لحق الحليب المجفف بقطار ارتفاع الأسعار لتصل نسبة ارتفاع بعض الأصناف منه إلى 14%، فيما تراوحت أسعار بعض الأصناف ذات الحجم المتوسط من 29 إلى 34 ريالا، كما صعدت بعض الأنواع من 26 إلى 31 ريالا، بينما صعد الحجم الصغير منه من ريالين إلى ثلاثة ريالات، ليس هذا فحسب، بل إن العديد من المحال التجارية خاصة التي يسطر عليها بعض العمالة الأجنبية تتلاعب في الأسعار، وهناك حليب معروف مستورد من هولندا في «علب» حجم 900 جرام كان يباع من قبل بسعر 42 ريالا تجاوز سعره الآن 50 ريالا. وأشار عدد من المواطنين ل«شمس» إلى أن أسعار الحليب المجفف أصبحت تثقل كاهلهم نظرا لاستمرار ارتفاع أسعاره وغياب الرقابة، مناشدين وزارة التجارة بتشديد العقوبات على المتلاعبين بالأسعار خاصة بعض المحال والصيدليات التي تقع في الأحياء الشعبية القديمة، حيث تسيطر العمالة الأجنبية على تلك المحال، وتتعمد رفع أسعار الحليب وعدم التقيد بتسعيرة موحدة. وقال المواطن عبدالرحمن الشهرى: «إن سعر الحليب المجفف في ارتفاع مستمر، فأحد الأصناف كان قبل فترة ليست بالبعيدة ب 26 ريالا ثم صعد إلى 29 ريالا، والآن ب34 ريالا.. ولا أعلم ما السبب في ذالك؟ هل هي الشركات أو المحال؟ وأضاف أيضا: أين الرقيب من هؤلاء المتلاعبين؟: «ذهبت في أحد الأيام لشراء حليب من أحد المحال القريبة من المنزل؛ فكان السعر مرتفعا وعندما ذهبت لمحل آخر قام بتنزيل السعر بما يعادل الريالين.. فالأسعار لا تحددها السوق ولكن العمالة الوافدة». وعزا أحد الباعة ارتفاعه إلى الشركات المنتجة أو المستوردة وليس المحال. وقال تجار وصيادلة متعاملون في السوق إن الأسعار سجلت ارتفاعات جديدة، وسط تذمر كثير من المستهلكين الذين يطالبون بتخفيض الأسعار، مستغربين عدم ظهور أثر للدعم الذي كان له أثر إيجابي في السلع الأخرى، وقال كنا في الماضي نحصل عليه جملة بسعر زهيد أما الآن فقد رفعت أسعاره وخاصة مع بداية العام الجاري، وهذا ما يجعلنا نرفع الأسعار بحثا عن الربح. وأشارت بعض الأمهات إلى أن ارتفاع أسعار الحليب المجفف جعل البعض منهن يغير نوع الحليب الذي يتناوله طفلها إلى بعض الأنواع الرخيصة، والأخريات وحدن نوع الحليب الذي يتناوله أطفالهن إلى نوع واحد وبعضهن جعلن أطفالهن يتركون الحليب في عمر معين هربا من ارتفاعاته المستمرة. من جهته، قال صيدلي في إحدى الصيدليات التجارية إن هناك ستة أنواع من الحليب شهدت ارتفاعات خلال الشهرين الماضيين، وهي «رولاناك»، وحليب «بيبي لال»م، و»نان» رقم 1، و»سميلاك كبير» و»برجراس» رقم 4 كبير، وحليب «إس 27»، وقال إن هذه الارتفاعات فى معظم الصيدليات والمراكز التجارية الرئيسة وبنسب تراوحت ما بين 5 و15 %، رغم الدعم الحكومي لحليب الأطفال، وقال إن الارتفاع في أسعار الحليب بالسوق السعودية يأتي رغم استقرار أسعاره عالميا، وكذلك استقرار أسعار الشحن، وأشار إلى أن ضعف الرقابة وعدم فرض سعر واضح على الشركات أسهما في تلاعب كثير من المستوردين في أسعار السلع الضرورية. وعزا نائب رئيس لجنة شركات الأدوية في غرفة الرياض محمد البهلال ارتفاع أسعار الحليب إلى عدم خضوعه لشروط تسجيل وتسعير وزارة الصحة مثل الأدوية، إضافة إلى أن الحليب المستورد عموما يتم تحصيل رسوم جمركية عليه؛ وهو ما جعل الوكلاء المستوردين يسعرونه بالسعر المناسب لهم، ويقوم الموزعون بزيادة السعر فيما بعد، ولفت إلى أن الحليب مثل السلع الأخرى يخضع للعرض والطلب، إذ يسهم توافره في تراجع الأسعار، وإذا شح وجوده في السوق يرتفع سعره كثيرا، مشيرا إلى أن الدعم الحكومي لم يؤثر في سعر الحليب؛ وهو ما جعل الكثير من المستهلكين يتذمرون من ذلك. يذكر أن السعوديين ينفقون سنويا أكثر من نحو 1.5 مليار ريال على حليب الأطفال، بعد الزيادات الأخيرة في الأسعار، من خلال استهلاك نحو 75 مليون علبة سنويا، بمتوسط سعر 20 ريالا، في الوقت الذي تشير فيه إحصاءات الأممالمتحدة إلى أن عدد المواليد في السعودية سنويا يبلغ نحو 622 ألفا .