يعول باريس سان جيرمان على نجمه كيليان مبابي، الذي سيهجره نهاية الموسم، لمواصلة المشوار نحو أول لقب بتاريخه في دوري أبطال أوروبا، عندما يحل ضيفًا مساء اليوم على بوروسيا دورتموند في ذهاب نصف النهائي. وصدم مبابي، هداف مونديال 2022، الإدارة القطرية لفريقه عندما أعلن خلال الموسم أنه لن يمدّد عقده الذي ينتهي الصيف المقبل، ومن المرجح انتقاله إلى صفوف ريال مدريد. وبعد إعلان قراره، شهدت مشاركته مع فريق العاصمة تقلبات، بعد استبعاده، واستبداله أو حتى تركه على مقاعد البدلاء من قبل مدربه الإسباني لويس إنريكي. لكن مبابي أثبت نجاعته، حيث قاد سان جيرمان إلى لقبه العاشر في 12 موسمًا في الدوري الفرنسي، واضعًا نصب عينيه تحقيق ثلاثية تاريخية قبل رحيله، في ظل استمراره أيضًا في مسابقة الكأس المحلية. ولا شك أن مهمة متصدر ترتيب هدافي المسابقة (8) بفارق هدف عن الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ، ستكون صعبة أمام" الجدار الأصفر" الشهير في ملعب "سيغنال إيدونا بارك". ورفع مبابي الملقب ب" كيكي" بهدفيه الأخيرين على أرض برشلونة رصيده إلى 15 هدفًا في الأدوار الإقصائية خارج ملعبه، ووحده البرتغالي كريستيانو رونالدو يملك رصيدًا أفضل (23). بيد أن دورتموند لم يخسر في آخر 10 مباريات على أرضه في المسابقة (6 انتصارات و4 تعادلات)، وتعود خسارته الأخيرة إلى 3 نوفمبر 2021 أمام أياكس أمستردام (1-3). دورتموند أصبح أفضل بعد أن أقصى سان جيرمان نظيره دورتموند في ثمن نهائي نسخة 2020 (1-2، 2-0) بفضل نجمه البرازيلي السابق نيمار، كاد أن يودع البطولة هذا الموسم على يد دورتموند، عندما تخلف 0-1 أمامه في دور المجموعات، بيد أنه عادل في الشوط الثاني. وتصدر دورتموند مجموعة صعبة ضمت ميلان ونيوكاسل، فيما تأهل سان جيرمان بصعوبة، علمًا أنه فاز على أرضه على دورتموند 2-0. قال مدرب دورتموند إدين ترزيتش، الذي يحتل فريقه راهنًا المركز الخامس في الدوري الألماني؛ حيث أخفق بالفوز في آخر مباراتين:" الآن نواجه باريس. لم تكن مباراتنا الأولى معهم جيدة. في الثانية قمنا بالتعديلات المناسبة وكنا أقرب إلى الفوز. أعتقد أن فريقنا أفضل اليوم مقارنة مع دور المجموعات". وهذا خامس نصف نهائي لدورتموند والأول منذ 2013 عندما أقصى ريال مدريد، ثم خسر أمام مواطنه بايرن ميونيخ (1-2). ويملك دورتموند لقبًا وحيدًا في المسابقة القارية الأولى، أحرزه عام 1997 على حساب يوفنتوس 3-1 بأهداف كارل-هاينتس ريدله (2) ولارس ريكن. في المقابل، يخوض سان جيرمان نصف النهائي الرابع، علمًا أنه بلغ النهائي مرة يتيمة في 2020 عندما خسر أمام بايرن ميونيخ بهدف لاعبه السابق كينغسلي كومان. بلغ سان جيرمان نصف النهائي، بعد إقصاء ريال سوسييداد (2-0، 2-1) ثم قلب تأخره أمام برشلونة 2-3 إلى فوز كبير إيابًا 4-1. أما دورتموند، فأقصى جاره آيندهوفن (1-1، 2-0) ثم قلب تأخره أمام أتلتيكو مدريد 1-2 إلى فوز 4-2. ويبدو هذا المسار أكثر سهولة من المسار الآخر، الذي ضمّ العمالقة بايرن، والريال، ومانشستر سيتي، وبنسبة أقل آرسنال متصدر الدوري الإنجليزي. قال إنريكي بعد الفوز الأخير على فريقه السابق برشلونة:" الشيء الأجمل عندما تكون لاعبًا أو مدربًا أن تسعد الناس بعملك. لا يمكنك شراء هذا الشعور. علينا التأقلم الآن مع نصف النهائي ونحاول بلوغ المباراة النهائية". وبجانب مبابي، يعول سان جيرمان هجوميًا على عثمان ديمبيليه والشاب برادلي باركولا، علمًا بأن الأول لن يلقى على الأرجح ترحيبًا لطيفًا من جماهير دورتموند، بعدما أضرب عن اللعب معه قبل 7 سنوات؛ من أجل الانضمام إلى برشلونة. فيما ترتكز تشكيلة دورتموند على المبدع يوليان براندت، والإنجليزي جيدون سانشو والنمساوي مارسيل سابيتسر؛ أفضل ممرر كرات حاسمة في البطولة (5). وسيفتقد الفريق الأصفر على الأرجح بطل أفريقيا مهاجمه العاجي سيباستيان هالر؛ بسبب الاصابة في كاحله، رغم عودته أخيرًا إلى التمارين.
