سجلت محكمة تبوك الكبرى أمس، قرار تنازل مواطنة مع ابنتها وابنها عن قاتل رب الأسرة بعد مضي 20 سنة على القضية. وقالت بدرية جديع الجديع (زوجة القتيل عسكر النزال): إنها قررت التنازل عن قاتل زوجها، وأكدت ابنتها فاطمة العسكر النزال (21 سنة) وابنها سعود العسكر النزال (20 سنة)، قرار والدتهما ووقعا على صك التنازل. وكانت القضية قيد التقاضي منذ عام 1989، وتعود تفاصيلها إلى خلاف نشب بين عسكر النزال ورفيق له عندما كانا يعملان في المدينة العسكرية بتبوك. ورفضت الأسرة التنازل منذ ذلك الحين، حتى قررت أمس أن تتنازل عن القصاص من دون مقابل. وقالت الجديع: إنها تنازلت “احتسابا للأجر والمثوبة، وفرحة بوصول ولي العهد لأرض الوطن، ومن أجل يوم عاشوراء”. وأضافت: “وأيضا تنازلنا لتوجيه رسالة لذوي الدم”. وكانت القضية شابها بعض التعقيد نظرا لعدم اعتراف القاتل المدان بالجريمة حتى اللحظة، ونسب الجريمة إلى شخص آخر. وكانت فاطمة ابنة القتيل، هي المعترضة فيما سبق على قرار التنازل، ولكنها اقتنعت أمس بوساطات المتدخلين، وقررت التنازل. وقال سعود اليوسف قاضي المحكمة الكبرى: “إنه لم يقع أي ضغط على الفتاة أو والدتها من أي جهة، وكان ذلك التنازل خالصا لوجه الله تعالى وطمعا في الأجر”. وقال: “إن أمير منطقة تبوك كان متابعا للقضية وقضايا أخرى مماثلة” مشيرا إلى أنه استدعى الفتاة (أي الأمير) برفقة أحد أعمامها في محاولة أخيرة منه للتنازل عن الجاني أو إتمام إجراءات القصاص. وأضاف اليوسف قاضي المحكمة: “الأمير فوجئ بأن الفتاة على قدر كاف من الوعي، واستوعبت ما ذُكّرت به من فضل عظيم يعود على والدها فيما لو أقرت بالتنازل”. وقالت فاطمة عسكر النزال التي رحل عنها والدها وهي في الشهر الثامن من عمرها: إنها جاءت إلى المحكمة الأربعاء الماضي من أجل التصديق على حكم القصاص بحق قاتل والدها، الذي صدر بحقه صك شرعي يقضي بحكم القصاص بحقه، إلا أنها أعلنت تنازلها عن القصاص”. مؤكدة أن ذلك بر بوالدها. ونقلت شكرها لأمير منطقة تبوك على متابعته لقضية والدها طوال السنوات الماضية، كما شكرت الشيخ ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي، والشيخ فياض عجلان الخليف وابنه عجلان على متابعتهم لقضية والدها.