عزيزي القارئ: هل أنت سعيد؟! ستقول بالضبط: وما هي السعادة حتَّى أستطيع أن أجيب؟ هل هي الثقة بالله، والإيمان بقضائه وقدره، فتنزل المصيبة من السماء، فيبتهج صاحبها؛ لعلمه أنَّ الله اختاره دون سواه ليختبر إيمانه؟ أم هي الرضا عن النَّفس، فيجلس صاحبها على كرسيٍّ متهالكٍ وكأنَّه إيوانُ كسرى؟ أو لعلَّها القناعة التي تجعل من بضعة قروش في عين صاحبها وكأنَّها مالُ قارون، وكنوزُ سليمان؟. إذًا المشكلةُ تكمنُ في: قل لي ما هي السعادة حتَّى أُخبرك إنْ كنتُ سعيدًا! ***** وأخيرًا.. ومتأخِّرًا عن موعده بشهرين، جاء التقريرُ السنويُّ في تصنيف الشعوب السعيدة والتعيسة فارتفع مؤشِّر دول، وهبطت أخرى من على السلَّم وكعادتها حلَّت الشعوبُ الاسكندنافيَّة في المراتب الأولى وتصدَّرت النرويج القائمة وتراجعت مصر ولبنان وحلَّ الشعبُ السوريُّ في المرتبة الأخيرة، كأشقى شعوب الأرض.! مؤشِّرُ السعادة المذكور يعتمدُ في تصنيفه على ستة مؤشرات رئيسة يُقيَّم من خلالها سعادة هذا الشعب أو تعاسته نعم ستة مؤشرات هي على التوالي: نصيب الفرد من ثروات بلاده سخاء الحكومة في دفع الرواتب فساد الوزراء والمسؤولين دعم الحكومة لقطاع الخدمات للمواطن والحرَّيات السياسيَّة.. وبعد قراءتك عزيزي العربي لهذه العوامل أنصحك أن لا تمد عينيك على من أنعم الله عليهم، بل تقنع بنصيبك من السعادة مع الذين ارتضوا في القناعة بأنها كنزٌ لا يَفْنَى..!! ***** فكِّروا معي ما الذي ينقصنا نحن العرب لنكون أسعد شعوب الأرض؟ لماذا كُتب على بلداننا العربيَّة ألاَّ تخرج من مصيبة إلاَّ وتسوقها الأقدار إلى أخرى أشدّ وبالاً؟ لدينا المال، ونحن أفقر شعوب الأرض.. لدينا القمح، ونحن أجوع شعوب الأرض.. لدينا الدِّين الواحد، ونحن المتناحرون.. لدينا أوسع بقاع الأرض، ونحن الأكثر تشردًّا.. حقًّا لماذا؟ ***** ذكر الإمامُ ابن القيِّم عن السعادة فقال: سعادة الإنسان في ثلاث: إذا أنعم الله عليه شكر وإذا ابتلاه صبر وإذا أذنب استغفر أكاد أُجزم لو أنَّ كلَّ علماء الكون ومُفكِّريه اجتمعوا لم ولن يستطيعوا أن يعرِّفوا مفاتيح للسعادة مثل هذه. ***** «تحت الهواء» الحب هو رواية في حياة المرأة.. وسطر في كتاب الرجل.