✒في تمام الساعة السادسة صباحاً رن هاتفي لينقلني من واقعي إلى حقيقة مُرّة، رفعت الهاتف لأتلقى كلماتٍ لم تكن بالحسبان اهتز قلبي ودمعت عيناي، هل حقًا رحلت؟؟! إنّ الحياة قصيدة أبياتها** أعمارنا والموت فيها قافية رحم الله قلوباً طاهرة بالطيب قد ذكرت وبالجود والكرم قد اُشتهرت وبالقول الحسن قد سُطر حديثها في الأرواح . فياربُ صبّر قلوباً بالحزن قد غُمرت وقوي أرواحًا من فجعة سهرت عابرون وكلنا راحلون ولن يبقى سوى أعمالنا وبقايا أثر صنعته أيدينا، سيبكي الجميع فراقنا ويا تُرى من سيذكرنا من سيبقى طول الدهر لا ينسى ماضينا . *النفس تبكى على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها فإن بناها بخير طاب مسكنها وإن بناها بشر خاب بانيها قال تعالى ﴿*كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا*فان*وَيبْقى وجْهُ رَبك ذُو الْجَلَالِ والإكْرام*﴾ دنيا دنيئة فانية نعبر منها عبور سريع فيارب إجعل عبورنا عبور ذا أثر مديد . اتسأءل؟ هل نداؤنا يُعيد الموتى ! أم دعائنا يصلحهم؟ قال الحبيب المصطفى *عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :*(إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ. لا شيء يطفي لهيب الفراق وفاجعة الرحيل كالدعاء والصدقة لمن تركونا خلفهم، فأكثروا لموتاكم وسيأتي يومًا تصلكم دعوات من رحلتم عنهم.. دعوة خالصة من القلب : اللهم ارحم عمتي وادخلها فسيح جناتك، اللهم اغفر لها ذنوبها وعفو عنها وتقبلها عندك بقبول حسن . واجبر قلوبنا وقلوب من فقدوا أحبتهم وارحم موتانا وموتى المسلمين.