظة جدة بتشجيع المبادرات التي تدعم الحفاظ على الموارد، وباتخاذ الاجراءات اللازمة لزيادة التنوع البيولوجي وانشاء محاور بيئية في جدة. أما الواجهة البحرية، وهي ثروة طبيعية اساسية. فسيتم الحفاظ عليها وتطويرها لاتاحتها للترفيه والاستمتاع بمظاهر الحياة البحرية. وسيتم اطلاق برامج تعليمية عامة لنشر الوعي في المجتمعات المحلية. وسيتم دعم ذلكبتنظيم برامج لزراعة الاشجار وغيرها من البرامج "الخضراء" التي يتم من خلالها تشجيع مشاركة المجتع المحلي.
تعزيز دور جدة التقليدي بوصفها مركزًا للتبادل التجاري الإسلامي
لقد كانت جدة على الدوام مركزاً للتجارة،وحتى قبل أن يعلنا الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه الميناء الرسمي للحجاج القادمين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة في 26ه "647م" واليوم ترحب جدة بالزوار والحجاج من مختلف انحاء العالم، إلى جانب المستثمرين الذين ينظرون إلى جدة كمدينة الفرص المتاحة. لقد أصبحت جدة بطبيعة الحال جزءاً من شبكة عالمية لمنظمات اسلامية "مثل البنك الاسلامي للتنمية" التي تقوم بتوجيه حركة الاستثمارات والسلع بين البلدان والمجتمعات الاسلامية. إن جذب الاستثمار امر اساسي لنمو جدة وتطورها.إلا أن ذلك يتطلب ايضا أن تتوافق هذه الاستثمارات مع قيمنا وأهدافنا.
يوفر دور جدة كبوابة للحرمين الشريفين وكمركز تجاري في المملكة وفي العالم الاسلامي، وكذلك موقعها المتميز كميناء على البحر الأحمر، قاعدة جذب تضمن استمرار نموها كمركز للتجارة والأعمال.وسيتم دعم وتعزيز هذا الدور عن طريق الجمع ما بين توفير البنية التحتية والعمرانية الحديثة والبيئة الاجتماعية والثقافية التي تلبي احتياجات الناس. وسنعمل على جعل جدة معروفة عالمياً كمدينة للزيارة والعيش والعمل والترفيه، وايضا كمدينة يمكن لسكانها أن يتطوروا فكرياً وثقافياً وروحياً.
ومن خلال دورها كمدينة عالمية، ستجذب جدة الشركات التي يمكن أن تستفيد من الأبحاث والفرص التي توفرها المؤسسات التعليمية والمنظمات الاسلامية الدولية والمراكز الصناعية بالمنطقة.كما ستعمل الأمانة على جذب وتنظيم الاحتفالات والمهرجانات التي تنسجم مع القيم الاسلامية والتي يمكن أن تجذب السياح وتقدم منافع اقتصادية وثقافية لسكان جدة.
تطوير الأحياء والمجتمعات
مواطنو جدة فخورون بهويتهم الجداوية وبتعلقهم بالمدينة، لكنهم، في الوقت نفسه، ينتمون في تعاملهم اليومي الى المناطق الاصغر في المدينة، مثل الحي او الضاحية التي يعيشون فيها. وينبع دور الحي هذا من جذور ثقافية، وينبغي التأكيد عليه واستعادته مجددا ما امكن لمنح السكان شعورا بالانتماء على الصعيد المحلي.
تتضمن الخطة الاستراتيجية لتطوير محافظة جدة عددا من المبادرات التي تركز على تطوير احياء متماسكة وحيوية ومتعددة الاستخدامات تعكس تقاليد المجتمع الاسلامي. وسيكون دور المسجد كمكان للعبادة وايضا كملتقى للمجتمع المحلي ضروريا لنمو مراكز احياء جدة.
وسيتم تشجيع التطوير الذي يحترم التقاليد الإسلامية، مثل التماسك الاجتماعي وخصوصية الحياة العائلية، والدعم المتبادل بين الجيران، وخدمة المجتمع. وينطبق هذا بصفة خاصة على تطوير الاراضي الفضاء الموجودة داخل الاحياء السكنية، حيث يمكن ان يساعد هذا التطوير على تحسين الاحياء، بتوفير السكن للمحتاجين، او بتوفير الخدمات العامة مثل الساحات العامة، وما إلى ذلك.
تساعد خطة تطوير محافظة جدة الاستراتيجية على جعل رؤيتنا لمستقبل جدة واقعا، بجعل جدة مدينة جميلة يطيب العيش فيها متناسقة العمارة، غنية بالثقافة ومراكز المعرفة، تزخر بالمناطق الخضراء والأماكن العامة النظيفة على الواجهة البحرية وبالمناسبات وبكل ما يجذب الزوار، وتوفر لسكانها فرصاً جيدة للعمل والنمو الشخصي.
ميثاق الأمانة غايتنا
تعزيز مكانة جدة الفريدة كبوابة للحرمين الشريفين لكي تصبح مركزا حضاريا للثقافة الإسلامية، ومقصدا تجاريا وسياحيا متميزا بيئيا وانسانيا، عالمي المستوى في ظل تنمية عمرانية مستدامة.
مسيرتنا
- سنصل بحول الله الى غايتنا من خلال تطوير وتنفيذ خطط استراتيجية مرنة، تستجيب للاحتياجات الحالية والمستقبلية لجدة والمحافظات والمراكز المرتبطة بها، وتوفر لها خدمات بلدية متطورة ومبتكرة عالية الجودة والكفاءة، وتدعم دورها الثقافي ونموها العمراني والاقتصادي.
- سنتعاون من اجل تحقيق غايتنا مع جميع الأجهزة الحكومية المختصة ومع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ومع سكان جدة وزوارها، وسنعمل ما في وسعنا على توفير بيئة عمل متميزة بالفعالية والشفافية، حريصة على حماية الحقوق العامة والخاصة، وملتزمة بقيم الأمانة.
- سنطور ونوجه قدراتنا نحو تحقيق غايتنا من خلال استقطاب واستبقاء كفاءات فنية فنية وادارية متميزة ومتحمسة للعطاء، وسنعمل على الاستفادة من ارقى تقنيات المعلومات المتاحة.
- لتحقيق عنصر الاستدامة، سنعمل على حماية وتطوير البيئة الطبيعية، وعلى تحقيق الاستمرارية الذاتية للمشاريع، والاستفادة من جميع الموارد المتاحة. كما سنعمل على تحقيق لآفضل مردود من توظيف استثماراتنا، وعلى ان تكون مصادر دخلنا متنوعة ومتنامية.
قيمنا
- التقوى: مراعاة تقوى الله في ادائنا وتعاملاتنا.
- التواضع: الاعتراف باخطائنا والتعجيل بتصحيحها.
- الاقتداء: التعلم والاستفادة من خبرات الآخرين.
- العزم: عدم التردد، والتوكل على الله، متخذين افضل القرارات المتاحة لتحقيق الأهداف.
- الاتقان: توخي التميز والحذر في جميع اعمالنا.
- المثابرة: الحفاظ على نجاحاتنا والعمل باصرار على تحقيق المزيد.
- المؤازرة: العمل على تحقيق غايتنا عن طريق التعاون مع زملائنا كفريق عمل متناغم تسوده المحبة والاخوة، ومع الآخرين بوصفهم شركائنا في النجاح.
وعدنا
- نعد نحن موظفو امانة محافظة جدة ومنسوبوها ولاة امرنا والمستفيدين من خدماتنا والمتعاملين معنا، بأن نحرص على الالتزام بقيمنا خلال مسيرتنا نحو أداء الأمانة المناطة باعناقنا، وان نحفز ونشجع ونقدر كل من يتعاون معنا على الوصول الى غايتنا.
- وكما هو معلوم، ينبغي ان يأخذ اي تقييم لاحتياجات المدينة وجهات نظر سكانها في الاعتبار، وتفتقر امانة محافظة جدة حاليا الى ادوات جيدة لاستطلاع وجهات النظر هذه، ولذا فإنها ستركز على تطوير برامج متنوعة لاشراك واستشارة شرائح واسعة من السكان، وسيستمر نهج الامانة في تطوير ادوات استشارة واشراك المجتمع المحلي ليعكس افضل الممارسات وباستخدام افضل وسائل التقنية، وليعبر بدقة وامانة عن وجهات نظر السكان وليمثل بحق صورة متميزة للمشاركة الشعبية.
- وستواصل الامانة الامانة الاستثمار في استخدام التكنولوجيا لتيسير وتمكين نشاطاتها عبر برنامج "الحكومة الالكترونية".
وستضمن الامانة عبر هذا البرنامج تقديم عدد كبير من الخدمات الالكترونية، بالاضافة الى تزويد معلومات شاملة ومفيدة في الوقت المناسب عن الخدمات التي تقدمها والاهداف التي تضعها، وكذلك عن ادائها.
- كذلك فان برنامج التطوع، الذي يصبح المواطنون بموجبه امثلة حية على افضل الممارسات وعلى التعبير عن المسؤولية الفردية، يشكل جزءا هاما من عمل الامانة الرامي الى تقوية وتفعيل دور المجتمع المحلي في جدة، ونظرا لان الهيئات التطوعية والجمعيات الخيرية تلعب دورا هاما في المجتمع، ستستمر الامانة في دعم ومساعدة هذه الهيئات والجمعيات، وذلك لتحقيق التطلعات المشتركة.
وسيساعد عدم مركزية عمليات الامانة على التواصل مع المجتمع المحلي الاوسع واشراكه في توفير الخدمات وتلبية الاحتياجات المحددة، وستضمن الخدمات المقدمة محليا وزيادة استخدام الحكومة الالكترونية اخذ حاجات كافة السكان في الاعتبار، بغض النظر عن المكان الذين يعيشون فيه.
- وستقوم امانة محافظة جدة بتعزيز دور البلديات الفرعية في تقديم الخدمات داخل نطاقاتها الجغرافية، كما ستستمر، كجزء من برنامج للاعلام والتوعية في استخدام الاجتماعات التشاورية وغيرها من المنتديات لاستطلاع الآراء بشأن مسائل وقضايا مدنية محددة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.