تواصلت سبع أسر سعودية مع ذويهم المعتقلين في سجن جوانتنامو بكوبا عبر الاتصال المرئي بالإنترنت. وأوضح المدير العام لإدارة الإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي باسم هيئة الهلال الأحمر السعودي أحمد باريان، أن الهيئة أعلنت مطلع رمضان الماضي نيتها تدشين الاتصال المرئي بين المعتقلين في مختلف الدول وذويهم في المملكة بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتبها التنفيذي في الكويت. وأكد ل«شمس» أن الهيئة استطاعت أيام الثلاثاء والأربعاء والجمعة من الأسبوع الماضي بتمكين سبع أسر بالتواصل مرئيا عبر الإنترنت مع ذويهم في سجن جوانتنامو بكوبا لمدة تبلغ 60 دقيقة، لافتا إلى أن مدة الاتصال الهاتفي تبلغ 120 دقيقة تتم في مقر الهيئة بإدارة الشؤون الدولية. وبين باريان أن الهيئة تتلقى تنسيقا مسبقا من اللجنة الدولية للصليب الدولي بأسماء السجناء المسموح لهم بإجراء مكالمات مرئية مع ذويهم من قبل الحكومة الأمريكية: «بناء على ورود هذه الأسماء يتم إبلاغ الأهالي بالمواعيد». وذكر أن ستة اتصالات تمت في مدينة الرياض والسابعة في جازان نتيجة تعثر حجوزات الطيران لذوي المعتقل، مؤكدا أن الهيئة تتحمل كافة مصاريف ذوي المعتقل من طيران وتأمين سكن له في مدينة الرياض. وأشار باريان إلى أن الهيئة لا تحصر أعداد أفراد أسرة المعتقل الراغبين في الاتصال ولا تحددهم، مبينا أن بعض الاتصالات يبلغ عدد المتحدثين فيها شخصين وأخرى تبلغ عشرة أشخاص: «السماح يتم لأسرة المعتقل ووالديه وزوجته وأشقائه وشقيقاته». وأكد باريان أن غالبية الأهالي الذين يرتادون لمكالمة ذويهم هم من مختلف الفئات العمرية بمختلف الجنسين «يردنا آباء للمعتقلين تتجاوز أعمارهم 70 عاما، كما يشارك الأطفال في إجراء المكالمات المرئية من أبناء السجناء وتبلغ أعمار بعضهم عشرة أعوام، ومنهم من لم يشاهد والده السجين منذ ولادته والبعض الآخر غادر خارج المملكة وهو طفل رضيع ولم يتمكن من مشاهدته إلا عبر الاتصال المرئي». وبين أن الاتصالات المرئية تبدأ غالبا بالبكاء من الطرفين: «مشاعر الفرح بمشاهدتهم بعضهم بعضا وحزنهم على حال ابنهم السجين يؤثر على العاملين في الهيئة والمباشرين في إدارة الشؤون الدولية وذلك برئاسة الأمير بندر بن فيصل، والأمير عبدالله بن فيصل مما يدفعهم للبكاء تأثرا بمشاعر الآباء والأمهات والسجناء نتيجة تعايشهم مع معاناتهم وبحكم التأثر الإنساني والروابط الوطنية». وأكد باريان أن الاتصالات جاءت بمبادرة وبجهود عالية المستوى من رئيس الهيئة الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي عقد مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف اجتماعا مطولا بهذا الشأن، وعملت اللجنة الدولية في الصليب الأحمر بالتأثير في الحكومة الأمريكية التي بدأت بالسماح للمعتقلين السعوديين بإجراء مكالمات الاتصال المرئي من داخل محل اعتقالهم». يذكر أن الهيئة كانت قد أكدت في تصريح خاص ل«شمس»، أن النسبة العظمى لجهات الاتصال الهاتفي كانت من نصيب العراق وأفغانستان وجوانتنامو، مشيرة إلى أن أوقات الاتصال لا ترتبط بالعمل الرسمي وتستمر في أوقات الإجازات الرسمية حسب ظروف وفود الصليب الأحمر التي تزور المعتقلات. وأوضحت أنه يتم التنسيق في أوقات قد تكون خارج ساعات العمل الرسمية بحسب الظروف وخارج أيام العمل الرسمي في المملكة، لافتة إلى أنها عينت منسقين لمتابعة ملفات المعتقلين التي ترد إليهم والتنسيق بينهم وذويهم لإجراء المكالمات.