تمثل روسيا قوى عالمية صاعدة بقوة الآن فى العالم, كما تسعى إيران كى تصبح الدولة الأقوى نفوذا فى إقليم الشرق الأوسط, وترتبط الدولتان بعلاقات إستراتيجية, وبمجموعة من المصالح المشتركة فى المنطقة, وتسعيان لتحقيق مصالحهما, ضمن إطار عالمى جديد, يؤكد بإنتهاء عصر تصدير الإيدلوجيات, وإقامة العلاقات على أسس من البرجماتية والمصالح المشتركة. فروسيا ترى أن إيران تمثل حليفا إستراتيجيا لسياستها فى المنطقة, وتتأثر علاقاتهما ببعدين رئيسيين وهما: البعد الجيوسياسى والبعد الاقتصادى, فلإيران ثأثير كبير على مجريات الأحداث فى منطقة جنوب القوقاز, ووسط وجنوب آسيا, والشرق الأوسط بالتأكيد, وترى روسيا أيضا أن إيران الشيعية تمثل لها عامل مهم للتوازن, أمام المد السنى "دول وتنظيمات" وخاصة بمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى, كما وتعد طهران حليفا لروسيا فى دعم نظام "بشارالاسد" سياسيا وعسكريا وإقتصاديا فى سوريا التى تستضيف القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا بميناء" طرطوس" على شواطىء المتوسط. وأما بالنسبة للبعد الإقتصادى فأن التعاون مع ايران يعد من أولويات المصالح الروسية, فإيران تمتلك إمكانيات هائلة للنمو الإقتصادى, بالإضافة إلى إحتياطاتها الضخمة من النفط والغاز, كما ويزيد أيضا من رغبة روسيا فى تمتين علاقاتها بإيران التوتر الحالى بين موسكووواشنطن. وفى المقابل وعلى الجانب الإيرانى, فإن بناء شراكة وثيقة مع روسيا يأتى فى مقدمة أولويات السياسة الخارجية الإيرانية, وبدا ذلك جليا فى التعاون فى مجال الطاقة وبخاصة الطاقة النووية, وحتى بعد إبرام إتفاقها النووى مع أمريكا, نرى أن إيران لن تغير من سياستها الخارجية تجاه روسيا, فطهران تدرك أن أمريكا لن تقدم لها إلا بعض المكاسب الإقتصادية والدبلوماسية, وأن واشنطن تستخدمها لتقوم بدور الوكيل لها فى منطقة الشرق الأوسط, وليس دور الحليف أو الشريك الذى تسعى اليه إيران, وعليه فإن روسيا ستظل بالنسبة لإيران فى صورة الصديق أو الشريك الذى قد لا تتطابق آراءه ومصالحه معها, إلا أنها تتشابة فى أوجه كثيرة. فهناك علاقات ومصالح مشتركة ومتشابكة لروسياوإيران مع بعض الدول العربية فى منطقة الشرق الوسط, والتى تعانى شعوبها ويلات الصراعات والإنقسامات الداخلية, وتتطور الأحداث على أراضيها الملتهبة, من سىء لأسوأ يوم تلو الآخر. ولو أخدنا " اليمن" كمثال , لوجدنا أن العلاقات الإيرانية الروسية تشهد تنسيق على الساحة, حيث تتلاقى دوافع البلدين فى إستخدام التدخل فى اليمن كورقة ضغط على منطقة الخليج ومساومته,ومن الجهة الآخرى فأن روسيا تجد فى دعم الحوثيين" و تنامى نفودهم, خدمة لمصالحها الإستراتيجية على المدى البعيد, ضد القوى السنية, وبخاصة الموجودة فى القوقاز ووسط آسيا, فالأسلحة فى يد الحوثيين من طراز سام 2 و 3 المضادة للطائرات, هى معدات روسية تنقل على متن سفن إيرانية, ونستطيع القول أن روسيا تربط الملف اليمنى بملفات و قضايا آخرى, ولن ترضى بتقديم أى تنازل, إلا بتحقيق مكاسب حيوية فى أماكن آخرى. وأما بالنسبة للعلاقات الإيرانية اليمنية, فبخلاف التطلعات الإيرانية فى الزعامة, وتصدير الثورة , فإنها تسعى لإنفصال جنوب اليمن, ليمكنها من السيطرة على مضيق "باب المندب"والذى يمر منه ما يعادل من 22%من إمدادات النفط فى العالم ,وأيضا سيكون بمثابة وضع قدم لها فى شبة الجزيرة العربية, وكأنها ترى أيضا فى تحالفها مع هذا الاقليم تعويضا لها فى حال سقوط نظام "بشار" فى سوريا, الا اننا نعتقد أن هدا قد تغير الان بتدخل روسيا عسكريا فى سوريا.