..شيء يدعو للأسف والحزن وأنت أيها العربي المسلم تمشي بين الاحياء وطرقاتها ..وأنت تسمع الصوت العالي ..من القذف المخزّي والشتيمة التي تنطلق من داخل أفواه الأطفال وهم في الحقيقة شباب ..وهم أيضا يمرحون ويسرحون ويلعبون " الكورة " فإذا أخطأ أحدهم أو تصرف دون قصد سرعان ما تنهال على أب هذا الطفل أو أمه وربما عائلته وعشيرته الشتائم المقذعة والنعوت المخزّية . ..ولست أدري كيف يتقبل هؤلاء " الفتية " أن تنهال على والديهم الشتائم وكيف يتصرفون مع هؤلاء " الشتامين " الذين اعتادوا على بذاءة الألفاظ وسوقية المعاني ولكنني أسأل ..هل مثل هذه المعاني المسفة يرتفع أوارها داخل المنازل الكبيرة والصغيرة وكيف يتقبل أهل هؤلاء المنازل من أطفالهم ..ولعلني أسمع ذات يوم أن أمرأة كبيرة تتخطى ال50 من عمرها .وهي تهتف بأقذع الألفاظ على أحد أحفادها ..وهي تصرخ قلت لها هذا عيب وبدلا من أن تدعي لهم بالهداية والتوفيق تقومين وأنت المرأة المجرّبة والعاقلة توبيخا وشتما، لكن المذكورة نهرتني بعنف قائلة لا تعمل منك مصلحا وهاديا فنحن في زمن أن لم يرتفع صوتك داسوا عليك هؤلاء " الذرية " . ولست أدري كيف حكمت هذه " المرأة " على أن هؤلاء ذرية لا تستحق أن يقال لها كلمة طيبة وحانية .. أجل ..انها " التربية " منذ البدء فإذا كان " الطفل " منذ أن يسمع الكلام ..يسمع ..ماذا يسمع سيلا من الشتائم " المقذعة " إن لم يكن في هذا المنزل ..أوفي داخل " حوش " مدرسته إن لم يكن على فصولها وأمام وعلى سمع المعلمين ..اذا خرج خارج المنزل والمدرسة ..سمع ألفاظا نابية أحيانا وأصحابها " يمزحون " ولكنه مزاح من النوع الثقيل واللفظ السوقي الذي لايسمع ولا يقال . ..ولقد سمعت أحد الاطفال وهو " مولود " في دولة غربية عاد لقضاء إجازة مع والديه وسط أرضه الطيبة ..حين أخطأ أحد جيرانه عليه فقال متعجبا هو الذي أخطأ لكنه لم يقل لي " أيام سّوري " تصور ما هذا " الطفل " الذي عاش في الغرب يطلب منا أن نطبق المبادئ الحية ..التي علمنا بها ديننا الخالد ..وهي بالحق أداب اسلامية وصفات حميدة ضاعت وضيعناها ..دون أن ندري أننا لاندري فهل نفهم ونعي ونستوعب مانعمله ومانقول .. يا آمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل جدة ص .ب16225