أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي عزم حكومة بلاده في المضي قدما لاستكمال تصحيح السياسة الخارجية المصرية كسياسية وطنية قومية تنطلق من هوية عربية وجذور إفريقية. وقال فهمي في مؤتمر صحفي عقده اليوم حول "سياسية مصر الخارجية" إن الحكومة ستمضي في استكمال خارطة المستقبل التي بدأت في يوليو الماضي، والعمل على عدة محاورة أهمها حماية أهداف الثورتين وتحصينهما من أي مخاطر خارجية، بالإضافة إلى التعامل مع قضايا لها أولوية خاصة كعملية السلام والملف السوري وحوض مياه نهر النيل. وأوضح أن قضية الإرهاب سيكون لها أولوية في التعامل السياسي المصري الخارجي على مستويات مختلفة، منوها بتركيز التعامل مع القضايا الإقليمية المجاورة سواًء القضية الفلسطينية او الملف السوري اوالوضع في ليبيا، فضلاً عن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وشدد الوزير المصري على أهمية تنويع الخيارات أمام صاحب القرار المصري في مختلف المجالات وبشكل خاص ما يتعلق بالأمن القومي المصري, مشيرًا إلى أنه سيتم وضع سيناريوهات معينة للاحتمالات التي ستواجهها مصر في السنوات القادمة لتحديد السياسات التي سيتم تبنيها على ضوء هذه السيناريوهات مع التركيز الخاص على العرب وإفريقيا. وبشأن أزمة المياه مع دول حوض النيل، قال فهمي إنه لا يوجد حل لقضايا مياه النيل إلا في سياق التعاون ما بين دول الحوض ولن يستطيع أي طرف تحديد تطلعاته في المياه والتنمية والزراعة إلا بالتعاون نظرًا للاحتياجات المختلفة لكل دولة واحتياج كل دولة إلى مزيد من الاستثمار والقانون الدولي يمنع التعاون على حساب طرف دون الأخر, مشيرًا إلى أن مصر تقبل التعاون إلا أنها لا تقبل إضاعة الوقت في التفاوض غير الجاد فيما يخص قضية سد النهضة. وفيما يتعلق بعودة مصر إلى الاتحاد الأفريقي، قال وزير خارجية مصر إن بلاده لم تنجز هذه الخطوة حتى الآن إلا أن هناك تفهما واضحًا لحقيقة الوضع في مصر وإفريقيا وأن هناك تقبلا لعدم ملائمة وجود مصر خارج الاتحاد الأفريقي. وبالنسبة للمصالحة الفلسطينية، أفاد الوزير فهمي أن حماس أقل تحمسا لملف المصالحة الفلسطينية، ولكن سنسعى لاستضافه الطرفين لإعادة عملية المصالحة إلى مجراها الطبيعي إلا أنه لا يوجد بين الطرفين مجال للمصالحة الآن. وحول الانتخابات المصرية المقبلة، قال وزير الخارجية "إننا يجب أن ندير العملية الانتخابية بشقيها الرئاسي والبرلماني بشفافية كاملة ونترك لكل من هو معنا بصدق أن يطلع على الإجراءات ويتابعها".