تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لروسيا في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه الأمة العربية والمنطقة بشكل خاص لتعطي المراقب المتابع لهذه الأحداث الكثير من الأمل في حدوث ما يعطي هذه الحالة تلك الايجابية في الخروج من هذه الحال التي نعيشها. فسموه وهو يرحل إلى روسيا مزوداً بتوجيهات ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ,حفظه الله, قادر على الوصول إلى تفاهمات لا بد لها أن تكون بين بلدين بينهما علاقات على كل المستويات. وسموه بما يملكه من حيوية وفهم لطبيعة الدور الذي تلعبه بلادنا سوف تأتي نتائج هذه الزيارة في أعلى إيجابياتها.. والتي سوف تكون ثمارها يانعة وجنية.. وللعودة إلى تاريخ علاقات بلادنا منذ الاتحاد السوفيتي نجد التالي: كان الاتحاد السوفيتي أول دولة غير عربية اعترفت بالمملكة العربية السعودية واقام معها علاقات دبلوماسية في فبراير/شباط عام 1926م وفي 17 سبتمبر/ايلول عام 1990م صدر بيان مشترك يعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية على أسس ومبادئ ثابتة في نوفمبر/تشرين ثاني عام 1994م زار رئيس الحكومة الروسية فيكتور تشرنوميردين الرياض، ضمن اطار جولته إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاقية عامة للتعاون بين الحكومتين الروسية والعربية السعودية في مجالات التجارة والاقتصاد واستثمار الأموال والعلم والتقنية والثقافة والرياضة والشباب. قام الأمير عبد الله ولي العهد (رحمه الله ) بزيارة رسمية إلى موسكو في نوفمبر/تشرين ثاني عام 2003م واجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتم خلال الزيارة التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات لتطوير علاقات التعاون الثنائية ومن ضمنها اتفاقيات في مجال النفط والغاز ومجال العلم والتكنولوجيا. قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير/شباط عام 2007م بزيارة إلى المملكة العربية السعودية. وتم خلال هذه الزيارة التوقيع على اتفاقية ثنائية في مجال الاتصالات الجوية ومعاهدة تفادي دفع الضريبة المزدوجة على المداخيل ورؤوس الأموال، وعدة اتفاقيات في مجال الثقافة وتبادل المعلومات والتعاون المصرفي.كما تم خلال الزيارة تحديد اتجاهات جديدة للتعاون (التكنولوجيا الذرية وغزو الفضاء في الأغراض السلمية). وقلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ,رحمه الله, الرئيس بوتين قلادة الملك عبد العزيز التي يتم منحها عادة لكبار الزعماء وقادة دول العالم. في نوفمبر/تشرين ثاني عام 2007 م وصل موسكو في زيارة رسمية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة السعودية,رحمه الله. وزار الأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني في المملكة العربية السعودية موسكو في السنوات 2006 و2007 و2008م. وفي عام 2009 م قام الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة سابقاً بزيارة رسمية لموسكو. العلاقات التجارية – الاقتصادية: ازداد حجم التبادل التجاري بين روسيا والمملكة العربية السعودية في الفترة ما بين سنوات 2003 – 2008 م من 211.8 إلى 488.7 دولار أمريكي (بلغت قيمة الصادرات الروسية 465.9 مليون دولار أمريكي). وتتألف الصادرات من المعادن والمنتجات المعدنية، والعلف والورق والكارتون والخشب وسيارات الشحن. منذ عام 2002 م انطلق مجلس الأعمال الروسي السعودي وفي أبريل/نيسان عام 2008 م تم في الرياض برعاية غرفة التجارة والصناعة الروسية ومجلس الأعمال الروسي العربي اقامة المعرض الروسي الأول "روسيا والمملكة العربية السعودية – آفاق مستقبلية جديدة للتعاون التجاري – الاقتصادي" وندوة أعمال. فيما تم اقامة المعرض الثاني عام 2010م. منذ عام 2002 م تعمل اللجنة الحكومية المشتركة الروسية السعودية في مجال التجارة والاقتصاد والتعاون في المجال العلمي والتقني. وانعقد في الرياض عام 2005 م اجتماعها الثاني فيما تم عقد الاجتماع الثالث للجنة المشتركة في بطرسبورغ في يونيو/حزيران عام 2010م. القروض والمال: في عام 2007 تم التوقيع على مذكرة التعاون والتفاهم بين مصرف"فنيش ايكونوم بانك" ومصرف "روس ايكونوم بنك" من جهة والصندق السعودي للتنمية من جهة أخرى. في الفترة بين 20 – 24 ديسمبر/كانون الأول عام 2008 م زار الرياض وفد من رجال مصرف روسيا المركزي و5 مصارف روسية أخرى. وتم خلال اللقاءات مع ممثلي المصارف السعوديين التباحث حول الأزمة المالية العالمية ودور المصارف في اجتيازها. بمبادرة من مصرف"فنيش ايكونوم بنك" شارك صندوق التنمية السعودي في المعرض العربي الأول المقام في موسكو في الفترة بين 22 – 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 2008م. الطاقة: يتطور التعاون في مجال الطاقة ويستمر تبادل الزيارات على مستوى الوزارات. في عام 2004 م تم التوقيع على اتفاقية بين الشركة الروسية المساهمة "لوكويل اوفرسيز هولدنغ" وحكومة المملكة العربية السعودية حول مساهمة الشركة الروسية في عمليات التنقيب وبناء مصنع لتسييل الغاز بجانب حقل "غوار" وهو أكبر حقل نفطي في العالم الواقع في جنوب شرقي المملكة العربية السعودية. في عام 2004 م تم في مدينة الخبر افتتاح مكتب للشركة الروسية المساهمة "ستروي ترانس غاز " وقامت هذه الشركة في سنة 2005 م بطلب من غرفة التجارة والصناعة لمدينة الرياض بوضع تصور لإنشاء شبكة وطنية لنقل وتوزيع الغاز في المملكة العربية السعودية ووضعت تصميما لتوزيع الغاز في مدينة الرياض. ومنذ سنة 2006 م تعمل في مدينة الخبر ممثلية شركة "غلوبالستروي – انجينيرينغ " وتقوم الشركات الفرعية لشركة "تات نيفت" باختبار المعدات الخاصة بالأبحاث الجيوفيزيائية. التعاون في مجال الفضاء: حملت الصواريخ الروسية في سبتمبر/ايلول عام 2000 م إلى مدارات الفضاء الخارجي 13 قمرا صناعيا سعوديا يستخدم في مجال الاتصالات وسبر سطح الأرض عن بعد. ويهتم الجانب السعودي بالمشاركة في مشروع إنشاء نظام الملاحة الفضائية "غلوناس ". في شهر مايو/ايار عام 2007 م جرت في الرياض الجولة الأولى للاستشارات حول المشروع وتم التعريف به. التعاون في المجال الديني: تتطور بشكل ملحوظ العلاقات الإنسانية ومن ضمنها بين المنظمات الإسلامية. وتعمل منذ سنة 2002م اللجنة الروسية للحج، التي من واجبها إبداء المساعدة للحجاج الروس. وفي عام 2006 م بلغ عدد الحجاج الروس إلى الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية 18 ألف شخص. وفي عام 2007م بلغ عددهم 26.5 ألف شخص. وفي يونيو/حزيران عام 2008 م شارك وفد من مجلس المفتين في روسيا المملكة العربية السعودية للمشاركة في المؤتمر العلمي حول "تحديات العولمة ومشاكل العصر ". في الفترة بين 27 – 29 أكتوبر عام 2008 م انعقد في مدينة جدة الاجتماع الرابع لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – والعالم الإسلامي ". العلاقات الثقافية والعلمية: ضمن اطار زيارة الرئيس الروسي إلى المملكة العربية السعودية في شهر فبراير/شباط عام 2007 م تم التوقيع على مذكرة وبرنامج التعاون للسنوات 2007 -2009 م بين وزارة الثقافة والإعلام السعودية والوكالة الاتحادية للثقافة والسينما الروسية. في سنة 2007 م وقعت اتفاقية التعاون بين وكالة أنباء"نوفوستي " الروسية وووكالة الأنباء السعودية. في 8 يوليو/تموز عام 2009 م تم في موسكو التوقيع على برنامج التعاون العلمي بين معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية ومعهد البحوث العلمية للمعلومات التابع لوزارة الخارجية السعودية. في عام 1992 م تم افتتاح المدارس السعودية في موسكو. منذ عام 2000 م شاركت المملكة العربية السعودية في المعرض الدولي للكتاب في موسكو بهدف دعم الحركة الفكرية والثقافية بين البلدين. في سنة 2004 م أرسل لأول مرة طلاب سعوديون للدراسة على حساب الحكومة الروسية. وفي المقابل هناك طلاب روس مسلمون في بعض الجامعات الإسلامية في السعودية.وفي مارس/اذار شارك وفد من روسيا برئاسة وزير الثقافة الكسندر افدييف في الذكرى اليوبيلية ال25 لمهرجان الثقافة الوطني للعربية السعودية "الجنادرية -2009م".
