انتهت الإجازة لأغلب الأسر، وعاد الجميع الى مدنهم. هناك من استمتع بالطبيعة في الدول المختلفة، أو بالشراء وعاد محملًا بالذكريات الجميله والهدايا. وأغلبهم ترك انطباعًا جميلًا عن السعودية والسعوديين بحسن أخلاقه، وتعامله الكريم مع الناس. عندما كنا صغارًا، كنا نسمع عبارة" يا غريب كن أديب" من كبارنا، و تعلمنا أنه مهما اختلفنا مع أهل البلد التى نحن فيها، فنحن مجرد ضيوف أو زوار عابرين. أتينا لنتعرف ونستمتع بأماكن جديدة، أما هم فيكونون رأيهم عن المملكة من خلال تعاملنا معهم. يقول الله تعالى في كتابة الكريم:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". لكن للأسف، فإن قلة من الناس تسافر إلى بلاد أخرى، وبدلًا من التعارف تبدأ في التنمر، والانتقاص من الآخرين. و قد نشاهد بعض الفيديوهات في منصات التواصل الاجتماعي، توثق هذه التجاوزات لقلة من الأفراد تحمل إساءات لأهل تلك البلد، والسخرية من بعض الرموز لديهم؛ الامر الذي يؤدي إلى تدخل السلطات لكي تقبض عليهم. يحزنني ذلك لأنني أعلم أنهم قلة صغيرة جدًا، ولكن مع الأسف، ومع سهولة تصوير كل صغيرة وكبيرة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها تنتشر انتشار النار في الهشيم، حتى يظن من يراها أن ما يحدث من تجاوزات هي صفة دائمة، وأن هذا هو سلوك السعوديين المعتاد. وكما تقول العبارة الشائعة" الشر يعم والخير يخص". سفاراتنا في الخارج تقوم بتوعية المسافرين، وتشرح الأنظمة المختلفة لتلك الدول، وتدعو السعوديين إلى اتباعها، وحترام العادات والتقاليد، وتقوم دائمًا بتعريف المسافرين السعوديين إلى تلك البلد بأحدث القوانين والتعليمات؛ حتى يتجنبوا أي موقف مع السلطات هناك. كما أنها تقدم المساعدة لكل من يحتاجها، هذا غير ماتقوم به من جهود لتمثيل المملكة خير تمثيل والحفاظ على صورة السعودية، التي تحظى بمكانة كبيرة على كافة المستويات. يجب التعامل بحزم مع من يقوم بأعمال تسيء لسمعة المملكة، وأهلها الطيبين، ويشوه صورتهم. يجب منعهم من السفر خارج المملكة، وتثقيفهم حول كيفية التعامل مع الشعوب الأخرى؛ قبل السماح لهم بالسفر مرة أخرى.