مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو المنظمة الاقليمية العربية الأكثر تفاهما واستقرار وتعاونا منذ عام 1981م 1404 هجرية أي منذ 23 عاما بدوله الست المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمانوالكويتوقطر ويمتلك العراق واليمن عضوية لبعض لجان المجلس كالرياضية والصحية والثقافية. وعندما ننظر إلى الصيغة التعاونية التي ضمت الدول الست المكونة للمجلس تنص على أنها تهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها وفق ما نص عليه النظام الأساسي للمجلس في مادته الرابعة التي أكدت أيضا على عمق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس. ما يربط بين الدول الست من علاقات خاصة وسمات مشتركة وانظمة متشابها أساسها العقيدة الإسلامية وإيمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف فإن التعاون فيما بينها إنما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية. هذه المقدمة كان لابد منها قبل أن اتحدث عن الخطوات التي قامت بها ثلاث دول من دول المجلس قبل أسبوع بسحب سفرائها من دولة قطر بعد محاولات كثيرة لحمل السياسة القطرية على التراجع وتعديل مواقفها إلا أن صبر الدول الثلاث نفذ نتيجة عدم استجابة قطر للعودة إلى الحكمة والعقل فما كان منها إلا أن تتخذ مثل هذا الاجراء بسحب سفرائها من الدوحة للحفاظ على أمنها وسلامة مواطنيها من المخاطر التي تحاك وتدبر . إن ما تقوم به قطر من خلال مواقفها ومحطتها الفضائية من شأنها تعكير صفو السلم الاجتماعي لدول الخليج بما يخدم مخططات مشبوهة هدفها ضرب استقرار المنطقة وتفكيك مجلس التعاون وحاولت دول المجلس مرارا وتكرارا لفت النظر إلى خطورة أفعالهم وما تقوم به أجهزتهم وبعض الاشخاص الذين يقيمون على أراضيهم ويمارسوم أعمالا عدائية ضد عدد من دول الخليج وبالرغم من وجود اتفاق ينص على الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي ودعم الإعلام المعادي. وإذا كانت قطر حريصة على عدم شق الصف الخليجي عليها مراجعة مواقفها والعودة إلى حضن مجلس التعاون والالتزام بميثاقه واتفاقياته لحماية مسيرة دول المجلس من أي تصدع وقطع الطريق على من يحاولون هدم هذه المسيرة ممن تأويهم قطر وتدعمهم. على قطر أن لا تكابر في الاعتراف بما تقوم به من أعمال تحريضية ضد دول الخليج وعليها التراجع عن الاخطاء التي ارتكبتها وترتكبها والالتزام بالتعهدات التي قطعتها على نفسها من خلال الاتفاقات التي تحظر على أي دولة خليجية القيام بأعمال عدائية ضد دولة أخرى أو المساس بأمنها واستقرارها بطريق مباشر أو غير مباشر اذا كانت قطر تدرك وتستشعر خطورة الموقف الحالي وقوة الاجراء الذي قد يتبعه خطوات أخرى ما لم تستجب وما لم تعود عن أفعالها خاصة وان الأمة العربية ليست بحاجة أكثر إلى التمزق والفرقة والجميع يحاول لم الشمل ونبذ الفرقة والشتات وهو ما تسعى إليه الأمة العربية من خلال القمة العربية التي تستضيفها دولة الكويت نهاية الشهر الجاري.