هكذا عرفنا الشيخ سعد بن سعيد آل سالم الفهري منذ كنا أطفالاً، ولأن "بني سعد" في قريتنا وحوالينا كثير جداً وحتى لو قيل سعد بن سعيد فهم أيضاً كثير، فالفاصل أن يقال "المطوّع" وهو اسم على مسمى، فقد عرف بهذا اللقب في طريب والشرقية والرياض ثم بعد عودته إلى الجنوب، ياله من شرف أن يرتبط هذا اللقب بأي إنسان على وجه هذه المعمورة توزع الألقاب بالجملة على من لا يستحقها ومن قد يستحقها إلا أن لقب كهذا لا يستطيع الحصول عليه سائر البشر، لقب يحتاج عمل وجهاد نفس وارتباط وثيق مع الله، صداقة خاصة بين هذا المرء وبين المسجد ومع كتاب الله ومع كلمة الحق والبعد عن مواطن الشبهة والشك. بعد أن أنهى مسيرته الوظيفية إلتفت إلى العمل التطوعي فعمل في الجمعية الخيرية بطريب ثم تفرغ للإدارة والإشراف على مكتب تحفيظ القرآن بطريب عام ١٤٢٨ه فزرع وأسس وأشرف على المكتب وطوّر آليات العمل محاولاً الوصول إلى مصاف المكاتب المتقدمة الأخرى، ليدرك صعوبة الوضع الإداري والمالي والتنظيمي مادام المكتب مرتبطاً بجمعية أخرى، وهنا بدأ مشواراً معقداً وصعباً لتحويل المكتب إلى جمعية مستقلة، فكان تواصله وزملاءه مع الشيخ محمد البشري رحمه الله وآخرون، وبعد اللتي واللتيّا ظهرت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بمحافظة طريب عام عام ١٤٣٦ه . جهود تذكر فتشكر له ولزملائه في المكتب ثم في الجمعية، إلا أن أبا عبدالكريم كان في طليعة من حملوا المسؤولية كما ذكر ذلك الشيخ عبدالله رجب الذي عايش مراحل العمل والتحول والتدريس في هذه الجمعية مالا يعرفه الجميع بأن الشيخ سعد كان عاملاً متطوعاً محتسباً رافضاً أن يتقاضى أي مبلغ مالي لنفسه مقابل عمله. تمضي سنوات العمر، ويصل المرء إلى مراحل عمره المتأخرة فلا يجد ولا يتذكر من الأعمال التطوعية والإنسانية ماينفعه في آخرته وعند لقاء خالقه، بل البعض قد يتذكر متأسفاً بأنه اغتاب هذا وأخطأ بحق هذا وشتم ولمز وأخذ حق هذا، وكل ذلك لم نعهده في أبا عبدالكريم،فهنيئاً له بهذا المشوار الإنساني الإجتماعي التطوعي، وهنيئاً له بهذا اللقب المشرف العظيم.