ينظم المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة أبوعريش في منطقة جازان غدًا محاضرة بعنوان " أسباب الإلحاد وعلاجه" يلقيها الدكتور أحمد بن علوش مدخلي، وذلك بجامع الميرابي في المحافظة. وتأتي المحاضرة ضمن البرنامج الدعوي " تطهير الاعتقاد من الإلحاد " الذي ينظمه المكتب حاليًا في عدد من جوامع ومساجد أبو عريش. يُذكر أن الدراسة التي أجراها معهد "جالوب الدولي" حول نسب الإلحاد في المملكة، أثارت جدلًا كبيرًا مؤخرا. وقد شكك البعض في مصداقية هذه الدراسة، ويرون أن الحديث عن انتشار الإلحاد مجرد وهم وإرجاف، مقللين من احتمالية وجود هذه الظاهرة، وإن وجدت فهي عبارة عن فئة صغيرة غاضبة تظهر بأسماء مستعارة ب"تويتر"؛ بسبب الوعظ والتشدد الديني. أما البعض الآخر، فيرى العكس تمامًا، أن هناك نشاطًا متزايدًا للملحدين، خاصة في أوساط الشباب وبشكل صريح، وهناك من يقول إنه توجد "خلايا وتنظيمات سرية لها أجندة خارجية تمول لترويج فكر الإلحاد في السعودية". وأكد الكاتب السعودي سطام المقرن، أن ما يحدث في المجتمع اليوم، هو وجود إعراض ونقد من الشباب لرجال الدين والموروثات الفقهية، بعد أن لم يجدوا ضالتهم وما يروي عطشهم إلى الحقيقة في الفكر الديني الموروث، الذي أثبت عجزه عن التصدي للمناهج الفكرية والفلسفات الحديثة، لافتًا إلى أن البعض يطالب الدعاة ورجال الدين بضرورة الإنصات إلى هؤلاء الشباب، والرد على أسئلتهم واستفساراتهم وشبهاتهم، ومناقشتهم مناقشة عقلانية صرفة. مضيفًا في الوقت ذاته، في مقال له بصحيفة الوطن، أن البعض يتناول هذه القضية المعقدة من باب وعظي بحت، ومن باب الوصاية على الآخر، وكما يقول علماء الاجتماع "يحسبون النفس البشرية كالثوب الذي يغسل بالماء والصابون فيزول عنه ما اعتروه من وسخ طارئ"، وعلى هذا الأساس يتم التعامل مع الشباب على أنهم سذج، وقعوا فريسة للشبهات ولشياطين الإلحاد، فإذا لم يقتنع الشباب بنصائحهم ومواعظهم، وجب ردعهم ومعاقبتهم حتى وإن وصل الأمر إلى قتلهم بسبب كفرهم وردتهم. ومن هنا، يتضح قصور أدوات المعرفة الدينية السائدة عند بعض الدعاة ورجال الدين، في تقصي ومعالجة المشكلات الفكرية المتزايدة للجيل الجديد من الشباب، خاصة في مجال العقائد وأصول الدين، وقصورها أيضا في الرد على الشبهات والتحديات الفكرية الواردة من الغرب، وبالتالي فإن الحلول المطروحة في هذا المجال غير مجدية، وربما أسهمت في زيادة انتشار الإلحاد في المجتمع. وأكد المقرن أن المرحلة الجديدة التي نعيشها اليوم أثارت علامات استفهام على مجمل الخطاب الديني، وعلى الأدلة والبراهين التي يستدل بها الدعاة لإثبات مقولاتهم وآرائهم، وقد أفرزت الحداثة أسئلة وشبهات كثيرة تتصل بالمفاهيم الدينية، الأمر الذي أدى إلى وجود فئات من المسلمين تتحرك بقصد الكشف عن الحقيقة، ومن أجل تحسين القيم الأخلاقية في المجتمع، ولهذا نحن بحاجة إلى تنوير إسلامي، أو بعبارة أخرى حداثة إسلامية إن صح التعبير.