نفى نائب رئيس الوزراء العراقي الدكتور روج نوري شاويس وجود ضغوط خارجية وراء قرار عدم الإبقاء على مدربين أمريكيين لتدريب القوات العراقية بعد الانسحاب الأمريكي المقرر نهاية العام الحالي. وشدد على أهمية حل مشكلة مدينة كركوك وفقاً للدستور العراقي، الذي قال إنه الضامن للنظام والوحدة العراقية، وأكد أن اختيار الأكراد هو العيش في عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي وليس الانفصال. واستبعد شاويس إمكانية سيطرة تنظيم القاعدة على العراق بعد الانسحاب الأمريكي، كما استبعد انتقال عدوى المظاهرات ومطالب التغيير التي تشهدها دول عربية في الوقت الحالي للعراق. وقال شاويس في مقابلة مع برنامج "العراق بعد الانسحاب"، الذي تبثها "العربية"، اليوم الأربعاء، إنه فيما يتعلق بموضوع المدربين الأمريكيين فإن القادة العراقيين ورغم قناعتهم بحاجة الجيش العراقي لتدريب ومدربين، فإنهم رأوا أنه ليس هناك حاجة أو ضرورة لإعطاء حصانة قانونية للمدربين، كما طالب الجانب الأمريكي. وأوضح نائب رئيس الوزراء العراقي أن الجيش وقوات الأمن العراقية لازالت تحتاج إلى تسليح ومعرفة فنية وإلى تدريب اختصاصي، مبيناً أن سياسة الحكومة العراقية هي تسليح وتدريب الجيش بأحدث الأسلحة، وهذه الأسلحة المتطورة أكثريتها أمريكية، وأن التعامل مع الدول مباشرة في هذه المسألة أفضل بكثير من التعامل عبر شركات أو وسطاء. وأكد شاويس أن الانسحاب الأمريكي سيتم في موعده، مبيناً أن القوات العراقية مستعدة من ناحية المعنويات والأفراد والخبرة لمواجهة الإرهاب والتحديات الداخلية، وهناك قوات خاصة تم تدريبها وتسليحها بشكل أفضل، ولكن هناك بعض الوحدات والقوات التي تحتاج لأسلحة متطورة وتدريب إضافي، خاصة القوات الجوية، وبالتالي فهي في حاجة إلى تدريب وإلى مزيد من الوقت. مشكلة كركوك وحول مستقبل مدينة كركوك بعد الانسحاب الأمريكي، قال إن كركوك هي مشكلة ضمن مشكلة أكبر ضمن المناطق التي تعرضت لتغيير واقعها القومي والديمغرافي في ظل النظام السابق، وأكد أن الالتزام بتطبيق المادة 140 من الدستور هو مفتاح لحل المشكلة بشكل عام وبالتحديد لكركوك. وقال إن الدستور هو ضامن النظام العراقي وبالتالي يجب الالتزام به، وهو القاسم المشترك بين مختلف القوى ويلبي مطالب أبناء الشعب العراقي. وحول احتمال مطالبة الأكراد بالانفصال عن العراق، قال شاويس إن الأكراد قرروا في عام 1992 وفي أوج النظام السابق وبمحض إرادتهم أن الحل الأمثل هو العيش في عراق ديمقراطي تعددي. وحول تدخل دول الجوار في الشأن العراقي، قال إنه لا يمكن توجيه اللوم لدول الجوار عندما لا يكون هناك استقرار سياسي وتفاهم بين مختلف القوى الشريكة، وقال إنه يجب أن نراجع أنفسنا بدلاً من البحث عن حل خارج العراق. حُسن الجوار وعن احتمال سيطرة القاعدة على العراق بعد الانسحاب، قال إنه لا يتخوف من سيطرة أعداء العراق وأعداء السلم والإنسانية على العراق لثقته بالقوات العراقية وبأبناء الشعب العراقي، مبيناً أن ما يتخوف منه فعلاً هو حدوث عمليات إرهابية، وحدوث عمليات تلحق الأذى بأبناء الشعب العراقي. وأكد شاويس أن التمسك بالقواسم المشتركة والتوافقات وتنفيذها هو ما يحفظ تماسك العراق ويعزز مكانة الأحزاب المسؤولة بما يبعد شبح المواجهة بين أبناء الشعب العراقي. وشدد شاويس خلال المقابلة على حرص العراق على إقامة علاقات حسن جوار مع تركيا وإيران وتعزيز هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة بشرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية، موضحاً أن القصف التركي لمواقع عراقية فيه مسّ بمصالح وسيادة العراق.