تصوير - المحرر اختتمت في جدة يوم أمس فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لطب نقل الدم بعد ثلاثة أيام من النقاش والمداولات والمحاضرات والأوراق العلمية وورش العمل وبحضور 30 خبيراً من داخل وخارج المملكة من 14 بلداً. وقد أوصى المؤتمر الذي يعقد كل عامين مرتين بإنشاء نظام مراقبة للدم والمعروف باسم (نظام يقظة) على مستوى المملكة كما أوصى المجتمعون بأهمية استحداث معايير وقوانين موضوعية لنقل الدم في كل خطوة من خطوات التبرع بالدم. وأوصى خبراء مؤتمر جدة كذلك باقامة مراكز رئيسية ومرجعية في كل مناطق المملكة لنقل الدم. إلى ذلك كان ل (البلاد) عدة لقاءات مع عدد من فعاليات الملتقى اكدوا من خلالها اهمية توعية المجتمع بزيادة التبرع بالدم والأهم من ذلك استمرارية التبرع بحيث تتكرس (ثقافة التبرع) وتكون قيمة إنسانية عالية لدى الناس. هذا وتحدثت ل (البلاد) الدكتورة سلوى هنداوي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر ورئيسة اللجنة السعودية لطب نقل الدم فقالت :" لقد ناقشنا خلال الأيام الثلاثة مدة المؤتمر المستجدات في كل نقل الدم، والتركيز كان على سلامة الدم المنقول للمريض من حيث الجودة والنوعية وتطرقنا في مداولاتنا ونقاشاتنا خلال المؤتمر إلى الامراض المعدية التي يمكن انتقالها خلال الدم. واضافت د. هنداوي تقول:" كما كانت لنا جلسة خاصة لمناقشة حديث الساعة هذه الايام مرض الكورونا الجديد حيث تطرقنا إلى ما إذا كان كورونا ينتقل عن طريق الدم وهل يمكن ان ينتقل عبر التبرع بالدم ولابد من وضع قوانين ومعايير لاختيار المتبرع المناسب عن طريق إضافة سؤال عن التعرض للفيروس أو مصاحبة من هم مصابين بالفيروس من ضمن أسئلة التبرع بالدم للاطمئنان على سلامة الدم المتبرع به". وقالت:" ناقشنا امكانية إضافة فحص دم لكورونا للمتبرعين بالدم في فترة وجود حالات في مدينة جدة كما هو الحال الآن من ظهور عدة اصابات ودرسنا تطبيق هذا الفحص على كل مناطق المملكة". وركز المؤتمر على اتباع طرق الوقاية المعروفة من هذا الفيروس ونشر التوعية في المجتمع والمدارس والجامعات. واضافت رئيسة المؤتمر :"إن من اهم توصيات المؤتمر إنشاء نظام مراقبة للدم وهو ما يسمى بنظام اليقظة في الدم على مستوى الدم في المملكة بحيث يمكن تفادي مضاعفات نقل الدم ومنها الاصابات بالأمراض المعدية. وكذلك أوصى المؤتمر بجوب استحداث معايير وقوانين لنقل الدم في كل خطوة من خطوات التبرع بالدم ونقل الدم والاهتمام بالمريض بعد نقل الدم على مستوى المملكة. وطالب المؤتمر بوجود مراكز رئيسية ومرجعية في كل مناطق المملكة للمساعدة والارتقاء بخدمات نقل الدم وضمان سلامة المنقول للمرضى المحتاجين .. وكان لنا توصية مهمة وهي زيادة كفايات العاملين ومهاراتهم في التعامل الجيد مع كل مراحل نقل الدم سواء كانوا اطباء أو ممرضين أو عاملين بالمعامل من تقنية طبية ونحوها". كما حث المؤتمر المجتمع على زيادة التبرع بالدم ، تبرعاً ذاتياً كنوع من الثقافة المجتمعية التي نحتاج فيها الدعم من وسائل الإعلام، حيث ان التبرع بالدم أمر سهل وليس صعباً، وهو مفيد حتى للمتبرع به ، وذلك نظراً لقلة المتبرعين بالدم ذاتياً في الوقت الحاضر ، حيث لم تصل النسبة الآن إلا إلى 40% من عدد من مناطق المملكة. وختمت رئيسة المؤتمر د.هنداوي بقولها:" إن جمعية طب نقل الدم مستعدة بخبرائها المساهمة في وضع المعايير والقوانين اللازمة للارتقاء بخدمات نقل الدم بالمملكة بما يضمن تطور هذه الخدمات بالتعاون مع مختلف القطاعات الصحية بالمملكة موضحة أن هذا المؤتمر العالمي يعقد كل عامين وأن هذا العام شهد مشاركة 14 دولة وخبراء من كل العالم فقد تحدث على منصة المؤتمر حوالي 30 خبيرا من داخل وخارج المملكة". التبرع المستمر: وتحدث معي الاخصائي أول (علي إبراهيم الشريف) فقال :"إن حاجة مجتمعنا للتبرع بالدم مطلوبة حيث انها حاجة مستمرة وأن المصدر الوحيد للدم هو المصدر البشري حيث لا يوجد تصنيع له في العالم حتى الآن ولقد بلغ عدد المتبرعين بالدم العام الماضي 445 ألف متبرع بالدم وهذه المئات من الألوف من المتبرعين هي تحتاج إلى استمرارية في التبرع بالدم وخصوصاً في المواسم مثل الحج والعمرة وشهر رمضان لأن الصوم قد يؤثر على حالة التبرع:. واضاف:" من خلال هذا المؤتمر طرحت أوراق علمية متنوعة في مجال خدمات نقل الدم، مثل زيادة التبرع بالدم بالتبرع الطوعي موضحاً أن الاستمرار في التبرع مهم من حيث أن عمر الدم الافتراضي هو 42 يوماً تقريباً وبعده يكون غير صالح للاستعمال ويتلف ولذلك لابد من البديل وهنا كان تركيزنا على ثقافة التبرع المستمر لان الاستمرارية مهمة لضمان وفرة الدم طيلة أيام السنة". وختم الاخصائي الشريف بقوله:"إن المجتمع شريك أساسي وفاعل في توفير الدم ومكوناته ولا غنى لنا عن أفراد المجتمع في مثل هذا المجال الحيوي، حيث هناك مشاريع يتم انشاؤها لبنوك دم مركزية جديدة بالمناطق والمحافظات حيث لدينا 12 مركزاً بين قائم وتحت الإنشاء، أما بنوك الدم التابعة للوزارة في كل المملكة فهي 156 بنكاً للدم". الرقابة على الدم: وتحدثت ل (البلاد) رنا العبد الرازق استشارية نقل الدم ومراقب الخدمات الطبية في بنك الدم بالكويت، فقالت:" إن هذا المؤتمر العلمي شهد حضورا عالميا وقد قدمت ورقة حول أهمية الرقابة على طرق استخدام الدم في المستشفيات، ,أهمية تفعيل دور لجان نقل الدم في المستشفيات. وقدمت هذا نظراً لاحساسي بأهمية الموضوع ، خصوصاً ونحن نصرف سنوياً ملايين الدولارات حول العام من أجل تحسين الدم، وبالمقابل هذا الدم عالي الجودة عندما يصرف للمستشفيات يتم استخدامه بطرق غير آمنة مرات، وفي مرات أخرى يصرف لمرضى لا يحتاجون بالأساس وأحياناً تحدث أخطاء طبية في نقل الدم أو تخزينه وقد تؤدي إلى مضاعفات يمكن تجنبها بسهولة باتباع معايير الجودة البسيطة غير المكلفة". وختمت د.العبد الرازق حديثها بالتأكيد على أهمية هذه المؤتمرات في نقل الخبرات الدولية للمنطقة واطلاع المنطقة وابقاء العاملين بالمنطقة على اطلاع متواصل مع احدث تقنيات نقل الدم والمستجدات في هذا العلم السريع التطوير، ولهذا السبب كثرة هذه المؤتمرات مفيدة وتصب في مصلحة العاملين بالمنطقة وتوفر عليهم عناء حضور مؤتمرات عالمية بعيدة".