1331ه 1410ه الكتاب الذي نحن بصدد تقديم قراءة موجزة عنه هو في الأصل رسالة لنيل شهادة الدكتوره قدمها الشيخ الدكتور محمد بن عبدالعزيز الثويني لجامعة الإمام محمد بن سعود الأسلامية وهي بعنوان ( الشيخ صالح البليهي وجهوده العلمية والدعوية ) وقد حضي الكتاب بمقدمة لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي قال فيها لما علمت بعزم المؤلف على جمع المادة شجعته وفي نفس الوقت رثيت له لما سيتكبده من جهد في الحصول على المراجع فلما انتهى من التأليف انقلب الرثاء الى إعجاب بل عجب من الاعجاب في قدرته على جمع المادة. الشيخ صالح البليهي من العلماء الذين كان لهم جهود علمية ودعوية كبيرة وقد كسب ثقة أئمة هذه البلاد المباركة لما لدوره الرائد في النهظة العلمية والثقافية في منطقة القصيم حيث تخرج على يديه طليعة من العلماء وفي قرائتنا لهذا الكتاب نطالع صور لجوانب كثيرة من الحركة الفكرية في هذه المنطقه وتطورها عبر السنين فنستنطق الاحداث عبر مواقفه في مواجهة التيارات الفكرية الهدامة والمبادىء المنحرفة، ولقد استهل المؤلف كتابه بمقدمة تبين أهمية هذه الدراسة و ان سباب أختياره للموضوع هو سعة علم الشيخ البليهي و جهوده المتميزة في الدعوة الى الله و اسلوبه الذي يتسم بالسهولة واللطف وسلامة العبارة ، ثم بين المؤلف منهجه في البحث و قام بجهد كبير في حصر مؤلفات الشيخ ودروسه ومحاضراته ومشاركاته الصحفية وتفريغ المادة المسجلة وتوثيقها من أفواه الرواة والتي بلغت قرابة 600 صفحة ثم قام بأستنباط الدروس الدعوية من حياته وإظهار منهجه وجهده من خلال آثاره وماكتب عنه ثم تطرق لسيرة الشيخ الذاتية والعلمية ملقياً الضوء على نسبه ونشأته وطلبه للعلم ومشائخه وقد اوضح المؤلف أن الشيخ البليهي طلب العلم في صغره ثم توقف ولازم والده في التجارة والزراعه وفي العقد الثاني من عمره قرر العودة الى طلب العلم بعد انقطاعه عنه وذلك بمشورة احد اصحابه وذلك في عام 1353ه حيث التحق بدروس الشيخ عمر بن سليم والشيخ العبادي والشيخ الخريصي والشيخ عبدالله بن حميد وغيرهم ثم شرع المؤلف يستعرض مؤلفات البليهي مثل كتاب (عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين) وكذلك ترجيحاته الفقهية عبر كتابه( السلسبيل) في معرفة الدليل ، وكتابه (يافتاة الاسلام افرأي حتى لاتخدعي)والذي دافع فيه عن المرأة المسلمة وكشف فيه المؤامرات التي تحاك ضدها، ثم سلط المؤلف الضوء على دور البليهي في إنشاء الجمعيات الدعوية والاجتماعية الفاعلة و مشاركته في إلقاء المحاضرات والندوات وغشيان الأندية وتشجيع المراكز الصيفية والمشاركات الإذاعية والصحفية ليثبت حركية هذه الدعوة وأنها لاترضى بالجمود والدعة ممايحاول الاعداء إلصاقه بعلماء المسلمين فلا بد ان تكون الدعوة فاعلة ينزل بها صاحبها الى الميدان يصحح واقعاً عملياً ملموساً مما جعل جهوده تحدث نقلة نوعية في المناشط الدعوية. ولقد تميز هذا الكتاب بتراجم نادرة لعدد من العلماء وطلبة العلم والكتاب من الحجم المتوسط عدد صفحاته 717 صفحة من اصدار دار المسلم للنشر والتوزيع بالرياض. أخيراً وليس آخراً قبل أن أختم مقالي لابد أن اسطر وقفة وفاء للدكتور محمد بن عبدالعزير الثويني الذي بذل جهداً كبيراً في هذا العمل الموسوعي والذي يعد إثراء ثقافي لسير وتراجم اعلام بلادنا المباركة فنسأل الله العلي القدير ان يجزيه خير الجزاء على جهده وأن يبارك في علمه وعمله. مدير مركز علاقات الإنسان بالقصيم عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي