ونحن أكثر الشعوب حرصاً على مصطلحنا الذي نسميه (الخصوصية) ، كل شيء نتحدث عنه لابد أن نراعي هذه الخصوصية. ولا أعرف هل نكذب على أنفسنا أم أن هناك خصوصية فعلاً. الذين لا يوافقون على هذا المخترع ووجوده يجدون معارضة كبرى من قطاعات مختلفة ، لعلهم قد أوغلوا في هذه الخصوصية إلى درجة أن كاتبة سعودية قالت إنها تخشى (نظراً لكثرة الفتاوى المتعلقة بالمرأة) أن يأتي اليوم الذي تصدر فيه فتوى (بتحريم المرأة ذاتها) ، وكل ذلك بسبب الخصوصية ، فهي التي لا تسمح أن تمارس المرأة الكثير من الأعمال رغم الحاجة والفاقة والفقر ، ذلك لأن البعض يرون أن خصوصية المجتمع لا تجيز ممارستها إلا لأعمال محدودة. أفرطنا في هذه الخصوصية حتى أصبح المرء منا يشاهد اثنين أو أكثر يتعاركان في الشارع ولا يحاول التدخل لفض الاشتباك. وقد يشاهد أحدنا لصّاً يتسلق جدار منزل أو يكسر زجاج سيارة ولا يحاول منعه حتى ولو برفع الصوت ، فهل هذه من الخصوصية أيضاً؟ ويقع حادث سير فيتوقف كل العابرين بسياراتهم لمشاهدة الحادث ، خاصة إن كان فيه (امرأة أو أكثر) ، فيسدّون الطريق ويعيقون الحركة من أجل الفرجة ، هل هذا أيضاً جزء من الخصوصية؟ عاداتنا في طعام الحفلات ترتبط بالتبذير ، وهي مسألة مرتبطة بالمخترع ذاته .. إنّ كل ما نفعله وكل ما نقوله له علاقة بهذا المصطلح الذي نحاول به أن نميز مجتمعنا عن بقية المجتمعات ، والمشكلة أننا نعتقد أن هذا الأمر يكسبنا احترام الآخرين ، في حين أنه قد لا يكون هناك احترام بسبب أننا (زوّدناها) كثيراً بهذا المصطلح الفجّ.