تحظى الرياضة في المملكة العربية السعودية بدعم تاريخي، وغير مسبوق من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد- حفظهما الله- حتى بتنا بالمعنى الحقيقي وجهة رياضية للعالم أجمع في شتى الرياضات، من خلال استضافات لبطولات ومنافسات عالمية في كل الألعاب، وبتنظيم يعتبر الأفضل والأميز تاريخيًا في فترة وجيزة، بالتوازي مع قفزة تاريخية مهولة، في ظل رؤية سعودية مستقبلية مبهرة، لا ترضى سوى بالريادة. وبما أن المجال الرياضي بات مجالًا استثماريًا وحضاريًا وترفيهيًا وسياحيًا، حيث شاهدنا هذا الدمج الجميل في ثنايا رؤية (2030)، عبر الأندية الرياضية، فيما يخص كرة القدم؛ كجزء من مشروع رؤية (2030)، والتطور الكبير، حتى أصبحنا محط أنظار العالم، من خلال أندية تمتلك أبرز لاعبي العالم، ودوري يقارع كبرى الدوريات العالمية، وشاهدنا تهافت العديد من القنوات للظفر بحقوق نقل( دوري روشن السعودي للمحترفين)، وهي إنجازات تحتاج للحفاظ عليها وتطويرها في كافة المجالات؛ بما فيها كل مايخص كرة القدم، وسنتظرق هنا لما يخص( الطب الرياضي) الذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من كرة القدم اليوم، ويُقاس عليه مدى جودة النادي واللاعب والأجهزة الطبية في المنظومة الكروية، ويُعول عليه كثيرًا في القدرة على العودة سريعًا، والحفاظ على مكتسبات الأندية من خلال جودة اللاعبين والحفاظ على سلامتهم بشكل صحيح وعلمي سليم. وطوال تاريخنا الرياضي، تكتفي الأندية السعودية- عندما يتعرض أحد لاعبيها- في الغالب بالتشخيص المبدئي للإصابة، ومن ثم استكمال فترة علاجه وما يخص إصابته خارج المملكة لدى بعض المراكز الطبية الدولية المعروفة عالميًا، وأيضًا متابعة مراحل التعافي من خلال أطباء معروفين عالميًا، وما يعقب ذلك من برنامج تأهيلي كامل، أو شبه كامل، قبل أن يعود اللاعب لناديه. لذا، وفي ظل هذه النقلة والطفرة الرياضية التاريخية نحتاج أن نستكمل مشروعنا الرياضي العظيم، بإنشاء مدينة أو مدُن رياضية طبية تأهيلية متكاملة، ولا مانع أن تكون أيضًا منتجعات رياضية وطبية تأهيلية متكاملة، مستفيدين من مشروعنا السياحي أيضًا، وتنوع بيئتنا بشكل جاذب، ومن ثم إنشاء أكاديميات طبية شاملة من خلال جلب الخبرات الدولية، والاستفادة منها في مجمعات طبية حديثة؛ لصناعة رياضة حديثة متكاملة بأسلوب يسبق الآخرين، ويفسح المجال لفضاء استثماري رياضي سياحي اقتصادي اجتماعي ضخم. * توافر الإمكانات من جانبه، أكد المختص في إصابات الملاعب والتأهيل الرياضي، الذي عمل في العديد من العيادات المختصة في أكثر من نادٍ سعودي، د. محمد عبدالحميد الإمام، أن إنشاء مراكز علاج وتأهيل رياضي شامل في المملكة العربية السعودية ممكن بشكل كبير جدًا، في ظل توفر الإمكانات والبنى التحتية اللازمة، بفضل الدعم الكبير، والتقدم الذي تعيشه المملكة حاليًا، وهو يحتاج لأساسيات تخطيط وإستراتيجية عمل؛ تشمل تحديد موقع مميز ومناسب، يسهل الوصول إليه من خلال منطقة بموقع إستراتيجي، وتوفير مساحة كافية قابلة للتوسعة في أي وقت، مع التعاقد وجلب كوادر طبية ذات خبرة ومؤهلة، وأجهزة طبية حديثة ومتقدمة، كذلك وجوب التعاون مع المراكز الطبية الدولية المختصة في هذا الشأن، مع توفير فرصة للكوادر الطبية السعودية للتدريب والتعلم على أحدث الأبحاث الجديدة. أيضًا الاستفادة من التطور الرهيب في الذكاء الاصطناعى، والروبوتات العلاجية. وأشار الإمام إلى أن هناك مردودًا اقتصاديًا وعائدًا كبيرًا، في حال تم إنشاء مثل تلك المراكز في السعودية، كما أن ذلك يخفف الكثير من الأعباء المالية عن كاهل الأندية السعودية الراغبة في التعاقد مع مثل هذه المراكز، مع توفير فرص عمل عديدة للكوادر السعودية المختصة والمؤهلة، وهو يعتبر إضافة وتنوقعًا اقتصاديًا مهمًا في ظل الطفرة الاقتصادية الكبيرة للمملكة، وأيضًا الدخول في مجال السياحة العلاجية الحديثة؛ خاصة مع التنوع الهائل في تضاريس ومناخ مناطق السعودية.