أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أنّ بلاده لم تتلقَّ أي إخطار رسمي بشأن ما يُتداول إعلامياً عن نية إسرائيل إقامة منطقة عازلة في جنوبلبنان، مشدداً على تمسك الدولة بوجود قوات الأممالمتحدة المؤقتة "اليونيفيل" إلى حين التطبيق الكامل للقرار 1701. وخلال استقباله عضو الكونغرس الأمريكي دارين لحود في بيروت، أوضح الرئيس عون أنّ لبنان بانتظار ما سيحمله المبعوث الأميركي توماس برّاك، برفقة الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس، من رد إسرائيلي على ورقة المقترحات المقدّمة بشأن الحدود والملفات الأمنية العالقة. ويأتي هذا الموقف اللبناني في وقت يستعد فيه مجلس الأمن الدولي للتصويت في 25 أغسطس على مشروع قرار قدّمته فرنسا لتمديد ولاية قوة"اليونيفيل" عاماً إضافياً، قبل انتهاء مهمتها نهاية الشهر الجاري. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أنّ إسرائيل والولايات المتحدة تتحفظان على التمديد، في مقابل دعم لبناني ودولي لاستمرار مهامها. وكان الرئيس عون قد جدّد قبل أيام، خلال لقائه قائد"اليونيفيل" اللواء ديداتو أبانيارا، تمسك لبنان ببقاء القوات الأممية في الجنوب"طوال المدة اللازمة لتنفيذ القرار 1701 بجميع مندرجاته"، بما يشمل انسحاب إسرائيل من الأراضي المتبقية قيد الاحتلال، وإطلاق الأسرى، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية. يُذكر أن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن عقب حرب يوليو 2006 نصّ على وقف الأعمال القتالية، وانسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني، وإنهاء المظاهر المسلحة في تلك المنطقة، إضافة إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. وتأتي المناقشات الراهنة بالتزامن مع قرار الحكومة اللبنانية مطلع الشهر الجاري سحب سلاح المجموعات المسلحة داخل المخيمات الفلسطينية في بيروت، في خطوة وُصفت بأنها مكملة لمسار تعزيز سيادة الدولة وتنفيذ بنود القرار الأممي. ويرى مراقبون أن الملف يضع لبنان أمام توازنات دقيقة بين الضغوط الإسرائيلية – الأميركية الرامية لتقليص دور"اليونيفيل"، وبين الحاجة اللبنانية لضمان استمرار وجودها؛ كعامل استقرار نسبي في الجنوب. وفي الوقت ذاته، ينتظر اللبنانيون ما إذا كان الوسيط الأميركي سينجح في دفع إسرائيل لتقديم رد عملي على المقترحات، بما يفتح الباب أمام معالجة الخلافات الحدودية، ويجنب الجنوب أي تصعيد إضافي.