جددت روسيا انتقاداتها للاتحاد الأوروبي على خلفية الاستعداد لفرض حزمة عقوبات جديدة ضدها، مؤكدة أن تلك الإجراءات لن تؤثر على سياساتها، ولا على مسارها في التعامل مع الملف الأوكراني. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أمس (الأربعاء)، إن الاتحاد الأوروبي"يواصل نهجه العدواني تجاه روسيا، معتقداً خطأً أن العقوبات ستغير من مواقفها"، مشدداً على أن موسكو ستبقى متمسكة بخياراتها الاستراتيجية. وأضاف بيسكوف أن بلاده"ما زالت منفتحة على المفاوضات السياسية والدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية"، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن "عمليات تبادل الأسرى بين روسياوأوكرانيا متوقفة حالياً، وقد تستأنف في المستقبل". وعلى صعيد العلاقات الدولية، أشار الكرملين إلى أن الاتصالات بين موسكو وواشنطن لا تزال قائمة، بما في ذلك على مستوى إدارات الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، في إشارة إلى استمرار الحوار رغم حدة التوترات. وفي موازاة ذلك، صعّدت بولندا من مطالبها بوقف استيراد الطاقة الروسية، وهو الموقف الذي كرره الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بينما أكدت ألمانيا أن موسكو"لا يمكن أن تحدد بمفردها شروط السلام مع كييف". ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، فرض الاتحاد الأوروبي مئات العقوبات على موسكو شملت قطاعات الطاقة والمال والصناعة، فضلاً عن مصادرة أصول روسية ضخمة في مصارفه. وفي المقابل، لوحت روسيا بردود حازمة إذا ما أقدمت بروكسل على تحويل تلك الأصول إلى أوكرانيا، معتبرة ذلك "سرقة رسمية". يأتي هذا التصعيد في وقت يواصل فيه الرئيس الأمريكي مساعيه لعقد اجتماع مباشر بين الرئيسين الروسي والأوكراني، في محاولة لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن هذه الجهود لم تحقق اختراقاً ملموساً حتى الآن.