في ظل تعثّر الجهود الدبلوماسية؛ الهادفة إلى وقف إطلاق النار في غزة، كشفت مصادر إسرائيلية عن خطة عسكرية جديدة، تقضي بتطويق مخيمات اللاجئين ومدينة غزة دون التوغل البري، مع تكثيف الغارات الجوية للضغط على حركة حماس، في حال فشل المفاوضات الجارية في الدوحة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، أن رئيس الأركان، إيال زامير، وضع خطة ل"تطويق واستنزاف" المواقع الحيوية في غزة دون خوض معركة مباشرة في المخيمات أو داخل المدينة. وتشير الخطة إلى اعتماد إستراتيجية استنزاف جوي، بالتزامن مع سحب لواءي المظليين والكوماندوز من القطاع، وإعادة نشرهما على جبهات أخرى. في الأثناء، توغلت الدبابات الإسرائيلية أمس (الاثنين) في محيط مدينة دير البلح جنوب القطاع، وسط مخاوف أمنية متزايدة داخل غزة وإسرائيل على حد سواء، خاصة مع ترجيحات إسرائيلية تفيد بوجود رهائن إسرائيليين محتجزين في المنطقة. وأفاد مسعفون بأن ثلاثة فلسطينيين على الأقل قتلوا، وأصيب عدد آخر جراء قصف استهدف ثمانية منازل وثلاثة مساجد، في حين دفع التصعيد الجديد عشرات العائلات إلى الفرار غرباً نحو مناطق الساحل وخان يونس. وفي خان يونس، قُتل خمسة أفراد من أسرة واحدة؛ بينهم طفلان داخل خيمة استهدفتها غارة جوية- بحسب مصادر طبية. ولم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حتى لحظة إعداد التقرير حول الغارتين في دير البلح وخان يونس. وأفاد الجيش الإسرائيلي أنه لم يدخل بعد إلى الأحياء، التي طُلب من سكانها الإخلاء، لكنه يواصل عملياته "بقوة كبيرة لتدمير البنية التحتية الإرهابية"؛ وفق وصفه، مع الإشارة إلى استمرار الاشتباه في وجود رهائن داخل المنطقة. وتُقدّر أعداد الرهائن الأحياء بنحو 20 من أصل 50 شخصًا تحتجزهم حماس منذ الهجوم الذي وقع في أكتوبر الماضي. من جهتها، عبّرت عائلات الرهائن عن قلقها وطالبت بتوضيحات من الجيش الإسرائيلي حول مصير أبنائها، خاصة مع تصاعد وتيرة القصف في المناطق التي يُعتقد أنهم محتجزون فيها. وفي سياق متصل، قالت القناة 13 الإسرائيلية: إن هناك تقدمًا نسبيًا في ملف صفقة تبادل الأسرى، وسط استمرار الخلافات حول تفاصيل انتشار الجيش خلال فترة التهدئة. وأشارت إلى أن الوفد الإسرائيلي باقٍ في الدوحة بانتظار رد واضح من حماس، بينما يُرجَّح أن ينضم وزير الشؤون الإستراتيجية في حال حدوث اختراق بالمفاوضات. من جانبه، قال مسؤول أمريكي لموقع "أكسيوس": إن "حماس تتأخر في الرد رغم التنازلات الإسرائيلية"، فيما كشف الموقع أن الجناح السياسي للحركة في الدوحة يميل لقبول المقترح، لكن الجناح العسكري لم يُصدر موقفًا رسميًا بعد. وتجري المفاوضات بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا، يتضمن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين، دون أن تلوح حتى الآن انفراجة حقيقية. في هذا السياق، حذّرت الأممالمتحدة من العواقب الإنسانية لقرار الجيش الإسرائيلي بإجبار سكان دير البلح على الإخلاء، واصفة الأمر بأنه "ضربة قاصمة" لبنية الحياة الهشة أصلاً في القطاع. وذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن نحو 50 إلى 80 ألف شخص كانوا في المنطقة وقت إصدار أوامر الإخلاء، بينهم 30 ألف نازح في 57 موقعًا مختلفًا، مؤكدًا فرار أكثر من ألف عائلة خلال الساعات الأخيرة فقط.