يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة (كتاب الشهر) الذي كان (نادي الرياض الأدبي) يصدرها بشكل شهري خلال فترة التسعينيات الهجرية/ السبعينيات الميلادية أي في السنوات الأولى لتأسيس النادي وافتتاحه بمدينة الرياض وبداية مزاولته لأنشطته الثقافية والأدبية. ويأتي ترتيب هذا الكتاب في سلسلة تلك الكتب ليحمل الرقم(1) إذ صدرت الطبعة الأولى منه عام 1399ه/ عام1978م و(طبعته الثانية عام 2014م). ويقع هذا الكتاب أو " الكتيب" الصغير الحجم الموجود بين أيدينا الآن في حدود100 صفحة من القطع الصغير. وهو عبارة عن دراسة وتحقيق قارن فيها المؤلف بين شاعرين من كبار شعراء العربية ,عاشا في عصر ومكان واحد, ويتشابهان كثيرا في اسميهما الى حد كبير, حتى التبس على الناس أمرهما بل ظل كثير منهم يعتقد أنهما شيء واحد مع العلم أنهما يختلفان عن بعضهما اختلافا بينا, وان تشابه اسماهما! ألا وهما: الأول هو أبو اسحق, ابراهيم بن علي الحصري, والآخر هو أبو الحسن علي بن عبد الغني الحصري. ويوضح لنا مؤلف الكتاب, الدكتور محمد الشويعر في مقدمة كتابه هذا أوجه التشابه والاختلاف بين هذين الاسمين العلمين من شعراء وأدباء العرب البارزين خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين بقوله: (إن أمر هذين الرجلين يلتبس على كثير من القراء. فبعضهم يعتبرهما واحدا حيث طغت شهرة أبي الحسن علي بن عبد الغني الشاعر الضرير, وطار ذكره, وطبق الآفاق بقصيدته: "يا ليل الصب متى غده". وقصائده المفجعة في بكاء (القيروان) وديوانه الحزين لرثاء ولده. وعندما خرج الى النور كتاب أبي اسحق ابراهيم بن علي الحصري: زهر الآداب وثمر الألباب, وكتابه الآخر: جمع الجواهر في الملح والنوادر, اكتسب هذا الأخير شهرة اقترنت بمجهوده الأدبي, ونتج عن هذا عدم وضوح في الرؤية بين الكتاب والباحثين, والتباس على المتتبعين. فنسب بعض أعمال هذا لذاك…وجهود ذاك لهذا).من مقدمة الكتاب: ص3+ص4. ويعد هذا الكتاب – حقيقة – من الكتب الهامة في مجالها, لكونه يبحث في تراثنا العربي القديم , اللغوي والأدبي, والشعري منه والنثري فهو – حقا – اضافة جيدة لمكتبتنا العربية. وحول منهج التحقيق الذي سلكه المؤلف واعتمده في كتابه لتحقيق شخصية كل من (الحصريين) يؤكد بقوله انه ( حدد منهجا, ربما كان جديدا – على حد تعبيره – في مجال التوثيق التاريخي, عندما نفى الزعم القائل بأن بين الحصريين قرابة نسب , مستشهدا بعائلات تزاوجت , وليست كلها عربية النسب). وفي خاتمة المقدمة يضيف المؤلف قائلا حول ضرورة ازالة هذا اللبس: (وتبعا لذلك حاولت ازالة كثير من الخلط بين هذين العلمين, سواء أكان ذلك في الخلط بين مؤلفاتهما, أو بين شعرهما, أو بين شخصيتيهما وتاريخ وفاتهما, ورحلاتهما , عند أكثر المترجمين).من مقدمة الكتاب:ص5