لم يجد بعض من الشباب وسيلة أكثر لجذب انتباه الآخرين ولا سيما الفتيات إلا الاستعانة بسياراتهم، وذلك بوضع أرقام «البي بي» عليها وبالرغم من أن الكثير اتفق على أنها وسيلة من وسائل الترقيم إلا أن الغالبية من الشباب يرفضون ذلك ويرى عبدالعزيز الشمري أنه حينما وضع رقمه «البي بي»على سيارته لم يخطر بباله أنها طريقة للترقيم أو جذب الفتيات. ويبرر تصرفه بأنه يحب أن يتواصل ويستفيد من الآخرين ويكون عدد الإضافات لديه أكثر ويحرص على ذلك بتجميع أكبر عدد بالإضافات سواء شباب أو فتيات ف «البي بي» اعتبره وسيلة تواصل مثله مثل الفيس بوك والتويتر ويضيف «الترقيم والغزل له طرق وأساليب كثيرة، والفتاة إن كانت تراه ترقيما فهي ليست مضطرة لتسجيله، فأنا لم أضرب فتاة على يدها لتضيفني». وعما إذا كان توقيف الهيئة أو الشرطة له أجاب «قبل أن أضعه كنت استفدت من تجربة زميل لي حيث استوقفته الشرطة في منطقة التفتيش بمدخل جدة وأجبروه على أن يزيل البي بي أمامهم وهو ما حدث كونه كان يضعه على النافذة الأمامية ولكن أنا أضعه في أسفل النافذة الخلفية للسيارة» ويضيف متسائلا «لا أعلم ما الهدف من إزالة البي بي ولا أعلم لماذا يتخذون موقفا من هذه الحركة وكأن الشباب بهذه الطريقة سيخربون المجتمع». في حين علق عبدالله الفايز بالقول «هذه حرية شخصية ومن حقي أن أمارس حريتي وأعيش شبابي طالما لم أزعج أو أؤذ الآخرين». واكتفى «مطر» بالقول إنه لم يضع رقم البي بي بغية التعرف على شباب، فرصيده من الأصدقاء والزملاء كثير عكس رصيده من الفتيات مبينا أن الفتيات في بادئ الأمر يملن للدردشة عبر الرسائل أكثر من المكالمات. أما «غدير» فبرغم أنها تعتبر التصرف لا يقدم عليه إلا المراهقون ومن يحرصون على لفت انتباه الآخرين إليهم وعن نظرتها فتاة تعلق «هي وسيلة ترقيم ولا يختلف هذا الرقم عمن يضع رقم هاتفه ولا أعتقد أن هناك تفسيرا سيئا لذلك، فالشاب الذي يرغب في التواصل يتواصل مع معارفه وليس مع غرباء؛ لذلك هي وسيلة ترقيم مكشوفة»، وتؤكد «لا يمكن أن أنكر أن في الجامعة فتيات قمن بإضافة شباب وضعوا أرقام البي بي على سياراتهم الفارهة». بينما تعلق رانية ساخرة «أنا أضحك عليهم بشدة؛ لأن بعضا من الشباب يستخدمون معطيات الحياة المعاصرة بشكل سلبي وهم يواكبون الموضة بطريقة لا تتناسب مع قيم المجتمع» وفى السياق نفسه اتفق رجال مرور بشرطة جدة على أن ذلك السلوك يعتبر مخالفا للنظام وبحسب لائحة المخالفات فإنه يقع من ضمن الفئة الثالثة وغرامتها لا تقل عن 150 ريالا في حال وضع ملصقات وشعارات تتنافى مع الآداب العامة، وذكر مصدر بمرور جدة أن صاحب أي سيارة يقوم بذلك يعرض نفسه للمخالفة مشيرا إلى أنه سبق فيما ذكر مصدر في العلاقات العامة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجدة أن هذه الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة «ونقوم بالتعاون مع الجهات الأمنية برصد السيارات التي تحمل مثل هذه الملصقات الترقيمية ويتم تعقب وترصد أصحابها وإبلاغ الجهات الأمنية عنها».
