أكد الكرملين، أمس (الأحد)، إن القوى الأوروبية تعرقل جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتحقيق تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، مؤكداً أن روسيا ستواصل عملياتها العسكرية حتى تظهر أوكرانيا استعدادها الفعلي للسلام. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن ما وصفه ب"حزب الحرب الأوروبي" يواصل عرقلة المبادرات المشتركة الأميركية الروسية، مضيفاً أن هذا التوجه يتناقض مع نهج موسكو وواشنطن الساعي إلى إيجاد تسوية سلمية للنزاع. وأشاد بيسكوف بجهود ترامب، واصفاً إياها بأنها"لا تُقدر بثمن"، فيما لم تُسجّل حتى الآن خطوات عملية مقابلة من الجانب الأوكراني لتحقيق السلام. وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من لقاء الرئيسين ترمب وبوتين في ألاسكا، حيث استمرت المحادثات لأكثر من ثلاث ساعات وتركزت على سبل حل النزاع في أوكرانيا. وأشار الطرفان إلى إحراز تقدم محدود، دون التوصل إلى اتفاق كامل حول جميع القضايا الخلافية. في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استمرار بلاده في شن ضربات جديدة داخل العمق الروسي، عقب هجمات مكثفة استهدفت قطاع الطاقة الروسي خلال الأسابيع الماضية. وقال زيلينسكي، بعد اجتماع مع قائد الجيش أولكسندر سيرسكي: إن القوات الأوكرانية مستعدة تماماً للدفاع عن البلاد، وتنفيذ عمليات هجومية ضد الأهداف الروسية عند الحاجة. وفي الساعات الماضية، أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية 126 من أصل 142 طائرة مسيرة روسية، استهدفت مناطق شمال وجنوب وشرق أوكرانيا، وفق ما أفاد به سلاح الجو الأوكراني. بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير 21 طائرة مسيرة أوكرانية خلال هجمات نفذتها الأخيرة على مناطق فولغوغراد، وروستوف، وبيلغورود، وبريانسك. على صعيد البنية التحتية، تعرضت منشآت كهرباء في منطقة أوديسا لهجوم بطائرات مسيرة روسية، ما أدى إلى انقطاع التيار عن أكثر من 29 ألف عميل، وتضرر مساكن ومبانٍ إدارية، وفق حاكم أوديسا أوليه كيبر. وقال كيبر: إن البنية التحتية الحيوية تعمل حالياً على المولدات الاحتياطية، مشيراً إلى إصابة شخص واحد فقط جراء الهجوم. وتستمر روسيا في استهداف منشآت أوكرانية حيوية، بينما تعمل أوكرانيا على تعزيز دفاعاتها الجوية وإطلاق ضربات مضادة، في وقت يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض جولة جديدة من العقوبات على موسكو، فيما تبقى جهود التسوية السياسية التي يقودها ترامب محل متابعة دقيقة من المجتمع الدولي.