صادقت الحكومة الإسرائيلية في وقتٍ متأخرٍ من ليلة الثلاثاء بأغلبيةٍ ساحقة من 26 وزيراً مؤيداً أمام ثلاثة وزراء معارضين، على الاتفاق للإفراج عن الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين. وتمّ الاستماع خلال المداولات إلى إيجازات قدّمها رؤساء الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، رئيس جهاز الأمن العام يورام كوهين ورئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الفريق بيني غانتز ورئيس الموساد تامير باردو وأيضاً المبعوث الخاص لرئيس الوزراء دافيد ميدان. وعرض رؤساء الأجهزة الأمنية الاتفاق على أبعاده المختلفة وعبّروا عن تأييدهم له. وقال نتنياهو: "إن هذا هو قرارٌ صعبٌ، لكن الزعامة تُختبر في مثل هذه اللحظات من خلال القدرة على اتخاذ قرارات صعبة". وكانت إسرائيل وحركة حماس قد أعلنتا في وقت سابق أنهما توصلتا إلى اتفاق تبادل أسرى للإفراج عن شاليط، مقابل الإفراج عن أكثر من ألف معتقل فلسطيني، وقد تتضمن أيضا الإفراج عن اثنين من كبار القياديين الفلسطينيين. وأضاف نتنياهو، في تصريحاتٍ تلفزيونية، قائلاً: "لقد أنجزنا عبر مفاوضاتٍ عسيرة مع (حماس) صفقة الإفراج عن شاليط، الذي سيعود إلى بلاده خلال الأيام المقبلة". كما قال خالد مشعل زعيم حركة حماس من مقره في دمشق، في سياق الإعلان عن الاتفاق، إن عدد المعتقلات اللواتي سيفرج عنهن يبلغ 27 امرأة. وأضاف - طبقاً ل "بي بي سي" - أن المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم هم من غزة والضفة الغربية، والقدس والجولان وعرب إسرائيل، والشتات، ومن الفصائل الفلسطينية كافة، حسب قوله. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولٍ فلسطيني بارز قوله إن القيادي الفلسطيني من حركة فتح مروان البرغوثي، وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المعتقلين لدى اسرائيل، سيفرج عنهما ضمن الصفقة.
وأضاف المسؤول الفلسطيني، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن "المعلومات التي وصلتنا أكدت أن مروان وأحمد سيفرج عنهما ضمن الصفقة". ولكن مصادر إسرائيلية مطلعة أكدت لمراسلتنا في رام الله، أن عدداً من الأسرى القياديين لن يتم إطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل، من بينهم: أحمد سعدات ومروان البرغوثي وعباس السيد وعبد الله البرغوثي وجمال أبو الهيجا وحسن سلامة.
