الحمل و اضطرابات الغدة الدرقية

الغدة الدرقية هى عضو صغير يشبه سطحه الخارجى الفراشة، و تقع في مقدمة العنق، تفرز الغدة الدرقية هرمون الثيروكسين، عمله ضبط تفاعلات الطاقة في الجسم، و بالتالى فإن نقص أو زيادة إفراز الغدة الدرقية، يؤثر على أعضاء عديدة في الجسم، زيادة إفراز الغدة الدرقية، تؤدي الى إنتاج طاقة لا يحتاجها الجسم، و لذا فإن الجسم، يشعر بالحرارة أكثر ممّا ينبغى، و ترتفع معدل نبضات قلبه، و يسعى بالقلق، و الضيق النفسي، و مع تطور الحالة، يخسر وزنه بسبب ما يصرفه من الطاقة، و أما من تكون إفرازات الغدة الدرقية لديها منخفضة، فإنه يشعر بالبرد والتعب الشديد والكسل وتباطؤ التفكير و ضعف القدرة على التعامل مع التمارين العقلية و تمارين الذكاء. و منذ حوالي نصف قرن أصبح تشخيص أمراض الغدة سهلا و ذلك بعد وصول العام إلى قياس هرمون الغدة الدرقية في الدم بسهولة. و لذا فمن النادر أن تحمل إمرأة لديها مرض في الغدة الدرقية، دون أن يكون التشخيص معروفاً، والعلاج قد أصبح واضحاً قبل الحمل.
يعتمد الجنين على أمه في تحصيل ما يحتاجه من هرمون الغدة الدرقية في الأسابيع الإثنى عشر الأولى من الحمل، و تلك تصله عن طريق المشيمة، و تبدأ الغدة الدرقية للطفل بالعمل في أسبوعه الثاني عشر، و لكنها لا تصل إلى انتاج ما يكفى الجنين، إلا في حوالي الأسبوع العشرين. و هرمون الغدة الدرقية مهم جداً لنمو دماغ الجنين، ولذا فإننا تحرص على التأكد أن مستوى الهرمون في دم الأم طبيعى، لتؤمن للجنين حاجته، و ذلك عن طريق فحص الدم كل أربعة الى ستة اسابيع في النصف الأول من الحمل، لنفترض أن الأم لديها زيادة في وظيفة الغدة الدرقية، فهى تتعاطى هنا أدوية تقلِّل من نشاط خلايا الغدة الدرقية، نحتاج الى أن تكون جرعة الدواء كافية، ليكون مستوى الهرمون في دم الأم طبيعى، وليس أقل من الطبيعى، و في حالة أن تكون الأم مصابة بكسل في عمل الغدة الدرقية، فإنها في هذه الحالة تأخذ هرمون الغدة الدرقية كدواء، في الحمل نحتاج الى أن تتأكد أن الأم تأخذ جرعة كافية، وتكفى جنينها.
عقار الثيروكسين 0من للأم وللجنين في كافة مراحل الحمل، و هو يعطى للنساء اللواتى لديهن كسل في الغدة الدرقية، أو أن الغدة الدرقية قد تم استئصالها كلياً أو جزئياً كعلاج لفرط نشاط الغدة، و في حالة أن تكون الأم قد تعالجت بعبارات اليود الإشعاعى، الذي يُعطى أحيانا لإيقاف خلايا الغدة الدرقية عن النشاط الزائد، أو لعلاج سرطان الغدة الدرقية ، هنا ننصح هذه الأخت بالامتناع عن الحمل حتى اكتمال ستة اشهر بعد انتهاء العلاج بالاشعاعات، وذلك يحقق بحول الله السلامة للحامل و لجنينها.