جدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أمس (الأربعاء)، التأكيد على استعداد طهران لخوض مفاوضات جادة مع الولاياتالمتحدة بشأن الملف النووي، مع التشديد على ضرورة عدم تحديد نتائج هذه المحادثات مسبقاً من قبل واشنطن. وقال في منشور على حسابه على منصة "إكس": "نوافق على مفاوضات جادة لا مصطنعة، ولا ينبغي تحديد نتائج أية مفاوضات مسبقاً"، مضيفاً أن محاولات الولاياتالمتحدة تصوير نفسها كآلية رئيسية في أي عملية دولية تعد "خداعاً للذات". وكان لاريجاني قد أكد في مناسبات سابقة استعداد إيران للتفاوض، موضحاً أن الجولة الأخيرة من المفاوضات مع الدول الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) والولاياتالمتحدة فشلت في سبتمبر 2025 بسبب شرط مسبق يتعلق بخفض مدى الصواريخ الإيرانية إلى أقل من 500 كيلومتر. كما أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أن بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق متوازن مع واشنطن بشأن برنامجها النووي، على أن يحترم مصالح الجانبين ويحقق توازناً في المفاوضات. وتأتي هذه التصريحات بعد موافقة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار يطالب إيران ب"التعاون الكامل والسريع"، وتزويد مفتشي الوكالة بمعلومات دقيقة عن مخزون اليورانيوم المخصب لديها، بما يشمل مستويات قريبة من عتبة صنع الأسلحة، فضلاً عن السماح بالوصول إلى مواقعها النووية. يذكر أن الولاياتالمتحدةوإيران عقدتا خمس جولات من المحادثات النووية بوساطة سلطنة عمان خلال 2025 دون التوصل إلى نتيجة حاسمة، فيما كان الوفد الإيراني يستعد للجولة السادسة عندما شنت إسرائيل هجمات مفاجئة على منشآت داخل إيران، شاركت فيها الولاياتالمتحدة، مستهدفة مواقع نووية استراتيجية، ما زاد من تعقيد المشهد الدبلوماسي والأمني في المنطقة.