** لا اعتقد ان كثيرين منكم يعرفون "بيت أبو الحجر" الذي كان يقع في الجنوب الشرقي "للبقيع" ذلك البيت المبني بالحجر الأسود في مدخل الشارع الصغير المتفرع من شارع العوالي للذاهب الى حي أو حارة "البشرية" وهو الاسم لتلك الحارة الحديثة التي انشئت في منتصف السبعينات الهجرية مكان بستان قد جفت نخيله وذهبت زروعاته "قطعه" صاحبه المرحوم العم محمد سلمي "البشري" وهو والد المرحوم اللواء يوسف محمد سلمي أحد رجالات الجيش في سلاح الاشارة فاطلق اسم "البشرية" على – الحي – مشتقاً من لقب صاحب الارض، كان بيت أبو الحجر في رأس الشارع المؤدي الى ذلك الحي حيث كانت تدور حوله الشائعات والقصص بأن سكانه – الجن – يقذفون كل من يمر في منتصف الليل من أمامه خصوصاً إذا كان يمر وحيداً، وهذا البيت كان واحداً من عدة اماكن كانت مشبعة بالحكايات والقصص التي تشيب الوليد، حتى عندما تقرر إزالته ضمن توسعة الشارع توقف العمل عنده لمدة طويلة وقيل يومها ان "الجن" اوقفوا العمل فلم يستطع مقاول البلدية القيام بهدمه وارجأ ذلك لعدة ايام. واذكر ان السيد علي حافظ وكان رئيساً للبلدية ان طلب من المقاول الاسراع في هدم هذا البيت فقيل ان المقاول اعتذر متحججاً باعذار لم يقبلها منه رحمه الله، فكان ان أتى الى الموقع وطلب من سائق "البلدوزر" البدء في الهدم، فكان العامل يرتجف من عمله هذا حتى الانتهاء من الهدم وهبط من "البلدوزر" او "الدركتار" دون ان يصاب بأية أصابة، وراح يضحك في شبه هستريا حتى قيل ان باسم الله عليهم أي "الجن" قد مسوه وراح يضحك هكذا من أثر المس ولكنه كان يضحك على ذلك الوهم الذي كان يملأ النفوس انها حكايات غابت.. وغابت!