في ضوء دروس ثورتي تونس ومصر، دعا العديد من الكتاب والمحللين السعوديين الحكومات العربية إلى التوجه مباشرة لقضايا الشباب، مشيرين إلى ضرورة التعامل مع مشاكل مثل: البطالة والفقر وغياب الحريات. في صحيفة "الجزيرة" يدعو د. جاسر عبد الله الحربش إلى كسب الشباب العربي، معدداً مواصفات هذا الجيل، ويقول: "نوعية المواطن العربي المخضرم المطيع انتهت. ظهر الآن في العالم العربي، وبنسبة 60 % من عدد السكان جيل شاب له مواصفات جديدة: أولاً: أنه مطلع على أحوال شباب العالم في الدول الأخرى، وعلى الطرق التي تتعامل بها دولهم معهم. هذا الاطلاع جعله يقارن ويعرف أن الشباب بحقيقة التطبيق وليس بالكلام الأجوف، هم الثروة الحقيقية لأي وطن ولأي أمة.. ثانياً: هذا الجيل الشاب أصبح يتوجه أولاً للعالم الخارجي عبر وسائل الاتصال العولمية قائلاً: إنه سوف يخرج في مسيرات احتجاج مدنية للمطالبة بحقوقه في بلده بالطرق السلمية، ويطلب تأييد شباب العالم بنفس الطرق. بعد أن يضمن انتباه العالم له يتوجه إلى المسؤولين في بلده برغبته في النزول إلى الشارع، فإن سارت الأمور بطريقة التفهم والتفاهم حُلت الأمور واستطاعت الدولة التعامل مع مطالب الشباب بطريقة حكيمة ووطنية. وإن حصل وحدث العكس فالشباب صار يعرف أن ما سيحل به سوف يكون على مرأى ومسمع من العالم كله.. ثالثاً: جيل الشباب الجديد في العالم العربي ليس لديه ما يفقده بسبب البطالة والإحساس بفقدان كرامة العيش من خلال الكسب الشريف، رغم أن لديه مؤهلات كافية للحصول على مصدر رزقه"، ويعلق الحربش بقوله: "شباب بمثل هذه المواصفات يجب أن يحترم وتؤخذ مطالبه بكامل الاعتبار، وبطريقة النزول إليه والبحث عنه قبل أن ينزل هو إلى الشوارع طالباً المواجهة مع من يعتقد أنه سبب إحباطاته وبطالته". ويرى الكاتب الصحفي أنس زاهد أن ثورة شباب مصر "نعتْ زمن النخب ونصبت الشبان في موقع الريادة" ويقول: "رغم كل ما أبداه شباب الثورة من ممارسة متحضرة وإرادة صلبة ووعي سياسي هو غاية في التقدم، فإن صناع القرار والنخب بكافة أشكالها، أصروا على التعامل معهم باعتبارهم مجرد أولاد أو (شوية عيال).. هذه مشكلة حقيقية توضح وجود فجوة عميقة هناك بين النخب السياسية والإعلامية وإلى حد ما الثقافية، وبين جيل الشبان الذين فرضوا التغيير على أرض الواقع". ورغم أن د. توفيق السيف يؤكد في صحيفة "عكاظ" على البعد الاقتصادي في ثورتي تونس ومصر، فإنه يرجح عامل حرية التعبير والمشاركة الفاعلة في اتخاذ القرار حين يقول: "إن حل المشكلات الاقتصادية قد يؤجل انفجار الغضب.. لكنه لا ينهي التوتر ولا يطفئ مصادره. أحد الحلول التي جربت في أكثر من بلد هو فتح الأبواب للتعبير الحر عن الرأي الفردي والجمعي، وتمكين الناس من البحث عن حلولهم الخاصة لمشكلاتهم"، ويضيف السيف: "الحوار العلني والصريح بين الجمهور ولا سيما الجيل الجديد وبين رجال الدولة، هو بالتأكيد وسيلة لفتح الأبواب وتجديد الأمل في نفوس الناس، وهو قد يكشف بعض مسارات الحل. يجب أن يشارك الناس في صناعة الحلول كي ترضى أنفسهم". ويؤكد الكاتب والمحلل يوسف الكويليت في صحيفة "الرياض" على أن "الشعب هو مصدر السلطات، قول قانوني لا يطبق في منطقتنا"، ويضيف الكويليت: "ذهب زمن الرؤية الباردة من حالات التضييق والفساد الإداري والمالي، عندما تحركت الجموع الشعبية في تونس ومصر لترفع سقف مطالبها بتعطيل بنود دساتير، وخلق أنظمة جديدة تتفق وتشريعات البلدان التي تحترم حرية الإنسان ومساواته". وفي صحيفة "الحياة" كانت الكاتبة الصحفية بدرية البشر أكثر تحديداً حين قالت: "المجتمعات الخليجية مثلهم مثل تونس ومصر. فماذا أعدت الأنظمة الخليجية لهذه العبقرية الشبابية؟" وتضيف الكاتبة: "ما يكتبه الشباب على تويتر وفيسبوك ووتس آب.. غضب من نوع آخر، مختصر الكلمات، ودقيق، وغير موارب، بل وشديد الصراحة. شباب ينتقد الأنظمة التي لا توفّر له عملاً ولا برامج تدريب، وتتعدى على حرياته الاجتماعية والفكرية والسياسية" وتؤكد الكاتبة على " أن الاستجابة لما ينشره الشباب أصبحت أمراً مُلحاً وتقول: "الصحف والقنوات الإعلامية تنشر علناً ما كان من المستحيل أن تنشره قبل عشر سنوات، والقضية اليوم لم تعد في النشر بل في الاستجابة لما ينشر، فالتعبير وإن كان مطلباً أساسياً فإن سرعة التجاوب المطالب الأكثر إلحاحاً".