"الإحصاء": 1.8% معدل انتشار الإعاقة من إجمالي السكان في المملكة    الجمعية العليمة السعودية للصحة العامة ساف تشارك في مؤتمر يوم الابحاث    علامة HONOR تعلن عن رعايتها لمسابقة إجادة اللغة الصينية بعنوان "جسر اللغة الصينية" في المملكة العربية السعودية    ملتقى النص المعاصر: احتفالية شعرية وفنية تُضيء سماء نابل    سفير إندونيسيا لدى المملكة: "مبادرة طريق مكة" نموذج من عناية المملكة بضيوف الرحمن    وزير الصحة الماليزي: نراقب عن كثب وضع جائحة كورونا في سنغافورة    مستشفى دله النخيل ينهي معاناة عشريني يعاني من خلع متكرر للكتف وكسر معقد في المفصل الأخرمي الترقوي    الديوان الملكي: تقرر أن يجري خادم الحرمين فحوصات طبية في العيادات الملكية في قصر السلام بجدة    رياح مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من الشرقية والرياض    موسيماني: ما زالت لدينا فرصة للبقاء في "روشن"    بيريرا: التعاون فريق منظم ويملك لاعبين لديهم جودة    الأوكراني أوزيك يتوج بطلاً للعالم للوزن الثقيل بلا منازع في الرياض    ولي العهد يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي    شهداء ومصابون في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    رفضت بيع كليتها لشراء زوجها دراجة.. فطلقها !    خبير سيبراني: تفعيل الدفاع الإلكتروني المتقدم يقي من مخاطر الهجوم    «هيئة العقار»: 18 تشريعاً لمستقبل العقار وتحقيق مستهدفات الرؤية    مقتل 3 فلسطينيين على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على رفح    لقب الدوري الإنجليزي بين أفضلية السيتي وحلم أرسنال    صقور السلة الزرقاء يتوجون بالذهب    السفارة السعودية في تشيلي تنظم حلقات نقاش بعنوان "تمكين المرأة السعودية في ظل رؤية المملكة 2030"    خادم الحرمين يأمر بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    تنظيم جديد لتخصيص الطاقة للمستهلكين    330 شاحنة إغاثية إلى اليمن وبيوت متنقلة للاجئين السوريين    اشتباك بالأيدي يُفشل انتخاب رئيس البرلمان العراقي    البرق يضيء سماء الباحة ويرسم لوحات بديعة    الماء (2)    جدول الضرب    «التعليم»: حسم 15 درجة من «المتحرشين» و«المبتزين» وإحالتهم للجهات الأمنية    قرى «حجن» تعيش العزلة وتعاني ضعف الخدمات    اطلع على مشاريع التطوير لراحة الحجاج.. نائب أمير منطقة مكة المكرمة يتفقد المشاعر المقدسة    زيارات الخير    محتالة تحصل على إعانات بآلاف الدولارات    المقبل رفع الشكر للقيادة.. المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي ل "الألكسو"    27 جائزة للمنتخب السعودي للعلوم والهندسة في آيسف    انطلاق المؤتمر الأول للتميز في التمريض الثلاثاء    طبخ ومسرح    مواقف مشرّفة    عبر التكنولوجيا المعززة بالذكاء الاصطناعي.. نقل إجراءات مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    للسنة الثانية.. "مبادرة طريق مكة" في مطار إسطنبول الدولي تواصل تقديم الخدمات بتقنيات حديثة    سمو ولي العهد يستقبل الأمراء والمواطنين    «تيك توك» تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    تحدي البطاطس الحارة يقتل طفلاً أمريكياً    دعاهم إلى تناول السوائل وفقاً لنصائح الطبيب.. استشاري: على مرض الكلى تجنّب أشعة الشمس في الحج    مختصون ينصحون الحجاج.. الكمامة حماية من الأمراض وحفاظ على الصحة    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    كيان عدواني غاصب .. فرضه الاستعمار !    الهلال يحبط النصر..    كيلا يبقى تركي السديري مجرد ذكرى    وزير التعليم: تفوّق طلابنا في «آيسف 2024» يؤسس لمرحلة مستقبلية عنوانها التميّز    الخبز على طاولة باخ وجياني    أهمية إنشاء الهيئة السعودية للمياه !    الرئاسة العامة تستكمل جاهزيتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ١٤٤٥ه    قائد فذٌ و وطن عظيم    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    بتوجيه الملك.. ولي العهد يزور «الشرقية».. قوة وتلاحم وحرص على التطوير والتنمية    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمشاركة قادة قطاع المال العالمي.. انطلاق اعمال مؤتمر (يوروموني السعودية 2014)
نشر في البلاد يوم 07 - 05 - 2014

انطلقت امس أعمال مؤتمر "يوروموني السعودية2014" في نسخته التاسعة الذي تنظمه وزارة المالية تحت شعار "الابتكار والمنافسة تغير ديناميكيات العولمة" , بمشاركة قادة قطاع المال العالمي وعدد من الشخصيات العالمية في قطاع المال ,وذلك في فندق الفيصلية بالرياض.
وأكد معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف خلال افتتاحه الجلسة الرئيسية للمؤتمر أنه على صعيد الاقتصاد العالمي نشهد تعافيا آخذاً في التوسع ليشمل نطاقاً أكبر من الدول المتقدمة ,ولازال هناك العديد من التحديات من أهمها تحول السياسة النقدية في الدول المتقدمة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية من منهج التيسير الكمي غير التقليدي لحفز الاقتصاد إلى تبني منهج تقليدي بما يمثله من تحدي خصوصاً لاقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.
وبين أن مناقشات اجتماعات مجموعة العشرين واجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المنعقدة مؤخراً في واشنطن أبرزت مدى الحاجة إلى مواصلة إتخاذ السياسات الاقتصادية الداعمة لتعزيز التعافي المتوازن والمستمر، منوهاً بإلتزام دول مجموعة العشرين بتبني إستراتيجيات لتعزيز النمو الاقتصادي بالتركيز على الإصلاحات في مجالات التوظيف والإستثمار والمنافسة والتجارة بهدف رفع معدلات النمو العالمي بواقع 2% خلال السنوات الخمس القادمة للتأكيد على التزام المجتمع الدولي بالعمل بشكل مشترك للمحافظة على المكاسب التي تحققت خلال السنوات الأخيرة
وأوضح الدكتور العساف أن المملكة عرضت بوصفها عضوًا بالمجموعة إستراتيجيتها للنمو على اجتماعات فريق العمل المعني بالنمو ، مفيدًا أن هذه الإستراتيجية "المستندة إلى توجهات خطة التنمية " تركز على مواصلة العمل لتعزيز الاستثمار في قطاعات البنية التحتية والتعليم والصحة ، وكذلك لتفعيل دور القطاع الخاص والشراكة بين القطاعين العام والخاص ,من أجل المزيد من التنويع في الاقتصاد وإيجاد فرص العمل وتحسين إنتاجية الاقتصاد وتنافسيته في ظل استقرار البيئة المالية والنقدية .
وأبان معاليه أن الأوضاع الإيجابية للاقتصاد الوطني خلال الأعوام الماضية جاءت بفضل السياسات والإصلاحات الاقتصادية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ,مشيراً إلى تحقيق اقتصاد المملكة خلال العام الماضي نمواً حقيقياً يقارب 3.8% على الرغم من انخفاض النمو في القطاع النفطي، ودعم الإنفاق الحكومي معدلات النمو في الاقتصاد غير النفطي مصحوباً بالأداء الجيد للقطاع الخاص الذي نما بمعدل (5.5%) .
ورأى الدكتور إبراهيم العساف أن تلك السياسات الاقتصادية الهادفة لتحقيق الاستقرار المالي والنقدي وتحسين مناخ الأعمال انعكست على متانة وقوة الاقتصاد والملاءة المالية للمملكة فرفعت وكالة ( فيتش للتصنيف الائتماني ) مؤخراً التصنيف السيادي للمملكة من (-AA) إلى (AA) مع نظرة مستقبلية مستقرة .
وأشار إلى تأكيد تقرير مشاورات المادة ( الرابعة ) لصندوق النقد الدولي لعام 2013م أفضلية أداء اقتصاد المملكة بين مجموعة العشرين في السنوات الأخيرة وإيجابية الآفاق المنتظرة للاقتصاد ,وترحيب المديرين التنفيذيين للصندوق بالتدابير التي اتخذتها الحكومة لتعزيز إدارة المالية العامة ، وبالخطوات المستمرة لتدعيم التطور المالي وتعزيز التنظيم والرقابة الماليين ، وإشادتهم بالإنفاق الكبير على التعليم والتدريب إذ يتوقع الصندوق أن ينمو الاقتصاد بمعدل(4.1%) هذا العام و(4.2%) العام القادم 2015م .
واستعرض معاليه أبرز التطورات في الاقتصاد السعودي خلال العام الماضي من خلال الموافقة على نظام المرافعات ، وتنظيم هيئة النقل العام ، والمضي قدمًا في تنفيذ مشاريع النقل العام بما في ذلك توقيع أكبر عقد من نوعه للنقل العام في الرياض كمشروع واحد متكامل ،وكذلك مشروع وعد الشمال التعديني ، وهيئة تقويم التعليم العام ، وإصدار مؤسسة النقد العربي السعودي تراخيص لممارسة أنشطة التمويل العقاري والإيجار التمويلي ، وإقفال هيئة الطيران المدني بنجاح إصدارها الثاني من الصكوك بقيمة تجاوزت (15) مليار ريال لتمويل مشروعي مطاري الملك عبدالعزيز بجدة والملك خالد بالرياض الدوليين ، وتبني مجموعة من المبادرات في سوق العمل ودعمها ببرامج التدريب والتأهيل لرفع الإنتاجية وتلبية احتياجات سوق العمل .
وأبان أن ميزانية هذا العام 2014م ركزت على المشاريع التنموية لقطاعات التعليم والصحة والخدمات الأمنية والاجتماعية والمياه والطرق والخدمات الإلكترونية ودعم البحث العلمي ,وبلغ عدد عقود المشاريع التي طرحت خلال العام الماضي نحو (2330) عقداً تبلغ قيمتها الإجمالية ما يقارب (157) مليار ريال ، كما واصلت الصناديق الحكومية المتخصصة توفير الائتمان في سياق تنفيذ لسياسة الشراكة بين القطاعين العام والخاص ، التي يتطلع إلى أن تسهم في مزيد من تعزيز لدور القطاع الخاص وخاصة في توليد فرص العمل للمواطنين .
وتطرق معالي وزير المالية إلى أهمية الإسكان في منظومة تحسين مستوى معيشة السكان ،مؤكداً أنه حظي باهتمام مستحق في السياسة الحكومية ,ويتوقع أن تسهم اللوائح التنفيذية لمنظومة التمويل العقاري في تعزيز التمويل المستدام لهذا القطاع بإيجاد الإطار المؤسسي اللازم لتشجيع المصارف وشركات التمويل لتقديم التمويل للمواطنين وشركات التطوير العقاري بما يخدم نمو القطاع والاقتصاد المحلي , إضافة إلى ما حظي به قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة من دعم كبير، إذ يقوم البنك السعودي للتسليف والادخار بجهود كبيرة في التنسيق وتوفير التمويل للقطاع الحيوي والمصدر المهم للتوظيف، فيما يسهم برنامج كفالة الذي يديره صندوق التنمية الصناعية السعودي بدور ملحوظ في توفير التمويل بالتعاون مع البنوك التجارية .
من جانبه أكد معالي وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي أن محور المؤتمر حظي باهتمام الوزارة التي حرصت على المشاركة للاستماع لآراء المختصين والمهتمين وعلى تبادل وجهات النظر معهم خاصة فيما يتعلق بتنمية قطاع الإسكان.
وقال : إن الفترة القادمة -بإذن الله - ستشهد نمواً كبيراً في قطاع الإسكان بالمملكة في ظل الدعم السخي من الدولة لسد الفجوة الإسكانية ولمواجهة التنامي المستمر في الطلب ,مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من إعداد الإستراتيجية الوطنية للإسكان التي حصرت وحللت مختلف التحديات واقترحت الحلول ,كما تم الانتهاء من إعداد تنظيم الدعم السكني, وفُتح باب التقديم للمواطنين عبر منصة إلكترونية على شبكة الإنترنت التي أُطلقت في موعدها المحدد وسيتم بعد يومين البدء في معالجة البيانات والتحقق آلياً, ليتم بعدها إعلان أسماء المستحقين وتوزيع منتجات الإسكان ,إضافة إلى الانتهاء من بعض مشاريع الإسكان في عدد من مناطق المملكة وجاري استكمال العديد من المشاريع.
وأبان الدكتور الضويحي أنه بالتوازي مع هذه البرامج ولكي تكون المعالجة شاملة, أُطلقت أيضاً البوابة الإلكترونية لخدمات الإيجار بهدف تنظيم قطاع إيجار المساكن عبر الخدمات التي توفرها لكل من المؤجر والمستأجر والوسيط العقاري ومن خلال خدمات غير مسبوقة كالتدقيق الإلكتروني لعقود الإيجار, والسداد الإلكتروني وتطبيق الهواتف الذكية الذي يمكن من خلاله عرض الوحدات المعدة للإيجار, إذ تعد هذه الشبكة من أفضل الشبكات المماثلة في العالم بما تقدمه من خدمات إلكترونية غير مسبوقة ,مشيراً إلى أنه لم يبق سوى خطوة وهي الإلزام للمكاتب العقارية باستخدام الشبكة في عمليات الإيجار.
واستعرض معالي وزير الإسكان خلال كلمته موضوعين رئيسيين هما الشراكة مع القطاع الخاص والتمويل العقاري, مؤكداً أن وزارة الإسكان حرصت على تنظيم العديد من ورش العمل للالتقاء بالمطورين العقاريين والتواصل معهم، وقامت بدراسة مقترحاتهم وتحليلها والاستفادة منها ,كما انتهت من إعداد إطار الشراكة بعد دراسات ,ووضعت المعايير اللازمة لتقييم المطورين العقاريين من مختلف النواحي التنظيمية والتنفيذية والتمويلية والتسويقية، وبذلك يكون قد بدأ بالفعل تنفيذ برنامج الشراكة وأولى خطواته تأهيل المطورين العقاريين الراغبين في الشراكة لبناء عمارات سكنية على أراضي الوزارة وتسويقها للمواطنين المستحقين للدعم السكني.
ودعا معالي وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي جميع المطورين العقاريين المحليين والدوليين لاغتنام فرصة النمو المتوقع لقطاع الإسكان في المملكة والفرص الأكيدة المتاحة للاستثمار به في سوق يتسع للجميع، مؤكدًا أن الوزارة َتَعِدُ بأن توفر مناخاً من الشفافية والتنافسية يتيح لكل مطور كماً من الأعمال والمشاريع يتناسب مع جديته وحجم أعماله ، وسيكون المواطن المستحق للمنتج السكني هو الحَكَمُ على مستوى نجاحه من خلال مدى إقباله على التعامل معه.
ووجه البنوك وشركات التمويل العقاري وبخاصة أولئك الذين التقت بهم الوزارة برعاية من مؤسسة النقد العربي السعودي، الذين وُضِعَ بالاعتبار الاستماع لآرائهم ومقترحاتهم بشأن ضخ مزيد من الأموال للاستثمار في القطاع الإسكاني عبر إقراض المطورين والمواطنين، وزيادة الاستفادة من المبالغ المالية المتاحة للوزارة لخدمة أكبر عدد من المواطنين المستحقين في أقل فترة ممكنة.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، وتأمل مع إتباع الآليات ذات العلاقة أن تزيد حصة قروض الإسكان من إجمالي قروض البنوك التجارية، وأن تزيد نسبة حجم الإقراض الإسكاني المصرفي الحالي إلى الناتج المحلي لتقترب تدريجياً من المعدلات العالمية، لتيسير واستدامة التمويل الإسكاني لكل مطور أو مواطن راغب في البناء.
بدوره أكد معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية على حسن اختيار موضوع المنتدى الذي يتناول قضايا تنموية تشكل أهمية جوهرية بالنسبة للمملكة , ويؤكد حقيقة إننا نعيش في قرية عالمية تتسم بديناميكية شديدة لا يتحقق الفوز والنجاح فيها إلا للدول الأكثر قدرة على التنافس والأكثر دأباً في مضمار الإبتكار .
وقال : إن جهود وضع السياسات الاقتصادية في المملكة ركزت على مدار السنوات القليلة الماضية على تعزيز إنتاجية القوى العاملة وعلى رفع إنتاجية مختلف قطاعات الاقتصاد على وجه العموم , من منطلق الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لبناء أساس راسخ لاقتصاد قائم على المعرفة .
وبين معاليه أن عملية الابتكار معقدة وتتكون من عدة مراحل ومن بينها الفكرة ,والتدريب ,ودعم التسجيل ,وتصنيع النموذج الأولي للمنتج ,ودارسة الجدوى ,مستعرضاً دور المؤسسات العاملة في رعاية الابتكار والاختراع وريادة الأعمال في المملكة .
وعد وزير الاقتصاد والتخطيط حفز الابتكار من العوامل الرئيسة في تحسين القدرات التنافسية للدول ,فضلاً عن كونه يشكل قاعدة الانطلاق لجهود التوليد الذاتي والمستدام للثروة ,مبينًا زيادة الإنفاق على البحث والتطوير والابتكار من 0.4% من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية الخطة الثامنة 2004م إلى 1.07% لعام 2010م .
ولفت وزير الاقتصادي والتخطيط النظر إلى تنامي اهتمام المملكة بالعلوم والتقنية والابتكار خلال خطة التنمية التاسعة التي شهدت فترة الخطة تنفيذ معظم برامج الخطة الخمسية الأولى المؤسسة للعلوم والتقنية والابتكار ,وتم البدء في إعداد الخطة الخمسية الثانية ,إضافة إلى التوسع الملحوظ الذي تشهده مؤسسات التعليم العالي في مراكز البحث والتطوير والابتكار الملحقة بها ,منوهاً بتزايد عدد براءات الاختراع المسجلة للمملكة عالمياً خلال خطة التنمية التاسعة وتبوأ المملكة المرتبة الأولى عربياً وبفارق كبير حيث سجلت 45% من مجمل المسجل من العالم العربي .
وشدد على أن استثمار القطاع الخاص في مجال الأبحاث والتطوير لا يزال محدودًا لدرجة بعيدة مما يشكل عقبة أمام الاستخدام التجاري لنتائج الأبحاث العلمية والتقنية ,والابتكارات ,مشيراً إلى أن المملكة تعاني نقصاً في أعداد المتخصصين والماهرين في المجالات العليمة والتقنية ,وأن تبني السياسات والآليات التنفيذية الملائمة لعلاجها يمثل أحد أولويات خطة التنمية العاشرة .
وبين معاليه أن خطة التنمية العاشرة تهدف إلى التحول إلى مجتمع المعرفة وتعزيز قدرات المؤسسات العليمة والتقنية و الابتكارية وتوسيعها ,والارتقاء بمستوى التنسيق والتعاون الفعال بين أنشطتها ,إضافة إلى زيادة المحتوى المعرفي والتقني لدى المجتمع , وتحويل مخرجات البحث والتطوير إلى منتجات وخدمات ذات قيمة مضافة عالية مما سيسهم في التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة ,الذي سيعمل على تحقيق النمو الاقتصادي وزيادة الثروة .
من جانبه أكد معالي الأمين العام للمجلس الاقتصادي الأعلى الدكتور ماجد المنيف أن المملكة بحلول هذا العام مرت بأطول فترة انتعاش اقتصادي في تاريخها الحديث ,وأن التحدي الذي يواجه الاقتصاد هو استدامة الانتعاش وجعل مكتسبات الطفرة أقل ارتباطًا بأوضاع سوق النفط العالمية وبناء أكثر تنوع وديناميكية .
وأوضح أن متوسط معدل النمو الاقتصادي الحقيقي خلال هذه الطفرة 6.5% سنوياً هو أكثر من 3 أضعاف متوسط معدل النمو الذي تحقق في العقدين السابقين ,في حين بلغ معدل نمو الناتج غير النفطي 7.8% سنوياً ويمثل 4 أضعاف متوسط معدل النمو للعشرين عاماً السابقة ,مشيراً إلى أن النمو كان نتيجة زيادة الإيرادات العامة بمعدل 19% سنوياً .
وقال الدكتور ماجد المنيف : إن دور الحكومة ومركزها المالي القوي وأنماط أنفاقها لم تكن المحددات الرئيسة للانتعاش بل إن استثمارات القطاع الخاص التي نمت 14% سنوياً ونمو انتاجه 3.7% أسهم في نمو القطاع غير النفطي وإسهامه في الناتج المحلي .
وتطرق إلى أهداف المجلس الاقتصادي الأعلى وغايات السياسة الاقتصادية ,ومنها تحقيق نمو اقتصادي مستدام وزيادة في دخل الفرد وتوظيف القوى البشرية والتوزيع العادل في الدخل ،مشيرًا إلى أن الدولة بادرت إلى إصدار وتحديث العديد من الأنظمة وإنشاء هيئات رقابية مختلفة ,وكذلك تبني سياسات واستراتيجيات قطاعية عدة أوجدت قاعدة للاستعداد لمرحلة الانتعاش الطويلة الحالية ,لافتاً إلى أن التحديات التي قد تؤثر على استدامة النمو والكفاءة الإنتاجية منها زيادة السكان وكثافة ونوعية الإنفاق العام .
وأكد أن لدى الاقتصاد الوطني الفرص والإمكانات للتعامل مع تلك التحديات والانطلاق إلى اقتصاد قوي متنوع ذا نمو مستدام .
وكان رئيس مجموعة يوروموني انستتيشنال انفستر ريتشارد إنسور قد رحب في كلمته في بدايه الجلسة بمعالي الوزراء والحضور ,موضحًا أن المؤتمر في نسخته التاسعة بالرياض سيتناول عددًا من المواضيع والجوانب الاقتصادية المهمة من خلال جلسات المؤتمر ،وأن الشراكة مع المملكة حقيقية وتتطلب الالتزام.
وجرى خلال الجلسة الافتتاحية التطرق إلى مسيرة التنمية في سواق المال السعودية، والخطوات الضرورية الواجب اتخاذها لإتاحة الفرصة أمام تدفق المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز الإطار التنظيمي .
وتعد الفرص المالية مرتفعة في المملكة، التي يحتل اقتصادها المرتبة 20 بين أكثر الاقتصادات منافسة في العالم ,فيما تعد المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم ,وتحتل مسألة تنويع المصادر الاقتصادية في المملكة أولوية عالية على جدول أعمال المؤتمر، إذ بلغت الموازنة الحكومية المخطط لها مستويات قياسية في 2014، وفي ظل الاستثمارات الكبيرة في المدن الاقتصادية الجديدة.
يذكر أن مؤتمر "يوروموني السعودية 2014" بالرياض يعقد هذا العام بمشاركة أكثر من 1200 شخصية من العاملين في القطاع المالي من المنطقة والعالم,وسيتم خلال جلسات المؤتمر ألقاء نظرة عامة على الاقتصاد الكلي السعودي ,وقضايا العولمة ,وأسواق رأس المال المتنامية ,وأيضا البنية التحتية ,والاستعانة بالتقنية ,وكذلك قطاع العقارات.
كما سيتضمن المؤتمر لقاءً حياً مع الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان وتشيس وشركاهم جيمي ديمون ,فيما سيتخلل المؤتمر مشاركة الرئيس التنفيذي لسوق الأوراق المالية السعودية :تداول" عادل الغامدي، ورئيس قسم تمويل الشركات لدى شركة أرامكو السعودية صلاح غراوي، والرئيس التنفيذي لشركة منافع القابضة، ياسر الشريف، وكبيرة مديري التمويل لدى شركة أموندي لإدارة الأصول، نينا لاغرون في جلسات الحوار الرئيسية على مدى يومين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.