التغيير سنة من سنن الحياة ، يكون في بعض الأوقات من المطالب الضرورية التي توجبها الظروف الآنية أو المستقبلية وربما يفرض التغيير نفسه من واقع معطيات الحياة المحيطة بالإنسان التي تتغير فلا بد من مسايرتها، بحيث من لم يقم بالتغيير تجاوزه الزمن وفرض عليه التغيير فرضاً ، وقد يأتي أحياناً ترفاً وتسلية، ومن قبيل حب التجديد والتغيير ليس إلا.! وهذا النوع من التغيير يكون بدون تدقيق في الشكل والمضمون وبدون استشراف لنتائجه ، فينطبق عليه " جاء يكحلها فأعماها " .. وقد يظهر التغيير كلياً في الشكل والمضمون لأنه لا يمكن التغيير إلا بهذه الطريقة، وربما جاء جزئياً وفق المتطلبات التي تستدعي جوانب ومجالات التغيير مع المحافظة على القديم. وعلى كل فإن الثابت أن التغيير لا يكون ضرورياً إلا حين تنعدم أو تتضاءل فرصة الاستفادة من الشيء الموجود، ويكون التغيير إلى الأفضل والأحسن. وتطبيقاً لهذه المفاهيم فإن التغيير الذي قامت به إدارة المرور في لوحات السيارات هو تغيير فرضته ظروف معينة وليس ترفاً وتسلية، وذلك حين وصلت أعداد السيارات إلى أرقام كبيرة تتعدى حسابات ثلاثة خانات مع ثلاثة حروف هجائية، فكان لابد من التغيير بحيث تستوعب أرقام السيارات الحالية والمستقبلية ولهذا فالمطلوب أن يكون التغيير جوهرياً وليس شكلياً بمعنى إمكانية المحافظة على القديم مع تغيير المضمون في الجديد. إلا أن الملاحظ أن التغيير شمل الشكل والمضمون، ومع الأسف فقد أدى هذا التغيير بهذا الشكل إلى تشويه اللوحة وشغل كامل فراغاتها ببيانات كان بالإمكان الاستغناء عن بعضها لأنها قد تكون من قبيل التزيد الذي لا مبرر له . فالأرقام والحروف الانجليزية شغلت النصف السفلي من اللوحة وكان بالإمكان الاستغناء عنها لكونها لا تشكل قيمة إضافية كبيرة. ومن هنا فالتغيير لم يكن بالصورة التي يتمناها المواطن ، فأرقام وحروف اللوحة السابقة سهلة القراءة، وإذا كانت أعداد السيارات الهائلة فرضت التغيير بوضع أربعة أرقام مع بقاء ثلاثة حروف دون تغيير إلا في زيادة الرقم الرابع، ويكون التغيير قد أدى الغرض المطلوب. بيد أن إضافة الحروف والأرقام الانجليزية في اللوحة الجديدة أدت إلى ظهور ملاحظات على هذه اللوحة لاحظها بعض المواطنين وكان بالإمكان الاستغناء عن تلك الحروف والأرقام بالكلية لأن وضعها أدى إلى تلك الملاحظات الجوهرية وهي على النحو التالي: 1- أن اللوحة تكتظ بكثير من الحروف والأرقام فعدد الحروف العربية والانجليزية سبعة والأرقام كذلك سبعة، مما يعني أن هذه العدد الكبير كافٍ لتشتيت الذهن وعدم التركيز وبخاصة أن الحروف الانجليزية لا تتفق مع الحروف العربية في تسلسلها فضلاً عن أن بعض الحروف العربية في اللوحة الواحدة جاء الحرف الانجليزي المقابل له بحرف لا يتفق معه في النطق البتة كحرف الصاد والميم والألف والجيم وغيرها من الحروف. وهذا يعني أن وضع الحروف الانجليزية لا يتفق مع الحروف العربية. مما يشتت الفكر في معرفة محتويات اللوحة، بينما كانت في اللوحة السابقة سهلة القراءة، وبخاصة في حالة التقاط الرقم في حالات وجود مخالفات من المركبة، وكثرة هذه البيانات والأرقام وتعدد الحروف يشتت الذهن ويخل بالهدف المطلوب من وضع اللوحة عموماً . 2- لوحظ أن كلمة السعودية والشعار أصبحتا صغيرتين جداً، لا ترى ولا تقرأ إلا حين تكون السيارة واقفة وعند الاقتراب منها فقط، فكلمة السعودية تشكل مساحة صغيرة تبلغ (1سم ×3سم = 3سم ) فقط من كامل اللوحة العادية التي تبلغ مساحتها الإجمالية ( 31×16 = 496سم ) أي بنسبة أقل من واحد في المائة، بينما حرف أو رقم انجليزي واحد يشغل مساحة أكبر بأربع مرات من المساحة التي تشغلها كلمة السعودية والشعار معاً. وتختلف قليلاً في اللوحة الطويلة . فهل هذا يعبر عن ضرورة اقتضتها اللوحة أم أنه جاء نتيجة عدم التدقيق في الأمر. وهو على كل حال أمر لا يليق بوضع لوحة رسمية تحمل اسم وشعار الوطن، وكان على المسؤولين أن يراعوا ذلك. فالسعودية في القلوب قبل أن تكون على الأوراق والألواح، ولكن إبراز اسمها وشعارها بشكل لائق على لوحة رسمية أمر واجب على المسؤولين بصفة خاصة. 3- ظهور خطين تشبه شكل الصليب ، وذلك من خلال تقاطع خطين متناصفين بالعرض والطول تفصل الحروف والأرقام العربية عن الانجليزية وتظهر جلياً في اللوحة العادية. 4- تضاءلت فرصة السرعة في قراءة الأرقام وذلك لأن حجمها أصبح أصغير من السابق إلى أقل من النصف تقريباً. وهذا أمر قد يخل بالهدف من وضع اللوحة على مقدمة وخلف المركبة. علماً ان الأرقام في اللوحة السابقة تقرأ من مسافات أكبر من المسافة الحالية. ومن هنا فالسؤال لإدارة المرور هل هذه الملاحظات اقتضتها الضرورة أم غفل عنها المسؤول؟! اللهم وفق ولاة أمورنا لما فيه عزُّ الدين ورفعة الوطن.