✒في صباح قدر الله له أن يشرق .. أصبحت فيه نفوس تتحرك وتستمتع بمزيد من الأنفاس التي يمكنها معها أن تعمل شيئا .. في هذا الصباح .. استيقظ البدن وتابع حياته فكان من الأحياء من فقد معنى الحياة .. يسير في طريق لايعلم هل هو الدرب الذي سيسعده حقا أم لا ؟.. إنه طموح ليكون يومه خيرا من أمسه .. لكنه بحاجة لمن يضع يده على خارطة محكمة يتحرك خلالها آمنا أنه لن يتوه معها عند مفترقات الطرق .. وفي زمن انفتاح غير منحصر يجد من خرائط السير ماقد يوقعه في الحيرة .. فيظل يتنقل ببصره ويتحول بأنامله ويعرضها على حاجاته الخاصة والتي يؤرقه أمر تحصيلها على أكمل وجه .. ومع استمرار الأنفاس يستمر الكدح وتتنوع اختيارات الحارثين وهممهم.. فمن طارق لباب الرياضات الروحية ومن واقف أمام نوافذ أوهام الطاقة الكونية وثلة أخرى متوجهة نحو الفردانية التي تريد انتهاب فرص الماديات متجاهلة أنها تعيش مع أمثالها من الناس وأن ماتنتفع به روحا وبدنا من عطاءاتهم هو مثل مايحتاجونه من عطاءاتها وأكثر .. أما أولئك الذين اختاروا خارطة الهروب من العبودية لله ملك الدنيا وما بعدها من الحياة الحقيقية التي لاتنقطع فيها الأنفاس ، وزعموا أنهم بكفرهم وإلحادهم قد عثروا على خارطة الطريق المانحة لهم كل حرية فإنما هم كبشر انسلخ من عقله وقلبه فصارت البهائم تنظر إليه وهي تدرك أنه صار أقل رتبة منها حين رفض تكريم الله له . نعم .. لقد أشرق الصباح على كل أولئك وغيرهم .. وقد تاهت كل الخيارات وخسرت إلا من دله الله على خارطة النجاة .. وسبيل الشفاء .. والطريق المستقيم الذي فيه أحسن توجيه لسيره مادام مستمتعا بنعمة الحياة الدنيا .. وطريق الله متيسر التناول للجميع وأحظاهم به المسلمون .. ولكن بعضهم جافاه رغم يقينه بأن تربية الله هي الأقوم والأرضى لكنه ماعرف كيف يأخذ منها حاجته . وهنا نسمع نداء الله عزوجل ونداء رسوله صلى الله عليه وسلم لنا بأن تلك الطريق بحاجة إلى من يدرسها ويتعلمها ويبدا في التطبيق مستعينا بربه موقنا بأنه السبيل الوحيد لسكينة روحه وصحة منهجه وأمان لخطواته من الزلل المهلك . ومن تلك النداءات نختار قبسا مرغبا في المزيد: يقول ربنا عزوجل: (( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) -هود112- وقال سبحانه : (( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )) -الزمر9- وهذه وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يكون من هم المسلم وعلو همته علم عن الله نافع تصلح به حياته ، وسلامة من علوم لاتنفعه فكيف لو أضلته وأضرت به : قال صلى الله عليه وسلم: ( سلُوا الله علمًا نافعًا، وتعوَّذوا بالله من علمٍ لا ينفع ) - حسنه الألباني- وهنا يستأذنكم الحرف في المغادرة ويسأل الله أن ينفع بأنفاس بقيت لتكون إلى ربها أقرب وتتابع سيرها في خارطة السكينة والفرح بفضل الله .. ♡يارب : (( *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) )) ▪︎ أمل باحطاب