ندوة ثقافية عن التجديد الثقافي في سوق عكاظ " 3 "

قدم الباحث في الشأن الثقافي الدكتور محمد صالح الدحيم النقدية الثانية في ندوة " الثقافة بنية متجددة" التي أقامها نادي جدة الثقافي الأدبي مساء أمس ضمن الفعاليات الثقافية لسوق عكاظ الثقافي " 3 " ورقة عمل عن التجديد الثقافي بعنوان " قراءة في الواقع والمأمول " , أشار فيها إلى أن المجتمعات سواء تكونت أو تكومت انطوت على خزائن من الثقافات ، مبينا أن مخرجات تلك المجتمعات ونتاجها هي من صميم تلك الثقافات ، ومن هنا تكمن ضرورة الثقافة واستحقاقها للاهتمام .
وقال في الندوة التي أدارها رئيس نادي جدة الثقافي الأدبي الدكتور عبد المحسن القحطاني // التجديد ضرورة ملحة لعدة أمور منها أن لدينا إرثا ثقافيا كبيرا ومهما وتحتاجه الحياة اليوم وإلى الأبد ،وأن هذا الإرث الثقافي مر بعصور متخلفة متراجعة أضفت الجمود والتقليد في كل المعارف ، وأن الإفاقة جاءت من تلك الحالة // .
وبين الدكتور الدحيم أن الثنائية بين الأصالة والمعاصرة شكلت حاجزا كبيرا أمام مجتمعاتنا العربية والإسلامية , لكنها عند التأمل ليست ثنائية خانقة كما يتوهمها البعض بل هي من الثنائيات التكاملية , لكن الاختناق إن وجد فهو في سوء الفهم وقصور العقل عن إدراك المعنى .
وأفاد أن خطاب التجديد الثقافي لا يزال رهينا لعوامل كثيرة ومهمة ولا يمكن له تجاهلها والإغماض عنها ، بيد أن المجتمعات اليوم قد تأثرت كثيرا بالفعل الإعلامي الواسع مستعرضا شروط التجديد.
وتناول الدكتور الدحيم التجديد رسالة المثقف قائلاً // إن من المخجل أن يتيه المثقف فلا يدرك قيمة وقدر الثقافة التي يحملها ، إنها مسؤولية كبيرة وهي رسالته في الحياة // مبيناً أن المثقف الذي يجعل من التجديد رسالته في الحياة قد اكتسب الثقة اللازمة بنفسه وبمشروعه و سيعمل على تحديد رؤية فكرية واضحة المعالم تبرز منظوره وتخطط له وتبتكر أو تتعاون مع وسائل للتنفيذ .
أما الباحث في الشأن التاريخي الدكتور زيد الفضيل الجزء فقد قدم ورقة عمل في الندوة عن المشهد الثقافي السعودي " الواقع والتحديات " وتطرق إلى بدايات المشهد الثقافي ونمو وتيرة العمل الثقافي وتبدلها مشيرا إلى أن غياب المؤسسات المتخصصة أثر على ذلك وبشكل كبير.
وأبان أن المشهد الثقافي بدأ في التواجد تدريجيا ضمن مسيرة الحراك الثقافي العالمي عبر تبنيه قضايا وهموم دولية كالدعوة إلى الحوار وتجسد أيضا بمهرجان الثقافة وتطرق إلى التحديات التي واجهت المشهد الثقافي السعودي منها غياب الرؤيا وعدم وضوح الأهداف وكذلك أثر الرقابة الإعلامية السلبي على نمو وتيرة الحراك الثقافي ضمن إطار المجتمع السعودي .
المداخلات :
وفي نهاية الندوة جرت مداخلات عدة في هذا الصدد.
بعد ذلك أقيمت الأمسية الشعرية الثانية عقب الندوة شارك فيها الشعراء الدكتوره ثريا العريض من السعودية و خالد الأنشاصي من مصر الشاعر بو زيد حرز الله من الجزائر وأدارها الشاعر إبراهيم صعابي .
// انتهى // 1853 ت م