مع اقتراب موسم الحج لهذا العام، سجلت العمائر المخصصة لإسكان الحجاج انتعاشا كبيرا هذه الأيام، حيث شهدت السوق العقارية بمكةالمكرمة حركة كبيرة من قبل بعثات الحج والسماسرة الذين تهافتوا على المساكن من أجل استئجارها. وشهدت المناطق المحيطة بالحرم المكي الشريف استعدادات غير مسبوقة لاستضافة موسم حج هذا العام 1431ه، وسط توقعات بارتفاع عدد الحجاج لهذا الموسم أكثر من الموسم الماضي، حيث أبرمت بعثات حج هذا العام تعاقدات مع عدد من ملاك العمائر السكنية بمكةالمكرمة، فيما أصدرت لجنة إسكان الحج قرابة 6800 تصريح إسكان موزعة على عدد من أحياء مكةالمكرمة، بدءا من جوار الحرم المكي الشريف وحي الششة ومنطقة العزيزية وحي الروضة والمعابدة، وأحياء أخرى تبعد عدة كيلومترات عن بيت الله الحرام وتستهدف في كل عام إسكان ما يقارب 1.600.000 حاج. وشهدت بعثات الحج تنافسا محموما في البحث عن مساكن وعمائر سكنية لتغطية حاجة الحجاج للسكن، وتم ضخ مئات الملايين من الريالات من أجل إسكان حجاج بيت الله الحرام، وأوضح متعاملون في هذا المجال أن عملية الاختيار والبحث عن إسكان حج كل بعثة، يتطلب توافر اشتراطات تطلبها وزارة الحج، مع ضرورة متابعتها ميدانيا للتأكد من عدم وجود مخالفات قد تضر ببعثات الحج وأصحاب العمائر السكنية، علما بأن هذه اللجان تسير جنبا الى جنب مع بقية الدوائر الحكومية لتوفير أكبر قدر من سبل الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن، وهيأت أمانة العاصمة المقدسة مكاتب هندسية لإجراء الكشف على العمائر المعدة لإسكان الحجاج، والتأكد من توافر كل الاشتراطات اللازمة بها، وصلاحية المباني من الناحية الإنشائية، وتوافر شروط السلامة بها حتى يصل الحاج إلى موقعه في وقت قياسي، ويمارس عباداته بشكل معتاد ومريح. 6 آلاف للسكن يقول حمدان عايض، عقاري ومستثمر «الحركة العقارية لإسكان حجاج بيت الله الحرام تشهد نشاطا ملحوظا هذه الأيام، وشهدت في بعض المواقع قفزات في الأسعار، وذلك يرجع الى تعويض معظم المستثمرين وأصحاب العمائر الخسائر التي تكبدوها في موسم الحج الماضي بسبب إنفلونزا الخنازير»، مشيرا إلى أن منطقة المسفلة والمنطقة المركزية يتراوح سعر إسكان الحاج الواحد فيها بين 5000 – 6000 ريال، بينما تصاعدت أسعار منطقتي العزيزية والششة، بخلاف العام الماضي، إذ وصل سعر الإيجار للحاج الواحد في هذه المنطقة إلى 1600 ريال. نشاط السماسرة بينما يرى عواض بريك، صاحب إحدى العمائر أن «السماسرة بدؤوا يجوبون العمائر للاستفسار عن تصاريح إسكان الحجاج، حيث يأخذون التصاريح ويعدون بالمجيء مرة أخرى، ولكن لا نراهم بتاتا، وذلك لأخذ عمولات في حالة الإيجار، وهذا الأمر زاد من مخاوفنا، خاصة أننا نحاول هذه الأيام اغتنام الفرصة لإيجار عمائرنا لبعثات الحج، وذلك بعد أن تم إصدار تصاريح إسكان الحجاج». ويضيف بريك «حركة استئجار مساكن الحجاج دؤوبة هذه الأيام، فبعثات الحج والسماسرة يتهافتون على العمائر لاستئجارها للحجاج، وأسعار الإيجار في المناطق التي تبعد عن المسجد الحرام تتراوح بين 1200 – 1600 ريال للحاج الواحد، وفي الوقت ذاته فإن المشروعات التطويرية التي تشهدها المنطقة المركزية أجبرت الكثير من بعثات الحج على الاستئجار في عدد من أحياء مكةالمكرمة البعيدة بعض الشيء عن المسجد الحرام، مثل بطحاء قريش والزاهر وغيرها». تأجير 80 % من الفنادق وأوضح المحلل الاقتصادي بسام فتيني أن «اقتطاع ما نسبته 40 % من المساحات المجاورة للحرم المكي الشريف، تسبب في توجه الأعداد التي من المفترض أن تستوعبها إلى أماكن أخرى من أحياء مكة، كمخطط البنك مثلا أو حي العزيزية، ما سيؤدي إلى زيادة نسبة إشغال الطاقة الكاملة إلى 100 %، وهو ما يتمناه بالطبع ملاك العقارات في تلك الأحياء». وأشار رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة الشيخ سعد جميل القرشي إلى أن أكثر من 80 % من الفنادق والعمائر المخصصة لإسكان الحجاج، انتهت من تأجيرها لموسم حج هذا العام «هناك لجنة لمتابعة السماسرة بوزارة الحج، ويتم اتخاذ الإجراءات النظامية حيالهم». كما أفاد مصدر في وزارة الحج أن هناك لجان مراقبة لمساكن الحجاج خلال موسم الحج، مشيرا إلى أن هذه اللجان تتأكد من استيفاء المساكن للتصاريح النظامية وتوفير الخدمات التي يحتاج إليها حجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج .