بين أوساط الشباب الكويتي، تنامت ظاهرة الوشم على الأجساد، ويتخوف اختصاصيون اجتماعيون من تقليد بعض الشباب السعودي للظاهرة، خصوصا أن برلين تستضيف حاليا فعاليات الملتقى 21 لهواة الوشم وتقنياته، حيث يتجمع العشرات من المهووسين بهذه الظاهرة من مختلف دول العالم، لعرض نماذجهم الجديدة وفق آخر الاستخدامات والتقنيات المجربة لديهم. ويتخوف مراقبون من اقترب اليوم، الذي «قد يشارك فيه هواة عرب أو خليجيون، في هذه التظاهرة العالمية، التي تجمع سحنات من الشرق والغرب والشمال والجنوب». ووسط هذه الأجواء، حذر اختصاصي كويتي في تقرير صحفي من إمكانية أن يتسبب الوشم «في الإصابة بسرطان الجلد. وذكر الدكتور نواف المطيري استشاري الأمراض الجلدية ورئيس قسم الأمراض الجلدية في مستشفى الفروانية بالكويت لصحيفة القبس الكويتية، أن الوشم عبارة عن إدخال مكونات أو جزيئات ملونة في المستوى العميق من الجلد، بحيث لا يمكن للجسم أن يتخلص منها؛ لأنها كبيرة الحجم بالنسبة إليه، وتتم ميكانيكيا بإدخال الوشم إلى الجلد من خلال تقنيتين: الأولى بأدوات ثاقبة للجلد مثل: الإبر، والسكاكين الدقيقة، أو مسدس الوشم «Tattoo gun». والطريقة الثانية تعتمد على ملونات حيوانية ومساحيق مختلفة، من الكحل والفحم وعصارة النباتات. وعدد الاختصاصي الكويتي خمسة أنواع من الوشم، هي: وشم المحترفين ويرسمه فنيون متخصصون ويتميز بوضوح رسمته وأبرز ألوانه الأحمر. ووشم الهواة، ويرسمه الشخص نفسه أو أحد الأصدقاء ويأخذ عادة اللون الرمادي أو خليطا من الأسود والأزرق. وهناك الوشم التجميلي، وترسمه اختصاصية التجميل والأحبار المستخدمة تكون ذات اللون البني أو الأسود، أو الأبيض، أو الأحمر. وهناك أيضا الوشم الطبي، والغرض منه تحديد مكان العلاج بالإشعاع، وإخفاء آثار الجروح أو تلوين المناطق المصابة بالبهاق. إلى جانب وشم الحوادث، ويحدث نتيجة حوادث السيارات أو السقوط على الأسفلت، وهو يظهر نتيجة اختراق الجلد بواسطة مواد غريبة عن الجسم مثل: الأحراز المعدنية أو الزجاجية، وهذه المواد يمكن أن تستقر في طبقات الجلد العميقة، ما يؤدي إلى صعوبة إزالتها. كما عدد الدكتور المطيري عددا من المخاطر الصحية الناتجة عن الوشم، ولعل من أبرزها: «الإكزيما التلامسية» التي تنتج نتيجة تحسس الجسم من المواد المستخدمة في الصبغة، ويصعب علاجها؛ لأن المادة المستخدمة لا يمكن إخراجها من الجسم إلا بالليزر، وهذا أيضا يصعب استخدامه في وجود الإكزيما، وتعتبر الحساسية تجاه الأصباغ الحمراء أكثر شيوعا. وهناك أيضا صعوبة تشخيص الأورام الصبغية، في وجود الوشم خاصة اللون الأسود، ونقل الأمراض المعدية مثل الأيدز والتهاب الكبد الوبائي.