شهد إقليم دارفور غرب السودان واحدة من أفظع الكوارث الطبيعية في تاريخه الحديث، بعد أن تسبّب انهيار أرضي ضخم في طمس قرية كاملة تحت التراب، مخلفاً أكثر من ألف قتيل، فيما نجا شخص واحد فقط بأعجوبة، وفق ما أعلنت حركة مسلحة تسيطر على المنطقة. حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور أوضحت أن الانزلاق وقع في منطقة ترسين شرق جبل مرة، إثر أمطار غزيرة متواصلة. وأكدت أن الكارثة أدت إلى"دمار شامل للقرية ومصرع جميع سكانها الذين يزيد عددهم على الألف شخص، باستثناء ناجٍ واحد". وأضافت الحركة أن القرية"سُوّيت بالأرض تماماً"، مناشدة الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية والإقليمية التدخل العاجل لانتشال جثامين الضحايا وتقديم المساعدات الطارئة. من جانبه، وصف حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ما جرى بأنه "مأساة إنسانية تفوق حدود الإقليم"، مؤكداً أن الكارثة أودت بحياة عدد كبير من المواطنين. ودعا في بيان عاجل عبر صفحته على "فيسبوك" المنظمات الدولية إلى التدخل الفوري لتقديم الدعم والإغاثة، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني في المنطقة دخل مرحلة "بالغة الخطورة". ويمتد جبل مرة على مساحة تقارب 12,800 كلم2 بارتفاع يصل إلى 10 آلاف قدم عن سطح البحر، وهو من أكثر المناطق السودانية غزارة في الأمطار على مدار العام. وتتشكل تضاريسه من مرتفعات، شلالات، وبحيرات بركانية، ما يجعله عرضة للانهيارات الأرضية خاصة مع استمرار الهطولات الغزيرة. الكارثة جاءت لتفاقم معاناة السكان النازحين إلى المنطقة هرباً من الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تعاني قرى جبل مرة من نقص حاد في الغذاء والدواء وظروف إنسانية صعبة. وبحسب منظمات حقوقية، فإن ملايين السودانيين يواجهون خطر المجاعة والنزوح المستمر جراء القتال الذي لم يتوقف حتى الآن.