مستشار ترمب في طرابلس.. تحرك أمريكي لإنهاء الانقسام الليبي

في أول زيارة من نوعها منذ أكثر من عقد، بدأ كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا مسعد بولس، زيارة رسمية إلى ليبيا، شملت كلًا من العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، في خطوة تؤشر إلى اهتمام متزايد من الإدارة الأمريكية بإيجاد حل نهائي للأزمة الليبية المتواصلة منذ سنوات.
زيارة بولس التي بدأت أمس (الأربعاء)، تأتي في إطار إعادة إحياء المبادرة الأميركية الهادفة لدفع العملية السياسية في ليبيا نحو تسوية شاملة ومستدامة. وتشمل الزيارة لقاءات مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، بالإضافة إلى محافظ مصرف ليبيا المركزي.
وفي بنغازي، التقى بولس القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين شرق البلاد وغربها، وتثبيت مسار الحوار الوطني.
وفي تصريحات سابقة، شدد بولس على أن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة الليبية هو تنظيم "انتخابات رئاسية شاملة وعادلة"، معربًا عن رفضه لاستمرار المرحلة الانتقالية التي وصفها بأنها "عبء ثقيل على استقرار ليبيا".
وأكد مستشار ترمب أن واشنطن لن تدعم أي مسار بديل عن الحل السياسي القائم على الاحتكام لصناديق الاقتراع، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم الدعم السياسي واللوجستي؛ لضمان إجراء الانتخابات المنتظرة.
ويرى مراقبون أن زيارة بولس تشكل تحولًا نوعيًا في موقف الولايات المتحدة تجاه ليبيا، حيث كان الحضور الأمريكي منذ عام 2014 محدودًا ومقتصرًا على بيانات دبلوماسية، لكن الزيارة الحالية، وفقًا لمراقبين، تعكس إدراكًا أمريكيًا بأن استمرار الانقسام السياسي يُهدد مصالح واشنطن في شمال أفريقيا والبحر المتوسط.