يرى بعض الخبراء أن 70% من عمال اليوم أقل اندفاعاً للعمل مما كانوا عليه سابقاً.. ويرى آخرون أن 50% من الموظفين يبذلون من الجهد ما يكفي فقط للحفاظ على وظائفهم!.. وهذا يدل بشكل واضح على وجود خلل كبير في التعامل مع القوى البشرية العاملة.. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يعمل الموظف بفاعلية..؟ ولماذا هذه النسب المتدنية؟!! هناك مجموعة من الأسباب نذكر منها: عدم وضوح أهداف المؤسسة، ضعف قنوات الاتصال بين الإدارة العليا والعاملين، تضارب القرارات، المركزية في العمل وانعدام التفويض، عدم المشاركة وقلة الاهتمام بالعاملين، عدم التشجيع في حال الانجاز.. وقلة الحوافز بشكل عام، الواسطة وقلة الكفاءة للمشرفين والمدراء، عدم الحرص على سلامة وأمن الموظف، قلة العدل.. وظلم الموظف. إن من الغريب على شركة تعمل في مجال استيراد المواد الغذائية.. يعمل عندها مجموعة من الموظفين.. أرباحها السنوية كبيرة جداً.. وتأتي مناسبة ولا يتم صرف هدية للموظفين أو حتى باكو من البسكويت أو الشوكولاته للموظفين كنوع من أنواع التحفيز! لا أظن أن صاحب العمل الذي يرفض إعطاء تحفيز لموظفيه على دراية بما سوف يستفيده مستقبلاً.. فالموظف إنسان.. تحركه مشاعر وأحاسيس.. وإذا أحس بالظلم أو عدم التقدير سيعمل بلا فاعلية. نحن ننظر للموظف على أنه آلة.. يعمل لنا ما نريده مقابل أجر.. لا علاقة لنا بظروفه أو نفسيته.. وإن حدث ونسي نفسه.. سيتم الاستغناء عنه.. لأن المئات يتمنون العمل مكانه.. وكثير من الموظفين يصارحهم مديروهم بذلك.. ويلوحون بالعصا دائماً!! إذا أحس الموظف بعدم التقدير والاحترام لما يقوم به من عمل ستخسر المؤسسة جهده.. قد يعمل أمامك بكل إخلاص.. وقد ينفذ ما تطلبه منه.. لكنه سيعيق أعمال كثيرة دون أن تشعر وإذا أوصلته لدرجة الخصومة سيصبح شعاره بقدر ما يعطوني سأعطيهم. لكن على العكس تماماً قد يعمل الموظف ضعف ما تأمله منه إذا أحس بالتقدير والاحترام.. بل سيصبح كالنحلة لا يمل ولا يحس بالوقت إذا أحس أنه مشارك في إنجاح المؤسسة وتحقيق أهدافها. التحفيز له أشكال عديدة.. منها الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة.. رسالة الشكر.. الثناء الشفوي.. التقدير أمام الموظفين.. زرع الثقة.. توضيح الأهداف.. التدريب.. التفويض في العمل.. المشاركة في اتخاذ قرارات.. الترقية أو العلاوة.. مكافأة الانجاز.. نسبة من الأرباح.. الخ وأرى أن الشيء المشترك الذي قد يُجمع عليه جميع الموظفين أن التقدير والاحترام والمشاركة في تحقيق أهداف المؤسسة هي أهم أنواع التحفيز.. وذلك لاستمراره وبقائه مع الموظف لفترة طويلة.. أما التحفيز المادي وحده قد يحول الموظف لآلة تعمل بحسب تدفق هذا التحفيز.. فإن وُجِد كان هناك عمل وتطوير وفعالية.. وإن لم يكن سيعمل الموظف بأقل مجهود!! يجب أن تعلم المؤسسة أن التحفيز المادي ليس خسارة أو إنقاص من أموالها إذ إن الاستفادة ستظهر على المدى البعيد. والمؤسسة التي تجمع بين التحفيز المعنوي والتحفيز المادي.. وتعرف متى تنفذ.. وكيف.. ولمن.. وتدرس الحاجات والدوافع المختلفة لموظفيها.. وتضع خطتها في هذا المجال.. أرى أنها أصابت بكل تأكيد.. وسيكون الأثر على المؤسسة وعلى الموظفين كبير.. نجاح للمؤسسة وفاعلية وعطاء للموظفين.. المدير يقع عليه دور كبير في عملية التحفيز.. حيث إن العلاقة بينه وبين الموظفين إذا استغلت في خلق جو من التفاهم كانت بمثابة محرك ومحفز للعاملين معه.. وإذا شعروا بخلاف ذلك.. وكان التعامل فظ وسيئ فسوف يترتب على ذلك شعور بالإحباط.. مما سيؤدي لعدم الفاعلية والانجاز. إن التحفيز هام جداً لمؤسساتنا.. يجب أن نتعلم ما فيه من فائدة على مستوى المؤسسة والعاملين.. وفن التعامل مع القوى البشرية أصبح من أهم ما يبحث عنه المهتمون والباحثون في مجال الإدارة والتنمية البشرية.. فالإنسان طاقة وكنز من المهم جداً معرفة كيفية التعامل معه حتى نحقق ما نتمناه.. ويجب أن يكون التحفيز.. كلمة فاعلة في مؤسساتنا.