*الذين عاشوا تجربة التعامل مع رجال العلاقات العامة في الأجهزة الحكومية لا بد أن يخرجوا بنتيجة وهي أن نسبة كبيرة منهم أبعد ما يكونون عن القيام بذلك الدور إنما جاؤوا كسد فراغ ليس إلا.. لأن الكثيرين من المسؤولين لا يعطون الفرصة لرجل العلاقات أن “يبرز” جهازه ولهذا يأتي الاختيار متواضعا لمسؤول العلاقات العامة معطيا بذلك صورة مشوهة عن الجهاز الذي يعمل به حتى إن الكثيرين منهم لا يهمه إلا صورة “المدير” وتحسينها وتلميعها كلما لزم الأمر، أما ما يجري داخل دائرته فلا يعنيه وكأنما هو موظف لحمل الصور وإيصالها. مدير علاقات عامة مرتبط ارتباطا وثيقا بالناس ليس له من عمله نصيب إلا اسمه فقط والدليل أنه طوال عمله لم يعرف كيفية التعامل مع الصحافة مثلا وهي الجزء المهم في عمل العلاقات العامة؛ فخلال فترة زمنية طويلة كانت الحبال بينه وبين الصحافة مقطوعة تماما ولأنه أيضا لا يدرك أهمية الصحافة ودورها الحقيقي لذا تحول دوره إلى مجرد موظف عادي. هناك إدارات لها ارتباط بالمواطن ومستقبله ولكن لا توجد بها علاقات عامة بالمعنى الصحيح.. عندما يطرح السؤال بحجم الحاجة إلى إدارة للعلاقات العامة تتوقف الإجابة أمام مكتب “المدير”. المواطن يضيع في “الزحمة” للبحث عن معاملته من دائرة لها علاقة وطيدة به ولا يجدها إلا بعد جهد جهيد فلا يعرف الطريق إلى القسم الذي يبحث عنه.. عندما يرتفع الصوت بسؤال كبير يضيع في زحمة المراجعين.. أين العلاقات العامة؟ تبحث عنها ولا تجدها في الكثير من الأجهزة الحكومية فهي موجودة ولكنها ليست موجودة.. متوفرة من خلال لوحتها ومكاتبها الأنيقة وقصاصاتها المتناثرة فقط، أما الحقيقة فإنها تعلن عن نفسها بشكل مؤسف والتي تقول لا علاقات في العلاقات العامة!! إدارة العلاقات العامة في بعض “الأجهزة” هي مجرد وعاء لاحتواء الكسالى والفاشلين في عملهم ومن يراد لهم أن يكونوا على الرف بقرار من سعادة المدير أو الرئيس.. تلك حقيقة مؤلمة تعيشها العلاقات العامة أو بالأحرى ضحيتها العلاقات العامة. يقظة: لبدر كريم *كما في علم النفس أطفال محرومون انحرفوا بأسباب، وآخرون مدللون وقعوا في فخ الانحراف بأسباب. هناك في عالم الإعلام اليوم إعلاميون محرومون انحرفوا بأسباب، وآخرون مدللون انحرفوا بأسباب أيضا.