قال الباحث الأمني لدى إحدى الشركات المتخصصة في أمن الحواسيب فابيو أسوليني: إن تهديدات رقمية تستهدف اقتصاديات بعض الدول والحكومات و الشركات العالمية والأفراد على مستوى العالم في 2019، ولكنها تظل حالات نادرة. وأوضح أن الهجمات التي قد تهدد الاقتصاد العالمي يواجهها في المقابل أنظمة وبرامج متطورة تمنع حدوث هجمات تهدد الاقتصاد العالمي ومن المتوقع أن تؤثر بعض الهجمات في العام المقبل على بعض الحكومات أو الشركات. وقال: «لقد استخدمت جماعات الجريمة الإلكترونية تقنيات تسلل واختراق جديدة، واتسعت جغرافية الهجمات أكثر، فيما شهدت منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا زيادة بنسبة 17 في المائة في الهجمات التي شُنّت باستخدام برمجيات مصرفية خبيثة لتصل إلى نصف مليون هجمة في العام 2018، وفقاً لإحصائيات شبكة KSN التابعة لشركة كاسبرسكي لاب». ومع تزايد الاهتمام بالعملات الرقمية التي أصبحت جزءاً راسخاً في حياة كثيرين، باتت هدفاً أكثر جاذبية للمجرمين عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى زيادة سريعة في «التعدين الخبيث» للعملات الرقمية، فسجلت كاسبرسكي لاب زيادة بأربعة أضعاف في هجمات التعدين Cryptomining في المنطقة، لترتفع من 3.5 مليون في العام 2017 إلى 13 مليوناً في 2018. وقال فابيو أسوليني: “إن منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا أصبحت أكثر جاذبية للمجرمين الإلكترونيين مع حلول هجمات التعدين والهجمات المالية الخبيثة في صدارة الهجمات الإلكترونية. وفقا ل “عكاظ” وحول التهديدات الإلكترونية المالية أشار إلى أن العام المقبل 2019 قد يشهد أولى الهجمات التي تتم بسرقة البيانات البيومترية واستخدامها، وتتبنّى مختلف المؤسسات المالية بالتدريج، اعتماد النظم البيومترية (نظم القياسات الحيوية) لتحديد الهوية والمصادقة عليها، وقد حدث العديد من التسريبات الكبيرة للبيانات البيومترية، وتُرسي هاتان الحقيقتان الأساس لشنّ هجمات ما يُعرف ب «إثبات المفهوم»، تستهدف الخدمات المالية باستخدام البيانات البيومترية المسربة. ويتنامى نشاط المجرمين الإلكترونيين في مناطق الهند وباكستان وجنوب شرق آسيا ووسط أوروبا باستمرار، إذ أن عدم نضج الحلول الوقائية في القطاع المالي بجانب الانتشار السريع لوسائل الدفع الإلكترونية المختلفة بين السكان والشركات في هذه المناطق، عوامل تساهم في ذلك التوجّه. وقد باتت الظروف مواتية الآن لظهور مركز جديد للتهديدات المالية في آسيا، إضافة إلى المراكز الثلاثة القائمة في أمريكا اللاتينية وشبه الجزيرة الكورية وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. أما الهجمات على الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول للمستخدمين التجاريين فتكتسب تطبيقات الهاتف المحمول الخاصة بالأنشطة التجارية شعبية متزايدة، من المرجح أن تؤدي إلى شنّ الهجمات الأولى على مستخدميها، لا سيما وأن هناك أدوات كافية للقيام بهذا الأمر، لكن الخسائر التي يُحتمل أن تتكبّدها الشركات ستكون أعلى بكثير من الخسائر المتكبدة عند تعرض الأفراد للهجوم.