اختبار NIPT اختبار استقصائى قائم على رغبة الأم وعائلتها. معظم المجالس العلمية لطب النساء والتوليد توصي به إذا كانت الحاجة إليه عالية، وإن مال البعض الى جعله جزءًا من الرعاية الروتينية للحمل، ولذا يستحسن أن تناقش الحامل مع من يتابعها مجموعة من النقاط مثل: ماذا سأفعل لو كانت نتيجة الاختبار إيجابية؟ هل سأواصل للتأكد بعمل الاختبارات التشخيصية التداخلية، ونقصد بها أخذ عينة من المشيمة أو من السائل المحيط بالطفل؟ وفي حالة عمل أي منها ماذا سأستفيد؟ هل تتوقع أن تحزن وتكتئب وتعجز عن فعل شيء؟ أم أنها ستهيئ نفسها لحسن التعامل مع الطفل، وتتواصل مع من يساعدها؛ لأجل ذلك؟ كما يستحسن أن تتساءل إذا كانت هذه المعلومات ضرورية لمن يزودها بالخدمة الطبية، ويعتمد عليها اختيار نوع الرعاية المطلوبة؟ لنوضح الأمر.. لو كانت النتيجة إيجابية بشأن إثبات أن الجنين من الممكن تصنيفه أنه حالة تثلث صبغي متعلق بالكروموسوم 18 المسمى متلازمة إدوارد، أو أن من الممكن أن يكون حالة تثلث صبغي متعلق بكروموسوم رقم 13 المسمى متلازمة باتاو، في الحالتين السابقتين هناك احتمال كبير لوفاة الطفل ساعة الولادة، وفي حالات نادرة قد يعيش مدة لا تزيد عن ستة أشهر. هنا إذا رغبت الأم في انهاء الحمل قبل وصول عمر الجنين تسعة عشر أسبوعاً، أي قبل أن تُنفخ فيه الروح، فإنه يلزم توثيق وجود فتوى من عالم شريعة معتبر، يوضح له الطبيب المتابع للجنين أنه لا أمل في الحياة، وأن استمرار الحمل قد يُحمل الأم أعباء مرضية دون فائدة للجنين. لكن لنفترض أن النتيجة إيجابية فيما يخص متلازمة داون، بحمد الله، هؤلاء الأطفال ودودون، وأصبح من الممكن رعايتهم، وتحضيرهم للعمل والإنتاج، وبعضهم أصبح قادرًا على اجتياز المرحلة الجامعية؛ لذا فإن التدخل مبكرًا لإنهاء الحمل أمر ليس فيه فتوى من الشرع، والفائدة من معرفة الأمر أن يتهيأ الوالدان لرعايته بشكل فاعل. هناك امثلة كثيرة على ما يمكن أن يوصلنا إليه اختبار NIPT، وهى أكثر مما ذكرنا، مثل الاضطرابات المتعلقة بجنس الجنين، وهى عديدة، وتؤثر عادة على القدرة الإنجابية المستقبلية، كما يتوقع ان توصلنا في المستقبل إلى تشخيص مبكر لأمراض أخرى؛ مثل أنيميا الدم المنجلية، وبالتالي فإن تحديد المطلوب