تتجه بوصلة الشارع الرياضي السعودي صوب الغرب من وطننا الغالي نحو عروس البحر الأحمر جدة وتحديدا إلى استاد الأمير عبد الله الفيصل وذلك لمتابعة النهائي الكبير لكأس خادم الحرمين الشريفين الذي يجمع الأهلي حامل اللقب مع شقيقه النصر في موقعة كروية ينتظرها الجمهور الرياضي بشكل عام بشغف كبير وتتجه قلوب وأنظار عشاق الراقي والعالمي بشكل خاص للموقعة الكبيرة وذلك لحاجة الكرة السعودية بشكل عام لعودة كبار الكرة السعودية لمستواهم الحقيقي وزيادة مساحة قاعدة التنافس في الساحة المحلية وانعكاس ذلك على المشاركات الخارجية في سبيل استعادة أمجاد كرة الوطن . مشوار الفريقين في البطولة وصل الفريقان لهذه المسابقة أولا بعد أن حصد الأهلي مركز الوصافة في الدوري بعد منافسة شرسة مع البطل الشباب حتى الدقيقة الأخيرة من لقاء الجولة الأخيرة بينما النصر بلغ هذه المسابقة وهو سابع الترتيب بعد مستويات ونتائج مخيبة لآمال عشاقه ولكنه في هذه المسابقة نجح بالوصول للمباراة النهائية وهو المهم للفريق العالمي من أجل استعادة أمجاده الماضية . الأهلي بلغ الدور النهائي بعد أن تجاوز الفيصلي بكل سهولة عقب الفوز عليه ذهابا 5-1 وإيابا 3 – صفر ليكون الإجمالي 8 أهداف لهدف وحيد انتقل بعدها لنصف النهائي للقاء الأقوى والأصعب أمام الهلال في كلاسيكو كبير فاز في الرياض بهدف وحيد وتعادل في الإياب إيجابيا بهدفين لمثله ومع هذه النتيجة وضع نفسه طرف أول للنهائي بينما الطرف الثاني النصر فبعد طول غياب عن النهائيات نجح النصر أن يتجاوز الشباب في دور الثمانية ذهابا وايابا بعد الفوز عليه بنتيجة واحدة وهي 2-1 صعد بعدها النصر لدور الأربعة لملاقاة الفتح وجاء حضوره في الذهاب جيدا حيث فاز في الرياض بهدفين دون رد بينما ظهر في الإياب بمستوى أقل وخسر اللقاء بهدف وحيد وكأن قاب قوسين أو أدنى من الخروج ولكن الهدف الملغي ومجمل اللقاءين نقل النصر نحو النهائي كطرف ثاني الاستعداد للنهائي . لم يحصل الفريقان على فترة كافية للراحة من آخر لقاء خاضه كل منهما فالنصر لعب إياب نصف النهائي يوم الاثنين وذهب مباشرة لإقامة معسكر في جدة من أجل خوض اللقاء بينما الأهلي عانى كثيرا من الإرهاق ففي خلال 10 أيام تقريبا يلعب أربعة لقاءات هامة وقوية جدا بدأت بموقعتي الذهاب والإياب مع الهلال ثم مغادرته لإيران للعب اللقاء الأخير في دوري المحترفين الآسيوي الثلاثاء الماضي والعودة مباشرة لمعسكر الفريق من أجل النهائي ولكن برغم قصر المدة إلا أن الجانبين سعيا أن يوظفا كل الإمكانيات من أجل تأهيل الفريق فنيا وبدنيا ومعنويا وقد احتشد أعضاء الشرف في الفريقين من أجل المساندة والدعم للتحفيز. وقد شهدت فترة الإعداد القصيرة تدريبات على تلافي بعض الأخطاء التي وقع فيها الفريقان وتفعيل مكامن القوة في الفريق بالإضافة للتدريب على ركلات الترجيح تحسبا لوصول المباراة لركلات الترجيح من أجل الحسم . خطوط الفريقين المتابع لخطوط الفريقين يجد أن هناك تبايناً في هذه الخطوط من خلال تكافؤ حراسة المرمى بوجود المسيليم والمعيوف في الجانب الأهلاوي والعنزي وراضي في النصر كما أن خط الدفاع يسير على نفس النهج من التكافؤ مع تفوق بسيط في جانب الأهلي من خلال التجانس الكبير بين الثلاثي كامل الموسى والمر والحربي ودعم بالومينو لهم في المقدمة أما خط الوسط فيشهد تفوق كبير من الأهلي بفضل تواجد الثنائي كماتشو وتيسير الجاسم مع معتز وباخشوين وهذا بالطبع لا يلغي الحضور الجيد لرباعي وسط النصر عزيز وغالب والزيلعي وبوقاش وأخيرا نتحدث عن أقوى خطوط الفريقين وهو خط الهجوم ففي الأهلي نجد أن الكفة الأهلاوية تتميز بوجود الأساسي والبديل في هذه الخانه من خلال فيكتور والحوسني والجيزاوي والراهب أما في النصر فالسهلاوي وسعود حمود هما أبرز ورقتين هجومية في يد ماتورانا ومن خلال الأسماء والحضور طيلة الموسم نجد أن الخطورة في الجانب الأهلاوي أكثر من النصر ولكن كل هذه الأمور تبقى فقط على الورق بينما سيبقى الأداء في الميدان هو المهم . أسلوب اللعب النهج التكتيكي الذي يتبعه التشيكي جاروليم والكولومبي ماتورانا متقارب لحد كبير فالأهلي يعتمد على طريقة 4-4-2 وهو نفس الشئ الذي يفعله النصر ولكن الاختلاف يكون في التطبيق العملي على المستطيل الأخضر ولعل التشابه في الطريقتين يساهم في صعوبة اللقاء بين الطرفين خاصة أن كل فريق يدرك أهمية اللقاء وصعوبة التعويض فيه ومن المتوقع أن تأتي البداية حذرة من الطرفين بتأمين المنطقة الدفاعية أولا والاعتماد على الكرات الطولية السريعة في الهجوم وسيكون الأرتفاع في الأداء الفني تدريجي مع مرور الدقائق . مدربا الفريقان يملكان عناصر جيدة وأوراق مؤثرة سيسعى كلا منها لاستغلالها بالشكل الأمثل كما أن اللعب على نقاط الضعف في الفريق الأخر ستكون من أبرز المهمات للجهازين الفني ولعل أكثر ما يتخوف منه المدربين هو العامل اللياقي خاصة إذا تمدد اللقاء وتجاوز الأشواط الأصلية . مهمة الكأس الصعبة الأهلي يبحث في هذا اللقاء عن الحفاظ على لقبه الذي حققه الموسم الماضي على حساب جاره التقليدي الاتحاد وكذلك تتويج جهده المميز في هذا الموسم ببطولة حيث يعتبره النقاد البطل غير المتوج في الموسم لحالي نظير مستوياته المميزة ومنافسته الشرسة على كل الجبهات وفي المقابل النصر يسعى جاهدا من خلال هذا النهائي أن يكتب وثيقة العودة لطريق النجاح فتحقيقه اللقب سيرفع كثيرا من روحه المعنوية وسيعيد الثقة للعالمي وهذا ما يزيد من طموح عشاق الأهلي والنصر للمطالبة بالذهب والتوشح به وما بين رغبة الأهلي للحفاظ على اللقب وتتويج موسمه الرائع وبين سعي النصر للعودة سيكون هناك مساحة شاسعة لتقديم فنون كرة القدم وإمتاع الجماهير الرياضية المتابعة للقاء مع تمنياتنا أن تكون بحجم المناسبة وتشرف الكرة السعودية في ظل متابعتها من قبل محبي الكرة السعودية في الوطن العربي والقاري.
