العمل الخيري ليس مجرد عطاء مادي أو مساعدة عابرة، بل هو قيمة عظيمة تنعكس على النفوس منذ الصغر. حين نغرس هذه القيمة في الأطفال، فإننا نصنع جيلاً يعرف معنى الرحمة والتكافل، ويشعر بمسؤولية تجاه الآخرين. الطفل حين يشارك في مبادرة خيرية، أو يضع جزءًا من مصروفه لمحتاج، أو يرافق والديه لتقديم مساعدة لأسرة متعففة، يتعلم أن الخير ليس فضلًا بل واجب إنساني. أثر العمل الخيري في الأطفال يمتد إلى بناء شخصياتهم، فهو يغرس فيهم التعاطف ويعلّمهم الامتنان لما يملكون، ويجعلهم أكثر وعيًا بالاحتياجات من حولهم. هذه التربية المبكرة تُنبت فيهم بذور الرحمة، وتشكّل ضميرًا حيًا ينمو معهم حتى الكِبر، فيكونون أفرادًا نافعين لمجتمعهم. كما أن هذه الممارسات تعزز ثقة الطفل بنفسه حين يرى أنه قادر على إحداث فرق، ولو صغير، في حياة الآخرين. إن تعويد الأطفال على العمل الخيري من الصغر لا يصنع فقط جيلاً محبًا للعطاء، بل يضمن استمرارية ثقافة الخير في المجتمع السعودي، ويجعلها جزءًا من حياتهم اليومية، لتظل هذه الأرض دائمًا عامرة بالتراحم والتكافل.