قد لا أجد الكلمات المناسبة التي تليق بمقام وقدر من سأتحدث عنه، ولذا أتمنى بداية أن تلتمسوا لي العذر في ذلك، سأتحدث راويا ما حدث لي بكل تلقائية وعفوية ودون أي محسنات بلاغية وبكل صراحة، لأن ما وراء الموقف خيوط ورسائل أرى أنها أبلغ من كل تعبير، فكما يعلم أغلب الأصدقاء أن ظروف الدراسة قد جعلتني متواجدا في بؤرة الأحداث والتحولات التي حصلت في مصر الشقيقة، بل إني قد أزعم أني كنت شاهد عيان لما حدث في الشارع المصري وفورانه لدرجة الغليان!! في هذه المقالة سأحكي وسأروي من «زاوية» استشعرت بها من خلال ما استشففت وسمعت ما جعل روح الفخر والعزة ترتفع وتزداد أكثر بأني أحد أبناء هذا الوطن، فقد كانت قاعة الدراسة أشبه بجامعة دول عربية مصغرة؛ يتواجد بداخلها السعودي والسوري والمصري والعماني والبحريني والإماراتي والتونسي، فكانت أغلب الأحاديث والحوارات لا تخرج عما يحدث في العالم العربي من أحداث ساخنة، وكل يدلي بدلوه من وجهة نظره ورؤيته، لا أخفيكم أني قد استشعرت لغة توحي بالتشفي لسقوط النظام في مصر وتونس من البعض ورضاهم عما حدث إلى حد كبير، فالغالبية كانت تنظر للقضية من ناحية شخصية بحتة لا بشكل عام وشمولي!! ولكن الذي بهرني ولم أكن أتوقعه هو أنه في يوم الأربعاء الموافق 20/3/1432ه دخلت قاعة المحاضرات بعد دخول المحاضر بدقيقة تقريبا فرأيت الوجوه تبتسم ومع الابتسامات كنت أسمع التهاني تتردد من كل مكان في جنبات القاعة وذلك بسلامة وصول «أبو متعب» مع أني كنت أتخيل أني موجود في بؤرة شعب ثائر تمتلئ مشاعره بالغضب على كل الأنظمة العربية!! وقد كان الفضول قائدا لي فاستفسرت منهم لم هذا الشعور؟ وما سببه؟ وهل هي مجرد مجاملة لي لعلاقتي الشخصية بهم؟ فسمعت الإجابات التي لم تخرج أبدا عن محيط «معنى» زادني فخرا واعتزازا وشموخا، عندما قال لي أحدهم واصفا خادم الحرمين الشريفين بلهجته العامية المصرية البسيطة «دا مختلف .. دا بيعاملكم زي أولاده .. دحنا بنحس بنخوته العربية من خلال مواقفه يا باشا». هنا سأقف؛ لأن التعبير تاااه .. لأرفع يدي بالتحية لمقام خادم الحرمين الكريم، حفظ الله بلادي وولاة أمري من كل شر ومكروه.