حذر المبتعث السعودي في كندا، سلطان الجميري، زملاءه من التراخي والتكاسل والسلبية والبحث عن الطرق السهلة للحصول على الدرجات العلمية، كما حذر من إلقاء المبتعث أخطاءه على الآخرين، ويتخيل أن الجميع ضده ويتآمرون عليه، مؤكداً ضرورة معرفة المبتعث لحقوقه وواجباته، ومحذراً من الجهل بقوانين الدولة التي يدرس فيها. وفي مقاله "لماذا يفشل المبتعثون؟" على موقع "سعوديون في أمريكا" يرى الجميري أن أول الأخطاء التي يسقط فيها المبتعث هو التراخي والتكاسل والسلبية والبحث عن الأساليب السهلة للحصول على الدرجات العلمية. يقول الجميري: "هناك من يكرس فكرة تزويد المبتعث برضاعات «العلم والمعرفة» ليشرب من خلالها «التجارب» دون جهد، فالبعض يريد من «الملحقية» و«وزارة التعليم العالي» أن تقوما بابتعاثه وجلب القبول له ومساعدته في اختبار "التوفل" وحل واجبات معهد اللغة وتصوير المذكرات الدراسية وصرف جي بي إس ليصل إلى الجامعة!". ثم يشير الجميري إلى أثر هذه السلبية ويقول: " بدأت ترتسم لدى بعض الجامعات الكندية عن الطلبة السعوديين أنهم كسالى، يحبون «الجاهزية»، متمردون على القوانين! ولو كان في وسعهم أن يحولوا دكاترة الجامعة إلى مدرسين خصوصيين لفعلوا!". كما حذر الجميري المبتعث من إلقاء أخطائه على الآخرين، والإحساس بأن الجميع ضده ويقول: "هناك من يشعر بأن المشرف الدراسي ضده، وأن الملحقية تريد تعقيده، وأن الجامعات الكندية لا تفهمه، وأن وزارة التعليم العالي لا تبالي بشأنه، وهو الوحيد على «صح» والآخرون على خطأ، فهم لا يقدرون مواهبه ولا يراعون مشاعره!". ويضيف: "لا تلق بأخطائك على الآخرين .. طالب يستمر في اللغة سنتين ثم توقف عنه البعثة، ويبدأ يحدث أهله عن مؤامرة التعليم العالي والملحقية، وأنهم السبب في تدمير مستقبله! وآخر تعاقبه الجامعة لتصرفه غير الأخلاقي وغير القانوني، ويبدأ يلعن عنصرية الرجل الأبيض ويتهم هؤلاء الناس بأنهم ضده لأنه «مسلم» ويكرهونه لأنه من سلالة «محمد الفاتح»!". وينصح المبتعث الذي يكتشف خطأ " إذا رأيت خطأ فلا تحوقل ثم تكتفي بالفضفضة مع شركائك في «الهم»، بل اخط للأمام خطوة، واكتب اقتراحك بأدب، أوصل نقدك إلى المسؤول بكل احترام، تحدث ولكن دون ظلم الناس والافتراء عليهم". كما يحذر من تضخيم الأخطاء، وتبني المبتعث قضايا الآخرين ومشاكلهم دون تفكير ويقول " هناك من يريدك أن تشتم الملحقية معه .. وآخر يريد منك نسف جهود الأندية السعودية في الخارج لأن مشرفاً رياضياً في ناد ما بدل «كرة القدم» بكرة الطائرة! حسناً، هذه مشكلاتك «أنت»، ولك كامل الحرية في تقييمها ومدى تأثيرها فيك دراسياً ونفسياً، لكن لا تجبر الآخرين أن يروها ك«ثقب الأوزون» أو من مسببات «الاحتباس الحراري»!". ويضيف قائلاً: " الدعوى اللاشعورية في استنساخ المبادئ بين المبتعثين لها علاقة بقانون «الفكر الجماعي» الذي يضطرك إلى تبني موقف معين لاشعورياً دون سبب حقيقي تؤمن به في داخلك! قمة «السلبية» أن تتخذ موقفاً ضد شخص ما أو جهة معينة، لأن صاحبك يتخذ هذا الموقف دون براهين ملموسة". كما ينصح الجميري، المبتعث بالتعرف على قوانين الدول الأخرى، والقوانين التي تحكم علاقاته بالآخرين: "حاول أن تتعرف على البنود والقوانين التي تعنيك، تعرف عليها جيداً وحين تقول «من حقي» على جهة معينة أن تفعل لي كذا وكذا، فتأكد أن ذلك فعلا «حقك»، وحين تخاصم وتريد بيان الحجة فأشر إلى القانون والدستور رقم كذا والذي ينص على كذا على أن تلك القضية حق مكفول لك كما هو مكتوب!". ويطالب الجميري المبتعث ألا يظن أنه على حق مائة في المائة، ويقول: " ضع في ذهنك مساحة لتقبل رأي الآخر وتبريراته، فأما أن تؤمن 100 % بأنك على حق وبأن ما في دماغك هو الذي ينبغي أن يكون على أرض الواقع فهذا محض «خرافة» لا يقبلها أحد".