(البلاد) تتابع القضية التي لقيت تأييدا من المواطن والمقيم .. إغلاق مطاعم جدة .. كَشَف المستور وعرّى تجار الفساد

ابراهيم المدني - غفران ابراهيم
أكد مواطنون أن تسويق الغذاء منتهي الصلاحية وبيع الطعام الفاسد للناس مؤشر حقيقي لانعدام الوازع الاخلاقي عند من يمارسون هذا العمل القبيح . وايد عدد من المواطنين التقتهم (البلاد) خطوات أمانة جدة الأخيرة بإغلاق حشد من المطاعم والأسواق والمخابز في عدة انحاء من جدة نتيجة مخالفات نظامية وصحية وقالوا إن ذلك يندرج ضمن مهام ومسؤوليات الأمانة.وطالبت طبيبة استشارية بألا تكون جولات مفتشي البلدية دورية كل شهر أو شهرين بل لابد أن تكون يومية لأن ذلك هو الأمر الطبيعي إذا أردنا أن نحترم آدمية الإنسان ونراعي صحته فيما أوضح مصدر في أمانة جدة أن إغلاق المطاعم المخالفة لم يكن تعسفياً مؤكداً أن الحملات متواصلة ومستمرة.
وخلال جولتنا لاستطلاع آراء المواطنين والسكان في جدة حول هذه المشكلة تحدث لنا في البداية أنور الحارثي فقال:"إقفال المطاعم كانت نتيجة لضعف تطبيق الإشتراطات الصحية والنظافة, وإنعدام الوازع الأخلاقي ونقص الثقافة الصحية عند بعض العمالة الوافدة وماقامت به الأمانة خطوة مهمة وجريئة تعمل على رفع معايير الجودة الغذائية والنظافة لهذا القطاع الحيوي. وأتمنى أن تستمر وتطال المطاعم الشعبية".
أما ضيف الله الحربي فقال:"لا زالت المطاعم بؤراً غير آمنة وغير مؤتمنة على صحة الإنسان وإن بدت ذات واجهات أنيقة لكنها تخفي وراءها جشعاً جعل من الربح المادي هدفاً أول على حساب نظافة وصحة مايقدم. واستقبلت خطوة إغلاق المطاعم بكثير من الذهول ولا تخلو من التفاؤل بخطوات قادمة تجعل المطاعم آمنة".
وتحدث الأستاذ ناصر العمري وقال لنا:"خطوة ممتازة رغم تأخرها كثيراً وبالنسبة للمطاعم حقيقة صدمنا بمستوى النظافة وسوء التخزين. وأنا أرى أنه يجب الاعتماد بنسبة كبيرة على أكل البيت لأنه أفضل ,ويجب وضع معايير جديدة لفتح المطاعم ومحلات الوجبات السريعة".
وأما عوض علوة فقال:"إقفال المطاعم شيء طبيعي مع الكم الهائل من المطاعم غير الصحية ومع العمالة غير المؤهلة والرقابة المفقودة سنين طويلة وجشع التجار وإنعدام الأمانة. وهذه الخطوة تأخرت كثيراً للأسف".
الرأي الطبي:
الدكتورة فاني البيومي استشارية في مستوصف الشرق بجدة قالت:"إن ما قامت به أمانة جدة مؤخراً هو عمل جيد لمتابعة النظافة وسلامة العاملين ونظافة الأواني والأكل .. وكل ذلك يتطلب جولات يومية مستمرة وثابتة وليس مجرد جولة كل اسبوعين أو كل شهر .. لأن أماكن صناعة الطعام وبيعه على الناس تحتاج جولات ورقابة من البلدية بشكل يومي وأنا هنا أكرر كلمة بشكل يومي".
وأضافت الدكتورة البيومي:"إن الطعام الفاسد الذي يتم تسويقه وبيعه للناس هو بمثابة بيع وتسويق الموت تماماً .. ومن غير شك فهذه جريمة ان يتم بيع مأكولات منتهية الصلاحية أو أسماك فاسدة أو لحوم لحيوانات مريضة .. وكل هذا لا يتفق مع أبسط مباديء ديننا ولا مع اخلاقيات مهنة البيع والشراء ولا مع الاحتياطات المطلوبة صحياً في بيع مأكولات للناس".
وأضافت الدكتورة بيومي:"إن من المهم عمل كشف دوري للعاملين في مطابخ المطاعم ونحوها وبشكل دقيق للتأكد من صحتهم وسلامتهم ومدى قبولهم في تلك الاعمال المرتبطة بإعداد الطعام للناس وبيعه عليهم ويجب على البلدية ان تشدد في ذلك كثيراً ولا تتهاون كما يجب مراقبة الاطعمة المباعة على قارعة الطريق ومنعها الا بضوابط صحية دقيقة كما يجب ان تكون جولات مراقبي البلدية على الاسواق والمخابز والمطاعم يومية حتى يتم صناعة هيبة للنظام وبالتالي ينضوي الباعة والمسوقون تحت الضوابط الصحية فلا نرى حالات تسمم بين الناس ولا متاعب من التيفود ونحو ذلك من بيع الاطعمة الفاسدة".
رأي أمانة جدة:
الى ذلك برر المهندس ناصر المتعب مساعد امين محافظة جدة للبلديات الفرعية اغلاق نحو 100 مطعم في المحافظة خلال شهر تنقريباً إلى وجود مخالفات بلدية تستوجب الاغلاق. وأضاف أن عملية الاغلاق تمر بعدة مراحل يسبقها الانذار والغرامات اما في حالة تكرار المخالفة فالاغلاق الفوري حسب النظام. واستطرد المهندس المتعب بقوله:" طبقنا لائحة الجزاءات والعقوبات المنصوص عليها في نظام وزارة الشؤون البلدية ولا يوجد مطعم أو محل تم اغلاقة تعسفياً."
ونفى مساعد الامين للبلديات مزاعم البعض حول قيام الامانة بالتشهير بالمخالفين والحاق الضرر بسمعة انشطتهم التجارية وقال:" الامانة لم تشهر بأحد وانما قامت بتوثيق أعمالها بشفافية من خلال موقعها الرسمي على شبكة النت ولم تقم بتوزيع نشرات أو غيره إلى أية جهة كانت ."
ولفت المتعب الى ان الحملات على المطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية مستمرة ولن تتوقف فالهدف هو سلامة المستهلك لافتاً إلى أن الجولات حققت نتائج ايجابية خلال السنوات الأخيرة حيث تم ضبط نحو عشرة آلاف مخالفة قبل عامين وفي العام الماضي تم ضبط نحو 5000 مخالفة من خلال سبعة عشر ألف جولة ميدانية لمراقبي الأسواق والمواد الغذائية في جدة وهذا مؤشر على انخفاض نسبة المخالفات إلى النصف. وأبدى مساعد الأمين للبلدية تفاؤله بانخفاض نسبة المخالفات في المطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية خلال عام 1436ه .وطالب المهندس ناصر المتعب اصحاب المطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية الاستفادة من العقوبة وتصحيح الاخطاء والحرص على الالتزام بالاشتراطات الصحية حفاظاً على سلامة المستهلك وحماية لنشاطهم التجاري من العقوبات النظامية. وشدد المتعب على أن الامانة لن تتساهل مع أي مخالف مهما كان اسمه التجاري "فالتعليمات الصادرة لأمانة جدة لا تفرق بين اسم تجاري صغير وآخر كبير فالكل سواسية لدينا وصحة المستهلك هدفنا الأساسي".