برز الاقتصاد المعرفي كأحد السمات البارزة لاقتصاديات المستقبل والذي يعتمد بشكل رئيس على رأس المال الفكري، والاستثمار فيه بغرض تطوير وإصلاح أي منظومة. ومن المعروف أن مفتاح أي تطور هو المعرفة Knowledge ومن أهم ما يميز عصر "الاقتصاد المعرفي" هو وجود المتخصصين المهرة سواء كان ذلك على مستوى المجال الإداري أو التعليمي بالمنظمات والمؤسسات والقطاعات المختلفة، وتسعى المنظمات الناجحة إلى إعداد قيادات متعاقبة والاحتفاظ بهم لما لهم من قوة عظيمة تحافظ على تنافسية هذه المنظمة واستمرارية حركتها التطويرية. تتضح كفاءة ونجاح أي منظمة من قائدها لا من هيكلها، ومدى استثماره لرأس المال الفكري في منظمته، ومدى نجاحه في الاهتمام بهم وإدارة تلك الكفاءات والقدرات من ذوي المهارات الفكرية المتميزة بشكل احترافي، حيث تقع مسؤولية إعداد وبناء هذه القيادات عليه عندما يكون "قائداً "لا "مديراً" ؛ لأن تعاقب القيادات يُرسخ من مفهوم الثقافة المؤسسية، ويضمن التطوير والارتقاء المؤسسي، ويجنب المنظمة من الوقوع في "الفراغ القيادي". إن المنظمة الناجحة هي من تحافظ على ممتلكاتها من هذه العقول ، وتعمل على حمايتهم واستثمارهم وتأهيلهم للمراكز القيادية لإدارتها، بغرض دوران المعرفة وإبقاء خبراتها في حوزتها، ولتكون معيار قوتها واستمراريتها القيمة المضافة دوماً. د.أروى أخضر دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية