الكبسة والجريش في استراليا؟

وصلتني الايام المنصرمة الماضية وعلى بريدي الالكتروني رسالة ملتهبة من أحد طلابنا المبتعثين في استراليا، حيث يعبر عن امتعاضه الشديد ازاء احدى فتياتنا الماجدات والمبتعثة للدراسة في استراليا،حيث يقول في ثنايا رسالته:" أن له زميلةسعودية مبتعثة شاركت في معرض يقوم كل طالب من خلالةبالتعريف بوطنة الا ان زميلتة لم تقدم المجتمع السعودي بالشكل المناسب،كونها ركزت في معطياتها التعريفية لزملائها من الطلبة الاجانب والذين يمثلون اكثر من جنسية من خلال اعدادها لاطباق الكبسة والجريش،والذي وجد استحسان واعجاب الجميع ،وهذا الذي دعاها وعلى حد قول اخونا المبتعث ان تؤسس موقعا الكترونيا موجها بصفة خاصة للاستراليات يقدم الاكلات الشعبية السعودية".
ويبقى ان اقول ايها السادة :"ومع احترامي وتقديري الشديدين لاخونا المبتعث الا انني اهنيء واشد على ساعد سفيرتنا الشابة على حسن صنعها ودورها البارز في ايصال حضارتنا واصالتنا والتي تعتبر ان طبيعة الاكلات الشعبية وتفاصيلها جزء من موروثنا والذي يجب ان نحافظ عليه ونفخر بتقديمه ،وهذا الامر في الواقع هو الذي يمكنه ان يضيء الدروب لأجيالنا وتخلد من خلاله حياة الاجداد واصالتهم الضاربة في جذور هذه الارض الطيبة،ناهيك عن ان الدول المتقدمة والحضارية اصبحت تعرف من خلال اكلاتها الشعبية التي تعبر عن تاريخها في كل الاحوال،
فعلى سبيل المثال عرفت فرنسا باكثر من 365 من انواع الجبنة وهذا يدل على التنوع الفريد الذي تتميز به دولة مثل فرنسا،كذلك الامر بالنسبة لايطاليا والتي عرفت بالبيتزا والمكرونة واللزانيا،اما الصين فعرفت بمأكولاتها البحرية خاصة الاسماك الموضوعة في اناء به مواد حارقة،وكذا الهند عرفت بالكاري والارز البسمتي الذي انتشر في كل اصقاع العالم،واخيرا هاهي اسرائيل وانطلاقا من فكرها الاستعماري والاستبداي واغتصابها لكل شيء هاهي تضع يديها على تراثنا وموروثنا العربي انطلاقا من قناعتها التامة بأن الموروث الشعبي يمكنه ان يلعب دورا بارزا قد يتجاوز وبكثير الدور الدبلوماسي،فنسبت لنفسها الفلافل والحمص والتبولة واستولت كذلك على شعار الارزة اللبنانية،وهذا الذي اعلنه وزير الاقتصاد والاعمال اللبناني محمد الصفدي مؤخرا وعند حضوره لمعرض للمنتجات الغذائية والذي استضافتة العاصمة الفرنسية باريس ،حيث اوضح بان الجناح الاسرائيلي عرض ماكولات تمثل جزء هاما من التراث اللبناني المغتصب الذي يمثل التراث والمطبخ اللبناني ومنه الطحينة التي حملت اسم طحينة الارزة مع صورة الارزة على علب الطحينة أواضاف الصفدي بان هذا الامر يعتبر تحديا سافرا على الرمز الوطني الرسمي اللبناني وان هذا الامر خرقا فاضحا للقوانين والاتفاقات الدولية."
csamino1@hotmail.com
رئيس تحرير صحيفة ارض الوطن الالكترونية